سيمون: أعود بعد غياب طويل بألبوم وحفلة في الأوبرا

• الفنانة المصرية تؤكّد أنها تهوى كسر المألوف

نشر في 21-10-2016
آخر تحديث 21-10-2016 | 00:00
سيمون
سيمون
الفنانة المصرية سيمون صاحبة أسلوب مميز في الغناء والتمثيل جعلها مختلفة عن بنات جيلها. غابت سنوات قبل أن تعود أكثر تألقاً ونضجاً وكأنها لم تغب يوماً عن الشاشة. عن عودتها إلى الغناء والحفلات والجديد لديها في الدراما التلفزيونية وقضايا فنية عدة كان لنا معها هذا الحوار.
لماذا الغياب المستمر عن الساحة سواء دراما أو غناء؟

منذ بداية عملي في الفن لا أهتم بكثرة الحضور والعمل بشكل دائم، قدر اهتمامي بالجودة وقيمة ما أقدمه للجمهور، سواء أغنية أو فيلماً أو مسلسلاً. لذا تجد أن رصيدي من الأعمال الفنية على مدار مشواري الفني قليل من ناحية الكم، ولكنه جيد ومهم جداً من ناحية البصمة والبقاء في ذاكرة الجمهور.

لكن هذا الغياب يؤثر في مكانة الفنان، وفرص الأدوار الجيدة.

إذا كان للفنان تاريخ من الأعمال الجيدة ذات القيمة العالية فلن يتأثر بأي غياب، أما إذا كان معظم أعماله للحضور فحسب، بالطبع سيحلّ مكانه أي شخص آخر. يمكنني رصيد أعمالي من الحضور الدائم في ذاكرة الجمهور، لا سيما في {يوم مر ويوم حلو، لعبة الست، كارمن، الهجامة}، وأعمال كثيرة ما زال المشاهد يتذكرها حتى الآن.

لماذا اعتذرت عن {الأب الروحي}؟

كنت مشغولة بأعمال خدمية تتطلّب أحياناً السفر خارج البلاد، وفي الوقت نفسه كان فريق {الأب الروحي} مرتبطاً بتحديد موعد تصوير، من ثم لم أستطع التنسيق مع شركة الإنتاج.

هل شغلتك الأعمال الخدمية والخيرية عن الفن؟

على العكس. كان للمشاركة فيها تأثير إيجابي على عملي في الفن. الفنان في الأساس يُعبر عن المجتمع وعن نماذج مختلفة من البشر، وكي يتمكّن من أداء ذلك بشكل جيد لا بد من أن يكون قريباً من الناس وحاضراً في مختلف المحافل ومتعايشاً مع النماذج كافة. ما قيمة ما نقدمه إذا كنا لا نشعر بمعاناة الناس؟! شاركت في حملات مستشفى سرطان الأطفال وحملات توعية وماراثون لوزارة الصحة وكنت سفيرة لمرضى الأيدز. اكتسبت من خلال هذه الأنشطة خبرة إنسانية كبيرة لها بالتأكيد مردود على أي عمل أقدمه.

كيف كانت تجربتك في {جراب حوا}؟

سعيدة للغاية بهذا العمل لأنه يعبّر بشكل كبير عن مشاكل المرأة العربية، وسعيدة أيضاً بالتعاون مع المخرجة سارة توفيق والسيناريست أحمد عزت لأنهما قدما عملاً محترماً ومتميزاً، قدمت من خلاله شخصية مذيعة وإعلامية، ولم أقلد أحداً أو أقصد أي اسم بعينه، ولكن تطرقنا إلى متاعب المهنة وكواليسها.

كيف تختارين أدوارك الآن؟

أختار أدواري الآن وفي بدايتي بالطريقة نفسها. أقدم الجديد وغير المتوقع للجمهور. أشارك في العمل الذي يحمل قيمة فنية عالية ورسالة للجمهور. كذلك أهوى كسر المألوف والتابوهات المتعارف عليها وتقديم كل ما هو مختلف، وهو ما حرصت عليه في الأغاني كافة التي قدّمتها، فقد كانت مختلفة عن السائد وقتها، كذلك كانت أدواري في «يوم مر ويوم حلو» وفي «الهجامة»، وفي «آيس كريم في جليم» مختلفة، كذلك أعمالي على المسرح مع محمد صبحي، وعندما عدت قدمت شخصية صباح في «بين السرايات» وكانت لافتة، وتحمل رسالة وقيمة عالية جداً. لو كنت قدمت المتوقع والمعتاد لما بقيت أعمالي في ذاكرة الجمهور حتى الآن، وهو ما جعل أعمالي قليلة إلى حد ما لأني أدقق فيها ولا تشغلني مساحة الدور، بل أهميته ولا أرضى بأي عمل إلا إذا كان مناسباً لقناعاتي، وإلا البقاء في البيت أفضل.

