القاهرة تتأهب لقرارات صعبة قبيل مفاوضات «الصندوق»

• مقتل رئيس مباحث ومواطن إثر محاولة هروب مساجين
• إحباط هجوم إرهابي في سيناء

نشر في 22-10-2016
آخر تحديث 22-10-2016 | 00:04
السيسي مستقبلاً في القاهرة مدير دائرة اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي بحضور وزير الخارجية سامح شكري أمس الأول (أ ف ب)
السيسي مستقبلاً في القاهرة مدير دائرة اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي بحضور وزير الخارجية سامح شكري أمس الأول (أ ف ب)
تستعد الحكومة المصرية لاتخاذ إجراءات اقتصادية قاسية سيكون لها مردود اجتماعي وسياسي واسع، مع اقتراب موعد سفر الوفد المصري إلى واشنطن للجلوس على طاولة صندوق النقد الدولي نهاية الشهر الجاري، للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار، بينما قتل رئيس مباحث إثر ملاحقته لهاربين من سجن بمدينة الإسماعيلية، تمت مهاجمته من قبل مجهولين، فجر أمس.
تدخل الحكومة المصرية، بداية من اليوم، أسبوعا مصيرياً، مع توقعات باتخاذ قرارات اقتصادية صعبة وقاسية، تزامنا مع اقتراب اجتماع المديرين التنفيذيين لصندوق النقد الدولي مع كبار المسؤولين المصريين المفترض نهاية الشهر الجاري، لمناقشة طلب القاهرة الحصول على قرض من المنظمة الدولية ذات الهوى الأميركي، بقيمة 12 مليار دولار أميركي، تضع القاهرة أملها عليه من أجل الخروج من عنق زجاجة أزمة تعصف باقتصاد أكبر دولة عربية سكاناً.

وقال مصدر حكومي رفيع المستوى لـ "الجريدة"، إن وفداً رفيع المستوى يترأسه محافظ البنك المركزي طارق عامر، ووزير المالية عمرو الجارحي، ووزيرة التعاون الدولي سحر نصر، سيسافر إلى واشنطن نهاية أكتوبر الجاري، للجلوس على طاولة التفاوض مع مسؤولي صندوق النقد الدولي لحسم مسائل القرض العالقة وإنهاء إجراءات الحصول عليه.

وأشار المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إلى أن المسؤولين المصريين يحملون طلباً بتأجيل رفع الدعم عن المواد البترولية إلى الربع الأول من العام المقبل.

وأضاف أن الوفد المصري سيطالب بأن تكون الشريحة الأولى من القرض بقيمة 2.5 مليار دولار، والحصول عليها فور موافقة الصندوق، وأن القاهرة ترى أنه يجب تخفيض سعر صرف الجنيه على دفعتين في محاولة لكبح جماح الأسعار، بينما تمسك مسؤولو الصندوق بتقديم تصور شامل لهيكلة الأجور في دولاب العمل الحكومي.

تقشف

وتتحسب القاهرة من خطوة تخفيض الجنيه رسميا، إذ إن التداعيات ستكون قاسية على المصريين، فالدولار الذي يدور سعر صرفه في السوق الموازي حول 16 جنيها، بالتوازي مع سعر صرفه الرسمي 8.88 جنيهات، سيصعد إلى آفاق جديدة إذا أقدم البنك المركزي على خطوة خفض الجنيه في ظل فشل البنك المركزي، ومعه الحكومة في توفير الدولار أمام احتياجات السوق المصري القائم على استيراد يصل لنحو 70 في المئة من السلع الأساسية.

وأعلنت حكومة شريف إسماعيل، أمس الأول، تبنيها لقرارات بترشيد الإنفاق في جميع الوزارات والمصالح الحكومية والشركات ووحدات الجهاز الإداري للدولة بنسبة 15 إلى 20 في المئة، بجانب خفض البعثات الديبلوماسية، ما اعتبره مراقبون مقدمة لإجراءات قاسية وصعبة ستنعكس على الشارع المصري المأزوم تحت ضغط ارتفاع أسعار السلع، وشح بعض السلع الأساسية كالسكر والأرز.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله السناوي لـ "الجريدة"، إن مصر في مأزق أمام مطالب صندوق النقد الدولي، متوقعا استجابة القاهرة له، لكنها ستؤجل تنفيذ الشروط إلى ما بعد الحصول على الدفعة الأولى من القرض، وأشار إلى أن القاهرة تتحسب من أن تنفيذ شروط الصندوق دفعة واحدة قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات سياسية واجتماعية خاصة مع اقتراب الذكرى السادسة لثورة 25 يناير.

