هدنة حلب الشرقية تنتهي اليوم ولا خروج ولا إجلاء جرحى
• لافروف: الغرب يجهز «النصرة» لإطاحة الأسد
• تركيا تواصل قصف «داعش» والأكراد... والنظام يتوعد
• الاتحاد الأوروبي يصعّد لهجته ضد موسكو... ومساعٍ أممية لجلسة طارئة لتدارك فشل مجلس الأمن
في اليوم الثاني من الهدنة الروسية المعلنة من جانب واحد في مدينة حلب، لم يسجل عبور مدنيين أو مقاتلين أو جرحى من الأحياء الشرقية المحاصرة من قوات النظام السوري إلى خارجها.
مع تمديد الهدنة، التي أعلنتها موسكو تحت ضغوط دولية واسعة الى نهاية اليوم، لم يُسجل، أمس، خروج أي من المدنيين أو المقاتلين لليوم الثاني على التوالي من حلب الشرقية عبر الممرات الثمانية المحددة لهذه العملية، التي شملت إجلاء جرحى ومصابين أعلنت الأمم المتحدة عدم تمكنها من الوصول إليهم بسبب غياب الضمانات الأمنية من الأطراف المتحاربة.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أمس، إنه "لا حركة على المعابر، ولم يسجل خروج أي من السكان أو المقاتلين".وأظهرت كاميرات وضعتها وزارة الدفاع الروسية وتبث مباشرة عبر موقعها الإلكتروني، انعدام الحركة على معبر سوق الهال (بستان القصر - مشارقة)، في حين توقف عدد من سيارات الإسعاف عند معبر الكاستيلو وشاحنات فارغة قرب سواتر ترابية، إضافة الى عدد من الجنود.
وغداة اتهامه في محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري، فصائل المعارضة بخرق وقف إطلاق النار ومنع إجلاء السكان بأمان، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إنه يعتقد أن الغرب يريد حماية جبهة "فتح الشام" لاستخدامها في محاولة الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
إجلاء الجرحى
ورغم تمديد الهدنة يوماً بأمر من "الكرملين"، لم تتمكن الأمم المتحدة من إجلاء الدفعة الأولى من الجرحى من حلب الشرقية.وقال المتحدث باسم مكتب الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ينس لاريكي: "للاسف لم يكن من الممكن بدء عمليات اجلاء المرضى والجرحى صباح الجمعة كما كان مقررا نظرا لعدم توفر الظروف اللازمة"، وتقديم الاطراف المتحاربة الضمانات الأمنية اللازمة.سلاح الجوع
وأقرّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في جلسة غير رسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة مخصصة لحلب أمس الأول بمبادرة من كندا و69 دولة أخرى، بأن "الجوع استخدم كسلاح" منذ بدء الهجوم على حلب الشرقية، مشيراً إلى أن "الحصص الغذائية ستنفد في نهاية هذا الشهر".ودان كي مون بشدة النتائج "الرهيبة" للقصف الروسي والسوري، مبيناً أنه أدى لمقتل نحو 500 شخص ربعهم من الأطفال وإصابة ألفين آخرين بجروح منذ بدء الهجوم.وانتقد السفير الروسي فيتالي تشوركين كيف أن الأمين العام "لم يقل كلمة واحدة حول المنظمات الإرهابية"، مما دفع السفيرة الأميركية سامانثا باور الى الرد بأن "الإرهابيين ليسوا هم من يسقطون قنابل على المستشفيات ومنازل المدنيين في شرق حلب، إنه نظام الأسد وروسيا".وبعد فشل مجلس الأمن في اتخاذ إجراء لإنهاء الحرب، التي اقتربت من عامها السادس، يبذل كي مون جهودا حثيثة لتعقد الجمعية العامة جلسة طارئة نادرة بشأن سورية، مستغلاً قراراً صادراً في عام 1950 يدعو "لإصدار توصيات ملائمة للأعضاء باتخاذ تدابير جماعية" إذا فشل مجلس الأمن في التحرك، الأمر الذي أيده مندوب السعودية الدائم عبدالله المعلمي.الاتحاد الأوروبي