لا يوازي نجاح الأعمال الدرامية الآن قوة الأعمال السابقة. لماذا؟

لأكثر من سبب. الأول، يُقدم الصانعون اليوم أكثر من 50 عملاً درامياً يُتابعها الجمهور في موسم رمضان، ثم على مدار العام، وينتقل من عمل إلى آخر حتى تظهر أعمال جديدة أخرى وهكذا. أما في الماضي فكان عدد الأعمال أقل، من ثم كان مستوى المشاهدة والتركيز أعلى، لهذا حققت «ليالي الحلمية»، و{الضوء الشارد»، و{ذئاب الجبل» وغيرها نجاحاً كبيراً لا تُحققه الأعمال الدرامية الآن.

السبب الثاني هو التعجل في إنتاج الأعمال الدرامية للحاق بالموسم الدرامي والبحث عن عائد الإعلانات ونسبة المشاهدة، فلا تنال أعمال عدة حقها في التحضير، وتظهر بشكل أقل من المفروض.

السبب الأخير أن معيار النجاح اختلف عن الماضي، فأصبح يعود إلى كم الإعلانات التي يجذبها العمل وليس قيمته الفنية، علماً أن نسبة الإعلانات قد تذهب إلى مسلسل متوسط القيمة بسبب النجم أو المحتوى التجاري، ما يجذب شريحة معينة من الجمهور. أما القيمة الفنية فتوارت قليلاً، على عكس الدراما سابقاً.

الغناء والحفلات

كانت العودة من خلال الدراما. ماذا عن الغناء؟

يعاني سوق الغناء حالة ركود وكساد بسبب التحميل المجاني للأغاني، الذي جعل كثيراً من شركات الإنتاج تتوقف عن العمل وتلك التي استمرّت اكتفت بالتوزيع. أصبحت العودة صعبة طبعاً في ظل هذا المناخ، ولكن عاودت سماع كلمات وألحان أغان جديدة وانتهيت من ست منها أبرزها «اسهر بقى لوحدك»، من كلمات محمد علي، وألحان وجيه عزيز، ويبقى الاتفاق مع شركة الإنتاج وتوزيع الألبوم بعد الانتهاء منه، لأني لا أجيد الإنتاج ولا التسويق.

ماذا عن الحفلات العامة؟

لم أتوقّف عن تقديم الحفلات في أي وقت حتى خلال ابتعادي عن الساحة، ولكنها كانت لجهات خيرية أو لوزارة الصحة أو مستشفى 57357، فلم يهتم أحد بتصويرها، ما جعل كثيرين يعتقدون أنني بعيدة عن الغناء. أحضّر راهناً لحفلة في الأوبرا مع أوركسترا كبيرة لا فرقتي المعتادة، أعود من خلالها إلى الحفلات الجماهيرية الكبيرة.

ما تقييمك للساحة الغنائية الآن؟

تظهر بين فترة وأخرى ألوان موسيقية عدة، الجيد منها والسيئ، ولكل منها جمهورها. بعد فترة تستقر الأمور، فيبقى الأفضل والأكثر موهبة. لذا لا أرفض أي نوع من الأغاني أو الموسيقى، بل لا بد من أن تكتمل التجربة ويحكم الجمهور بنفسه على كل شيء.

المسرح

أين سيمون من المسرح اليوم؟ تقول الفنانة المصرية إن المسرح نفسه مرّ بأزمة وتوقف لفترة طويلة، والدليل أن محمد صبحي لم يقدّم مسرحاً منذ 15 سنة. وتتابع: «أنا كأي فنان، أختار الأفضل من بين ما يُعرض عليَّ سواء مسرحاً أو دراما أو حتى سينما، وإن وجدت عملاً مسرحياً جيداً لن أتردد في القبول».

أفضّل البقاء في البيت على القبول بعمل لست مقتنعة به

أعمالي قليلة لأني أدقّق فيها ولا تشغلني مساحة الدور
back to top