مع استمرار القوات العراقية في شق طريقها إلى معقله الرئيسي في مدينة الموصل، شنّ تنظيم «داعش» هجوماً واسعاً على مدينة كركوك الغنية بالنفط، مما أسفر عن مقتل 18 من قوات الأمن والعاملين بمحطة للطاقة خارج المدينة بينهم 4 إيرانيين.واستيقظت كركوك فجر أمس على اشتباكات في مناطق متفرقة بين قوات البيشمركة ومجموعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة استهدفوا أولاً مقر مديرية الشرطة وسط المدينة، وبعدها سلسلة حواجز تفتيش ودوريات للشرطة في أحياء الوسطي ودوميز.
وقالت مصادر أمنية ومحلية إن «قوات الأمن تمكنت من قتل أحد الانتحاريين داخل مقر الشرطة، في حين فجر ثلاثة آخرون أنفسهم بعد محاصرتهم»، موضحة أن «القوات اشتبكت مع عناصر آخرين من داعش اختبأوا في أحياء التسعين وحزيران ودوميز»، مما أدى إلى مقتل ستة وإصابة 12 من عناصر الشرطة، إضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 12 مسلحاً.وفي ظل تحصن الخلايا النائمة للتنظيم داخل بناية تجارية وفي المنازل الواقعة جنوب كركوك، أعلنت قوات الأمن حظر التجول في عموم المدينة، بينما أعلن ديوان الوقف السني إغلاق جميع المساجد لحين استقرار الأوضاع.وتبنى «داعش» عبر وكالة «أعماق» التابعة له الهجمات و«العملية الاستشهادية» في الدبس، مؤكداً أن «قوات الدولة الإسلامية تهاجم كركوك من عدة محاور، وأحكمت السيطرة على نحو نصف المدينة».
وفي تطور موازٍ، قُتلت 15 امرأة وأصيبت 50 بجروح جراء قصف جوي استهدف حسينية خلال مجلس عزاء في داقوق جنوب كركوك، بحسب قائممقام القضاء أمير هدى كرم.وأرجع المتحدث باسم الحشد الشعبي في محور الشمال علي الحسيني العملية إلى قصف جوي خاطئ للتحالف الدولي استهدف مجلس العزاء.وتزامنت هجمات كركوك مع إحراز القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تقدماً جديداً في إطار العملية الواسعة لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وآخر أكبر معاقل التنظيم فيه.وأعلن قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالغني الأسدي أن قواته تبعد نحو 7 كيلومترات عن «عمق» مدينة الموصل، لافتاً إلى أن «ناحية برطلة التي حُررت تعتبر خط الصد الأول باتجاه الموصل، حيث تم إنهاء المعركة فيها خلال الساعات الأولى من النهار».ووسط تحذيرات مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس، من أن متشددي «داعش» اقتادوا 550 عائلة من قرى حول الموصل ويحتجزونهم قرب مواقع للتنظيم لاستخدامهم دروعاً بشرية، تعهد مساعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، بملاحقة التنظيم في سورية بعد طرده من الموصل واستعادة «عاصمته في الرقة والقضاء على خلافته». وأكد بلينكن أن «الرقة هي العاصمة الحقيقية لداعش، ومنها يخطط للهجمات الخارجية»، معتبراً أن السلطات الفرنسية «كانت على حق» عندما شددت على المسار السوري من أجل التصدي للجهاديين.