تباينت محصلة مؤشرات أسواق المال في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الأسبوع الماضي، وانقسمت بين 3 رابحين بنسب محدودة، في حين تعمقت خسائر البعض لتتجاوز 1.7 في المئة بقليل، وكانت على مستوى مؤشر مسقط، الذي سجل اكبر خسارة، في حين تراجع «أبوظبي» بنسبة 1.2 في المئة وحل ثانيا، تلاه «السعودي» بخسارة 0.7 في المئة. وجاء مؤشر سوق الكويت «السعري» رابعا، متراجعا بنسبة محدودة لم تتجاوز عُشر نقطة مئوية، في حين تصدر الرابحين مؤشر سوق المنامة بنمو بلغ 0.6 في المئة، ثم «قطر» بنحو نصف نقطة مئوية، وثالثا حل سوق دبي المالي، رابحا عُشري نقطة مئوية.

Ad

قفزة سيولة في «الكويتي»

كان سوق الكويت للاوراق المالية الأكثر تميزا خلال تعاملات الاسبوع الماضي، خصوصا فيما يتعلق بالسيولة، التي تعتبر المؤشر الاهم في تعاملات الاسواق المالية. وما ميز سوق الكويت هو تضاعف سيولة الجلستين الاخيرتين الى اضعاف مضاعفة لمعدلات الشهر او الاشهر الأربعة الماضية، بل انها تضاعفت خلال الجلسة الاخيرة الى نحو 10 اضعاف مقارنة مع الجلسة الاولى من هذا الاسبوع.

ورغم تباين اداء المؤشرات الرئيسية، فإن الايجابية كانت طاغية على تعاملات آخر جلستين، لتصبح المحصلة الأسبوعية خسارة المؤشر «السعري» بنسبة عشر نقطة مئوية تعادل 6.54 نقاط، ليقفل على مستوى 5321.46 نقطة، وتراجع المؤشر الوزني بنسبة مضاعفة عُشري نقطة مئوية تساوي 0.52 نقطة، في حين ربح على الطرف الآخر مؤشر كويت 15 عُشري نقطة مئوية تساوي 1.22 نقطة، ليقفل على مستوى 805 نقاط، مستعيدا مستوى 800 نقطة بعدما فقده بداية الاسبوع.

وعلى مستوى السيولة، فقد تضاعفت مقارنة مع اجمالي الاسبوع الاسبق، حيث بلغت 182.5 في المئة ارتفاعا، في حين كان النشاط اقل منها ارتفاعا وبنسبة 127.4 في المئة، وارتفع عدد الصفقات بنسبة 87.5 في المئة.

ومن خلال النسب، يبدو واضحا التركيز والسيطرة لتعاملات الأسهم القيادية، خصوصا سهم زين، بعد إعلان بياناته المالية التي سجلت نموا من الافضل خليجيا في القطاع، لاسيما بين شركات الاتصالات الكبرى، تلاه سهم وربة، على وقع اعلان مجموعة الساير رفع حصتها بالبنك إلى 15 في المئة، وكذلك سهم امريكانا، بعد اتمام صفقة الشركة ببيع 66.9 في المئة من اسهمها الى شركة ادبتيو الاماراتية.

ورافق هذه العوامل الإيجابية الفردية تحسن نسبي في حالة القلق السياسي العالمي بين القطبين الأميركي والروسي، والحديث عن هدنة في اليمن وبعض مناطق سورية، وكذلك ثبات اسعار النفط قريبة من اعلى مستوياتها خلال هذا العام، وارتفاع سعر برميل اوبك الى مستوى 50 دولارا، وهو اعلى سعر وصل إليه هذا العام، الخميس الماضي.

خسائر متفاوتة

سجلت ثلاثة مؤشرات خليجية خسائر متفاوتة، إلى جانب مؤشر السوق الكويتي، وكان أهمها مؤشر السوق السعودي الذي عاد للون الأحمر بعد أسبوعين من المكاسب المتواضعة، حيث خسر بنهاية الأسبوع الماضي 0.7 في المئة بضغط من نتائج أعمال شركاته التي انتهت فترة إعلاناتها بنهاية الأسبوع، ليسجل خسارة بـ42.16 نقطة، ويقفل على مستوى 5651.80 نقطة.

وكانت شركات السوق قد أنهت اعلاناتها الفصلية مبكرا سلبية في مجملها، حيث تراجعت بنسبة 5.5 في المئة، مقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضي، وتراجعت نتائج 96 شركة مقابل ارتفاع 73 شركة، وسجلت 36 شركة خسائر.

وكانت مثل تلك النتائج قد قلصت ارتفاع معنويات المتعاملين بعد تحسن البيئة السياسية من خلال الحديث عن هدنة في اليمن، وكذلك ثبات اسعار النفط عند مستويات 50 دولارا لبرميل «أوبك».

وكانت الخسارة الاكبر من نصيب سوق مسقط خليجيا وبنسبة 1.7 في المئة، بعدما فقد نحو 98 نقطة، ليقفل على مستوى 5562.31 نقطة، وكانت بداية الأسبوع هي الاكثر خسارة، ثم ما لبث ان تحسن الاداء، ورغم تماسك النفط فإن الجلسات الاخيرة لم تستطع تعويض خسارة البدايات.

ومع انتهاء الشركات العمانية من اعلان نتائجها المالية، فقد يكون الاسبوع القادم افضل، خصوصا اذا استمرت اسعار النفط حول مستوياتها الحالية او اخترقتها الى اعلى.

وسجل مؤشر سوق ابوظبي خسارة قوية منتصف الأسبوع وبنسبة 2.2 في المئة، لم يستطع تعويضها في نهاية الأسبوع، ليبقى خاسرا نسبة 1.2 في المئة، واستمرت معظم مكونات المؤشر من شركات في حجب بيانات الربع الثالث عدا 4 بنوك، وجاءت متباينة، حيث نمت أرباح 2 وتراجع مثلهما.

وكان سهم بنك الامارات الاسلامي، المدرج في سوق ابوظبي، هو الاكثر خسارة في المصارف الاماراتية بتراجع 80 في المئة، ليعلن البنك زيادة رأسماله بنحو 1.5 مليار درهم، مما يشكل ضغطا على السيولة في اسواق الامارات المالية.

رابحون

في المقابل، ربح مؤشر سوق دبي نسبة عُشري نقطة مئوية، بعد تماسكه منتصف الاسبوع، وبدعم من نمو مؤشرات الاسواق العالمية خصوصا الاميركية منها، والتي استفادت من اخبار شركات النفط التي ترتفع كلما سجل خام النفط الاميركي مكاسب. وبلغت مكاسب مؤشر السوق 5.55 نقطة تساوي 3340.49 نقطة.

وسجل مؤشرا الدوحة والمنامة مكاسب متقاربة بنسبة نصف نقطة مئوية. في سوق الدوحة جمع الأول 48.49 نقطة ليقفل على مستوى 10438.45 نقطة، مرتدا مع اسعار النفط وتحسن البيئة السياسية الاقليمية. وفي المقابل حقق مؤشر سوق البحرين ذو الاداء الافضل خلال هذا الربع ارتفاعا بنسبة 0.6 في المئة تساوي 7.28 نقاط، ليقفل على مستوى 1151.85 نقطة.