أظهرت مباريات المرحلة الثالثة من الدوري العام لكرة اليد تطور مستوى عدد كبير من فرق الوسط، ما يعني زيادة متوقعة في رقعة المنافسة على حجز بطاقات الدوري الممتاز مستقبلاً، بخلاف المواسم الماضية التي كانت المنافسة فيها محصورة بين 4 فرق على أقصى تقدير، وهو ما يصب في مصلحة البطولة بشكل عام.

ومرد زيادة المنافسة لسببين في غاية الأهمية، أولهما عدم احتكار أندية المقدمة للاعبين المميزين وتوزيع الأغلبية على مجموعة كبيرة من الفرق نتيجة انتهاء عقودهم أو عدم التجديد لهم، وبالتالي عودتهم إلى انديتهم الاصلية، أما السبب الثاني فهو نجاح بعض المدربين في اعداد جيل من الشباب الواعد، على مدار عدة مواسم، بدأ يضع أقدامه بثبات داخل الملعب، خصوصاً في ظل دعم عناصر الخبرة التي توفرت أخيراً.

Ad

ويعتبر أبرز الاندية التي فرضت نفسها بشكل كبير مع بداية هذا الموسم: كاظمة والصليبيخات والنصر والشباب، وربما يأتي في الطريق الفحيحيل بعد عودة لاعبيه الكبار، وذلك بجانب أندية المقدمة السالمية والقرين والعربي، بينما لم يقدم برقان أحد ابرز الاندية في الموسم الماضي المستوى المتوقع حتى الآن، وظل الكويت رغم عدم اختباره بشكل حقيقي في المقدمة بلا منافسة.

نضج الوجوه الشابة

يأتي فريق كاظمة على رأس الاندية المتطورة هذا الموسم، بعدما حقق ثلاث انتصارات متتالية على النصر واليرموك وخيطان، ما مكنه من مشاركة القرين الصدارة، وقدم البرتقالي تحت قيادة مدربه الوطني خلدون الخشتي أداء مميزاً للغاية ساهم فيه نضج بعض الوجوه الشابة التي اخذت فرصتها كاملة بعد مجهود كبير في الموسم الماضي مثل محمد جواد وعبدالله العنزي وأحمد مراد بجانب عناصر الخبرة خاصة سالم عبدالسلام ويوسف الحداد والحارس المتألق عبدالعزيز الظفيري.

الصليبيخات الأبرز

وينطبق الشيء ذاته على الصليبيخات الذي أثبت بالاداء الجيد وخبرة مدربه الوطني عباس طه أن العمل وفق خطط طويلة الاجل لاعداد جيل جديد من اللاعبين الواعدين، يؤتي ثماره، خصوصاً بعد تدعيم الفريق ببعض عناصر الخبرة المميزين، وظهر ذلك جلياً من خلال المستوى المميز الذي قدمه الفريق في المباراتين الماضيتين بعد فوزه على برقان وتعادله أمام العربي، واثبت لاعبوه أنهم قادرون على الدخول في معترك المنافسة على بطاقات الدوري الممتاز.

ويعتبر اللاعب ثنيان طه من أفضل اللاعبين الصاعدين، وذلك في ظل دعمهم الفني والمعنوي من قبل المخضرمين فيصل وشقيقه حسين صيوان بعد عودتهما للفريق.

العنابي مدعوماً بالخبرة

ويعتبر النصر من أبرز الفرق التي استفادت من عودة لاعبيه المخضرمين بعد انتهاء اعارتهم في المواسم السابقة، وذلك بعد استعادة خدمات النجمين فيصل واصل وفالح الذعبي، فقد شكل اللاعبان إضافة كبيرة للفريق، خصوصاً مع نجاح مدربهما الوطني مناور دهش في توظيف بقية اللاعبين الشباب بشكل جيد، مما انعكس ايجابياً على مخرجات الفريق ونتائجه بعدما حقق أول انتصاراته على حساب اليرموك.

الشباب تنقصه اللياقة

أما فريق الشباب فيعتبر أحد الفرق المتطورة هذا الموسم، لكن لاعبيه يعانون بشدة نقص معدل اللياقة البدنية بسبب تواضع فترة الإعداد وتأخر وصول مدربه الجديد شهاب الدريدي، لكن بنظره شاملة يملك الفريق لاعبين ذوي خبرة مثل صانع الالعاب على البلوشي ولاعبين مميزين اصحاب خبرة مثل سعد الحيدري ومبارك راضي وعيسي البناي.

المستوى المنتظر

أما فريق برقان صاحب أفضل إعداد بعد خوض معسكر خارجي في التشيك والذي يعتبر كذلك احد الاندية التي تعاقدت مع عدد كبير من اللاعبين الجدد استعداداً للموسم، بضمه 5 وجوه جديدة وتجديده لخمس لاعبين آخرين، فلم يصل للمستوى المنتظر الذي قدمه في الموسم الماضى حتى الآن، رغم أنه استفاق من خسارته الاولى امام الصليبيخات ونجح في انتزاع فوز صعب من الشباب بفضل الجاهزية البدنية للاعبين. ومن المتوقع أن يستعيد الفريق بريقه مستقبلاً، مستفيداً من الاحتكاك المتكرر، ومستنداً على مخزون اللياقة البدنية الأفضل بين الفرق المحلية.

اليرموك وخيطان

ولا يختلف موقف اليرموك وخيطان كثيراً عن سابقهما، بعد أن ظهر الأول متأثراً بتواضع فترة الإعداد والنقص الحاد في معدلات اللياقة البدنية والفنية للاعبين، مما انعكس على نتائج الفريق بعد أن تجرع مرارة الهزيمة في مباراته الثالثة.

الشيء نفسه ينطبق على خيطان، حيث ظهر بمستوى مغاير تماما عن الموسم الماضي بسبب تواضع مستوى الاعداد البدني والفني، ومن المؤكد أن ذلك سيؤثر سلباً على نتائج الفريق، وفي حالة استمراره على نفس النهج لن يتمكن من تحقيق هدفه هذا الموسم بالصعود للدوري الممتاز، بعد أن حقق لقب دوري الدرجة الاولى في الموسم الماضي.