شاكر أبل: فيلم «الرقص... حياة» يشارك في مهرجان سينما الحقيقة بفرنسا
وثيقة تاريخية ومرجع مهم عن رصد الأفراح في حياة الكويتيين
أعلن أبل أنه سيشارك بفيلمه الجديد «الرقص... حياة» في مهرجان سينما الحقيقة الدولي في فرنسا، حيث سيكون وثيقة فريدة وغير مسبوقة عن الأفراح منذ بداية دولة الكويت وما بها من أهازيج ورقص وغناء وآلات.
أكد المخرج الكويتي شاكر أبل أن فيلمه الذي اختار له اسما مبدئيا «الرقص... حياة»، سيكون جاهز للعرض في شهر مارس المقبل للمشاركة به في مهرجان «سينما الحقيقة»، هو أحد أهم مهرجانات الأفلام التسجيلية في العالم، وتنظمه كل عام مكتبة المعلومات العامة الفرنسية في باريس.وقال أبل لـ «الجريدة» إن المشاركة في هذا المهرجان الكبير تعد تتويجا رائعا لمسيرته الإخراجية، حيث يتم من خلاله تقديم ما يقرب من 200 فيلم وثائقي كل عام تتناول موضوعات متعددة من إخراج صانعي أفلام محترفين ومخرجين للمرة الأولى، ويتم عرض هذه الأفلام بمركز بومبيدو في باريس، إضافة إلى عدد آخر من دور السينما المشاركة في المهرجان.وذكر أن النص الوثائقي للفيلم، الذي استغرق العمل فيه أكثر من عام، سيتسلمه من كاتبه أحمد حمادة خلال الأيام القليلة المقبلة للشروع في تركيب وترتيب المشاهد وعملية تسجيل الصوت، ليتم بعدها عملية المكساج والمؤثرات الصوتية.
وبين أبل أن فيلم «الرقص حياة» سيكون وثيقة فريدة وغير مسبوقة عن الأفراح منذ بداية دولة الكويت وما بها من أهازيج ورقص وغناء وآلات العزف والإيقاع بمعناها الواسع، وليس مقصوراً على الاحتفال بالزواج، ومنها على سبيل المثال الرقصة التي تؤدى عادة في حفلات الزفاف، ورقصة الخماري ورقصة وأغنية «السامري»، ورقصة العرضة البحرية ورقصة العرضة البرية، وأغنية النهمة التي تختلف معانيها باختلاف النشاط الذي يقوم به البحارة، ولكن يؤديها على ظهر السفينة مغن واحد يطلق عليه «النهام»، وهو الذي كان يتقاضى أجرا أعلى من الغوص، وأغنية الصوت وتؤدى بالعزف على العود وطبل صغير يسمى «مرواس»، ويقوم رجلان بالرقصة المصاحبة، ويطلق عليها «زفان»، ويُؤدى الصوت في التجمعات والأمسيات المخصصة للرجال فقط، وتسمى سمرة.
ثلاثة أهداف
وأشار أبل إلى أن إصراره على عمل هذا الفيلم رغم معاناة ندرة مواد مصورة قديمة، لثلاثة أهداف، أولها التوثيق لكي يكون مرجعا للأجيال المقبلة، وثانيها رصد حركة المتغيرات التي طرأت على الكويت عبر إيقاعات الرقص وحركة الأداء، وكلمات الأغاني التي حفظت الكثير من اللهجة الكويتية القديمة التي أوشكت على الاندثار لدخول المئات من العبارات القادمة مع أبناء الجاليات التي تعمل في الكويت، وثالثها تجريد الرقص من كل ما لحق به من تشويه على مدار تاريخه، وتغيير المفهوم السائد عبر مرور الأزمان في البلاد العربية الذي ربطه بالسمعة السيئة ووسيلة لإثارة الغرائز، رغم أنه في جوهره فن من أرقى الفنون الإنسانية عبر التاريخ، ويهدف عبر الموسيقى الى تواصل الروح مع حركات الجسد، لتعبر الروح عما يجتاحها من مشاعر الفرح والحزن.وتمنى أن يتواءم فيلمه الجديد «الرقص... حياة» مع طموحات المتلقي الواعي، لأنه يحاكي الواقع ويحكي تاريخا، من أجل هذا حرص على توثيق أكبر عدد ممكن من الأغنيات والأهازيج والرقص لكل جوانب الحياة في الكويت من أفواه الحفظة من كبار السن.وتوقع أن يشمل الفيلم ما يزيد على عشرات النغمات القديمة كانت تعزف في الأعراس وغيرها مصنفة كل وفق مناسبتها.وأعرب أبل عن طموحه لأن تكون مشاركته في مهرجان سينما الحقيقة استمرارا لحضور دائم ومتواصل للسينما والأعمال الثقافية الكويتية ضمن فعاليات السينما العالمية ومهرجاناتها.