مقاطعة

وبينما تنطلق فعاليات المؤتمر الوطني الأول للشباب الثلاثاء المقبل، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، في منتجع شرم الشيخ المصري، أعلن عدد من القوى المدنية مقاطعة المؤتمر، وقالت أحزاب تحالف التيار الديموقراطي، في بيان أمس، إن قرار المقاطعة جاء بعد مناقشة الدعوة الموجهة لها للمشاركة، أمس الأول، مرجعة قرارها إلى ما وصفته بإهدار أحلام الشباب وطموحهم في دولة العدل والكرامة والحرية بسبب سياسات الحكم الحالي. وأشار البيان إلى الزج بالمئات من الشباب في السجون وحبسهم احتياطيا لفترات طويلة.

وأعلنت القاهرة عام 2016 عاما للشباب، وقالت الرئاسة المصرية إن الهدف من المؤتمر إقامة حوار مباشر بين مؤسساتها المختلفة، مع مجموعة من الشباب الواعد الذي يطمح في مستقبل أفضل لوطنه، ومن المقرر أن يشارك السيسي بجانب الشباب في ماراثون، كما يطلق خلال فعاليات المؤتمر، جائزة الإبداع السنوي للشباب المتفوق في كل المجالات العلمية والثقافية والفنية والرياضية.

محاولة هروب

أمنيا، هاجم مسلحون مجهولون سجن "المستقبل" بمدينة الإسماعيلية شمال شرقي القاهرة، فجر أمس، ووقع تبادل لإطلاق النار بين أفراد القوة الأمنية والمسلحين، وقال مصدر أمني إنه جراء الهجوم تمكن عدد من المساجين من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد من الهرب، لكن قوات الشرطة معززة بقوات من الجيش المصري تمكنت من السيطرة على الموقف الأمني.

وتُوفي رئيس مباحث أبو صوير بالإسماعيلية الرائد محمد الحسيني، متأثرا بإصابته بطلق ناري بالرأس، بعد تبادل لإطلاق النار بينه وبين المتهمين الهاربين من سجن المستقبل، وقال مصدر أمني إن الحسيني خرج على رأس قوة أمنية لملاحقة المتهمين الهاربين، وأثناء تبادل إطلاق النار أصيب الضابط بطلق ناري في الرأس، واستشهد فور نقله إلى مستشفى جامعة قناة السويس التخصصي، كما لقي مواطن مصرعه تصادف وجوده أثناء تبادل إطلاق النار. 

وكشف مصدر أمني رفيع المستوى لـ "الجريدة"، أن وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، يشرف بنفسه على التحقيقات الجارية لمعرفة تفاصيل محاولة الهروب من السجن، وأن فريقا من جهاز الأمن الوطني يشرف على التحقيقات حاليا لمعرفة الجهة التي تقف خلف الهجوم، بينما طلبت نيابة الإسماعيلية التحفظ على كاميرات المراقبة الخاصة بالسجن تمهيدا لفحصها ومعرفة الجهة التي ساعدت المتهمين على الهرب.

حادث مروع

وبينما تُوفي تسعة أشخاص في حادث تصادم مروع بين حافلة نقل عام "أتوبيس"، وسيارة ميكروباص بمدينة نصر شرقي القاهرة في ساعة مبكرة من صباح أمس، قال مصدر أمني إن قوات الجيش تمكنت فجر أمس من إحباط هجوم إرهابي على ارتكازات أمنية برفح والشيخ زويد شمالي سيناء، وأسفرت المواجهات عن مقتل 10 من العناصر التكفيرية، بينما واصلت القوات الجوية ضربتها للبؤر الإرهابية، ما أدى لمقتل 19 عنصراً تكفيرياً.

back to top