قبل ثمانية أشهر من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، واجه الرئيس الإيراني حسن روحاني أزمة وزارية لم يكن يتوقعها، عندما قدم خمسة وزراء استقالاتهم، خلال جلسة الحكومة أمس الأول، دفعة واحدة، احتجاجاً على ما وصفوه بـ«إخلاء الرئيس لظهورهم» في مواجهتهم مع معارضي الحكومة من المتشددين، على خلفية ضغوط مارسها متشددون، وعرقلت أنشطة من بينها حفلات موسيقية وأنشطة رياضية.

والوزراء الذين قدموا استقالاتهم هم: وزير الثقافة والإرشاد علي جنتي، ووزير الشباب والرياضة محمود غودرزي، ووزير التربية والتعليم أصغر فاني، ووزير الصناعة محمد رضا زاده، ووزير الاقتصاد علي طيب نيا، وكلهم من المجموعة المنسوبة لكتلة الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني بالحكومة.

Ad

وعلمت «الجريدة» من مصادر بالحكومة الإيرانية، كانت حاضرة في الجلسة، أن مشادة كلامية بدأت بين روحاني وأعضاء حكومته عند بحث موضوع استجواب وزير التربية والتعليم، المقدم في مجلس النواب، حيث طالب الوزير رئيس الجمهورية باستغلال علاقاته مع المرشد الأعلى علي خامنئي، ورئيس المجلس علي لاريجاني، ليوقف استجوابه، لكن روحاني أخبره أنه لن يلحَّ على المرشد الذي رفض التدخل في الموضوع.

وتصاعدت حدة الخلاف عندما بدأ بحث استقالة وزير الثقافة والإرشاد، إذ قال الوزير جنتي لروحاني إن مشكلته الأساسية في إدارة الوزارة هي «تردد رئيس الجمهورية في دعمه وانشغاله بانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة على حساب متابعة عمل حكومته ونتائجها».

وبرر جنتي الانتقادات الموجهة إليه بالتراجع أمام ضغوط التيار المتشدد وتنازله عن إقامة حفلات دينية ووطنية موسيقية بعدم الرغبة في وقوع صدامات مع المحافظين قبل الانتخابات.

وعزز اتهام جنتي لروحاني، وزير الرياضة والشباب الذي أكد أن الرئيس لم يحمه عندما هاجمه المحافظون في الأسابيع الماضية بسبب مباراة كرة القدم التي واكبت إحياء ذكرى ليلة عاشوراء، في وقت يصر نواب المجلس على استجوابه بعد وزير التربية.

وبحث استجواب وزير الرياضة في المجلس مطروح لضعف أداء الفريق الأولمبي ولإصدار الوزارة تراخيص لمواقع إلكترونية للزواج على الإنترنت تحولت إلى «منصات للفساد والدعارة».

وأشارت المصادر إلى أن الوزراء اتهموا روحاني أيضاً بأنه بدأ مسايرة الإصلاحيين المتشددين من أنصار الرئيس الأسبق محمد خاتمي قبيل الانتخابات، إذ إنه لم يفتح لهم مجال الدخول للحكومة خلال السنوات الـ3 الماضية، لكنه الآن يحاول خداعهم لكسب أصواتهم وإقناعهم بعدم عرض منافس قوي له في الانتخابات مقابل إعطائهم حصة في الحكومة بعد فوزه.

يذكر أن «الجريدة» سبق أن تناولت موضوع تحول «مواقع الزواج» المرخصة من وزارة الشباب الإيرانية إلى «منصات للدعارة» وانفردت بالإعلان عن قرب تقديم وزير الثقافة للاستقالة بعد وصول خلافاته مع روحاني إلى طريق مسدود.