وفي بروكسل، عبرت الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن "ادانتها الحازمة" لمشاركة روسيا في الهجوم على حلب الى جانب النظام السوري، لكنها تجنبت الاشارة الى عقوبات ممكنة تثير تحفظات لدى إيطاليا خصوصاً.ولم يعد النص الذي اقره قادة الاتحاد ونشر ليل الخميس- الجمعة، يتضمن أي اشارة للجوء ممكن الى "تدابير تقييدية (عقوبات) إضافية" تستهدف "داعمين" لنظام دمشق كما كان واردا في مسودة اتفاق سابق.وورد في النص الجديد أن "الاتحاد الاوروبي يدرس كل الخيارات المتوفرة اذا تواصلت الفظائع"، مطالباً أيضاً "بوقف فوري للأعمال القتالية" في حلب، وتمكين فرق الانقاذ من الوصول "بلا عراقيل" الى المدنيين في جميع انحاء سورية.جرائم تاريخية
وفي جنيف، دان المفوض السامي لحقوق الانسان زيد رعد الحسين، أمس، "الجرائم ذات الأبعاد التاريخية" في سورية وخصوصا في حلب التي تحولت الى "مسلخ"، على حد تعبيره.وفي افتتاح دورة خاصة لمجلس حقوق الانسان مخصصة للوضع في حلب طلبت 16 دولة بينها الولايات المتحدة والمانيا وبريطانيا وفرنسا عقدها، اتهم الحسين "كل أطراف" النزاع "بانتهاكات للقوانين الانسانية الدولية" التي تشكل برأيه "جرائم حرب"، معتبراً أن "حصار حلب الشرقية وقصفها ليسا مجرد مأساة، بل يشكلان جرائم ذات ابعاد تاريخية".وأضاف "اذا ارتكبا مع سبق المعرفة في اطار هجوم واسع او منهجي موجه ضد المدنيين، فإنهما يشكلان جرائم ضد الانسانية".ووثق المرصد السوري أمس تنفيذ الطائرات الحربية والمروحيات السورية أكثر من 69180 غارة على الأقل، خلال 24 شهراً، منذ 20 أكتوبر 2014، وحتى ليل 20 من الشهر الجاري، مؤكداً أنها أسفرت عن مقتل وإصابة 65 ألف مدني بينهم 2109 أطفال وتشريد عشرات الآلاف.«درع الفرات»
ورغم تهديد نظام الأسد إسقاط اي طائرة تركية تخترق الأجواء السورية، قصفت القوات التركية لليوم الثاني 40 هدفاً لتنظيم "داعش" و6 أهداف لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (بي واي دي)، شمال سورية ضمن عملية "درع الفرات".وإذ عبر وزير الخارجية الروسي عن قلق بلاده البالغ من القصف التركي، الذي أسفر أمس عن مقتل ما بين 160 و200 من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، أصدر الجيش التركي بياناً أمس أوضح فيه أن الغارات الجديدة أسهمت في تضييق الخناق على أعضاء "المنظمتين الإرهابيتين"، وتقليل قدرة عناصرهما على المناورة.معركة جوبر
وعلى مشارف دمشق، شنت فصائل المعارضة بقيادة "فيلق الرحمن" أمس هجوماً على مواقع قوات الأسد بمحور المناشر في حي جوبر، في محاولة منها للتقدم على عدة مواقع، مكنتها رغم استهداف الطائرات الحربية لمناطق الاشتباكات بالصواريخ الموجهة، من السيطرة على عدة أبنية وقتل 4 عناصر من النظام.كنائس العالم تدق أجراسها تكريماً لضحايا حلب
تنضم كنائس في أرجاء متفرقة من العالم إلى أبرشية فنلندية تدق أجراسها يوميا تكريما للمدنيين الذين أزهقت الحرب أرواحهم في مدينة حلب السورية.وكانت أبرشية كاليو اللوثرية في هلسنكي قد بدأت هذه اللفتة في 12 الجاري بعد تصعيد روسيا وحكومة الرئيس بشار الأسد لقصف الأجزاء المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب.وقال كاهن أبرشية كاليو، تيمو لاجاسالو: "قررنا أن نقرع الأجراس الجنائزية في الخامسة مساء لتذكر بالموت. وفي البداية طلبت من عدد قليل من الكنائس المحلية أن تنضم إلينا".وخلال فترة قصيرة انضمت مئات الكنائس في أنحاء البلاد وفي أرجاء أوروبا إلى الأبرشية وأنشأت الكنيسة الفنلندية اللوثرية الأنجيلية موقعا، على الإنترنت، أطلقت عليه (أجراس حلب) لإدراج المشاركين.وتشارك الآن في الحدث أكثر من 500 كنيسة في 20 بلدا منها بريطانيا والولايات المتحدة واستراليا. وستظل الأجراس تدق يوميا حتى 24 أكتوبر يوم الأمم المتحدة.
مفوض حقوق الإنسان يدين «جرائم أبعادها تاريخية» في حلب