كيغالي تحدّ وصول الاحتباس الحراري لمستويات كارثية
يأتي الاتفاق على الحد من انبعاثات الغازات المسببة لتغير المناخ العالمي، الذي تحقق في كيغالي عاصمة رواندا، بعد سنوات من النزاع حول كربون الهيدروفلوريك، ويمكن له أن يمنع ارتفاعاً في درجة الحرارة بنسبة 0.5 مئوية (0. فهرنهايت) بحلول سنة 2100.
وافقت أكثر من 170 دولة في الأسبوع الماضي على الحد من انبعاثات الغازات المسببة لتغير المناخ العالمي والمنبعثة بصورة أساسية من مكيفات الهواء، وتعد هذه خطوة مهمة في إطار الجهود الدولية الرامية إلى الحيلولة دون وصول معدلات الاحتباس الحراري الى مستويات كارثية.ويأتي هذا الاتفاق الذي تحقق في كيغالي عاصمة رواندا بعد سنوات من النزاع حول كربون الهيدروفلوريك، ويمكن له أن يمنع ارتفاعاً في درجة الحرارة بنسبة 0.5 مئوية (0.9 فهرنهايت) بحلول سنة 2100. ويقول علماء إن مثل هذا الإنجاز يمكن أن يكون مهماً بالنسبة الى الهدف الذي طرح في اتفاقية المناخ، التي تم التوصل اليها في باريس السنة الماضية والخاصة بتحديد ارتفاع درجة حرارة الكون بأقل من 2 درجة مئوية بحلول سنة 2100.
وتعتبر انبعاثات كربون الهيدروفلوريك الاجمالية العالمية– وهي في الغالب من مكيفات الهواء والثلاجات– أقل أهمية الى حد كبير في اسهامها في تغير المناخ من انبعاثات بيوت الدفيئة الاخرى مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان. ولكن انبعاثات كربون الهيدروفلوريك أكثر قوة بآلاف المرات من ثاني أكسيد الكربون على أساس الوزن، مما يجعلها هدفاً جلياً للجهود الدولية الرامية الى مكافحة تغير المناخ.وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في كيغالي، في ملاحظات قبل اقرار الاتفاقية السالفة الذكر، إن "تبني تعديل طموح لتقليص استخدام وإنتاج كربون الهيدروفلورليك قد يكون الخطوة الأكثر أهمية التي يمكننا القيام بها في هذه اللحظة من أجل الحد من الاحتباس الحراري في كوكبنا".وتأتي هذه الاتفاقية على شكل تعديل لبروتوكول مونتريال، وهي اتفاقية وضعت في سنة 1989 بغية حماية طبقة الأوزون. وقد طالبت الدول بخفض كربون الكلوروفوريك في استخدام الثلاجات والمكيفات والاستعمالات الاخرى لأنها تفضي الى نضوب طبقة الأوزون، وقد استبدل معظم المصنعين الكلوروفوريك بالهيدروفلوريك، مما أفضى الى مشكلة مختلفة. ويتعين الآن على الدول التي وقعت الاتفاقية اتباع واحد من ثلاثة جداول لزيادة استخدام الهيدروفلوريك أولا، ثم العمل على خفضه لاحقا. وسيتعين على الدول المتقدمة تجميد انتاجها من الهيدروفلوريك أو استخدامه حتى سنة 2019 مع خفض فوري بعد ذلك مباشرة. ووافق بعض من الدول النامية، بما فيها الصين والبرازيل وأكثر من مئة دولة اخرى، على رفع استخدامها لكربون الهيدروفلوريك بحلول سنة 2024، كما وافقت دول نامية اخرى على تجميد استخدامها بحلول سنة 2028، وهذه المجموعة الأخيرة تشمل العديد من الدول مثل الهند وباكستان ودول الخليج، حيث يمكن الاستخدام الواسع لمكيفات الهواء من المساعدة على انقاذ الأرواح من الحرارة المرتفعة والقاسية في تلك البلدان. ويبني الاتفاق في كيغالي على زخم من جهود دولية اخرى في السنة الماضية، هدفت الى معالجة تغير المناخ. وستدخل اتفاقية باريس– وهي الأكثر أهمية حول هذه القضية – حيز التنفيذ في الشهر المقبل بعد عملية مصادقة حادة استمرت أقل من سنة بعد انتهاء المفاوضات، وهي سرعة غير مسبوقة في عالم التحرك البطيء في دبلوماسية المناخ. وفي نوفمبر سيجتمع مفاوضو المناخ من جديد في المغرب من أجل مناقشة كيفية البناء على اتفاقية باريس وضمان تنفيذها بشكل فعلي.
دور صناعة الطيران
إجراء لافت يعرف باسم اتفاقية ايكاو ICAO للحد من انبعاثات النقل الجوي الدولي. ويبلغ اجمالي انبعاثات بيوت الدفيئة من صناعة الطيران في الوقت الراهن ما يقارب الانبعاثات في ألمانيا – وهي ليست كمية صغيرة – ويقول خبراء إن تلك الكمية ستزداد مع ازدياد حركة النقل في العالم.وقال المسؤول السابق في ميدان المناخ بوزارة الخارجية الأميركية أندرو لايت، وهو زميل في معهد موارد العالم World Resources Institute في بيان له: "كان المسار العالمي الهادف الى حل قضية تغير المناخ ثابتاً خلال السنة الماضية، وتشكل اتفاقية باريس واتفاقية ايكاو وتعديل بروتوكول مونتريال ثلاثة أعمدة تؤكد التحول العالمي نحو كوكب أكثر أماناً وازدهاراً ".