الغضب المدمر
أثناء مراجعتي لمستوصف قرطبة وقعت عيني على كتيب صغير الحجم بعنوان «الغضب... آثاره وعلاجه» من إعداد جمعية إعانة المرضى، جزاهم الله خير الجزاء على رعايتهم وخدمتهم للمرضى، ومما لفت انتباهي في هذا الكتيب الآثار الصحية للغضب على الجسم والقلب، وهي: الحقد، والحسد، والكراهية، والحزن، وارتفاع ضغط الدم، ونزف الدماغ، والجلطة القلبية، والإمساك الشديد، وقرحة المعدة، والقولون، فضلاً عن الاضطرابات الهرمونية، والسرطان، وارتفاع السكر.كما ذُكر في الكتيب أن من آثار الغضب على اللسان: السبّ، والشتم، واللعن، والشماتة، والاستهزاء، والنميمة، والغيبة،وبعد قراءتي الكتيب فكرت ملياً في آثار الغضب الصحية على الجسم والقلب، وندمت على الغضب الذي ينتابني في الشارع أثناء قيادتي لسيارتي، والكلام الجارح الذي يخرج من لساني أثناء غضبي، وقررت أن أكظم غيظي عند حدوث أي مؤثر يستفزني في الشارع، امتثالاً لقوله تعالى: «والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين».
ومن أجمل ما قرأت في كظم الغيظ والحلم، قول عبدالله بن المبارك عندما قيل له: اجمع لنا حسن الخلق في عبارة واحدة؟ قال: في عدم الغضب. كما قال أحد الحكماء: «إن كنت على حق فلا حاجة لأن تستشيط غضبا، وإن كنت على خطأ فلا حق معك لأن تغضب».نعم إن كنت على حق فلماذا تغضب وترفع صوتك وتتكلم بكلام جارح تندم عليه؟ قل رأيك بكل هدوء ومن دون انفعال، فمن شاء أن يأخذ به أو يرفضه فهو حر، كما أن «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، أما إن كنت مخطئاً فلا داعي أصلاً للغضب، بل يجب عليك الاعتراف بخطئك؛ لأن الاعتراف فضيلة، وعلى رأي المثل الكويتي «فوق شينه قوات عينه».* آخر المقال:من أقول الأستاذ الدكتور بشير الرشيدي: «اضبط انفعالك تستمتع بحياتك».