فجر يوم جديد : «علي معزة»!
«للمرة المليون» (قليل من المبالغة لا يضرّ) ينجح «مهرجان دبي السينمائي الدولي» في الفوز بحقوق العرض العالمي الأول لأكثر من فيلم عربي، ما يمنحه ثقلاً كبيراً تفتقر إليه مهرجانات سينمائية عربية هي الأقدم في التدشين، والأعرق على صعيد الاسم. في تكرار لما حدث في الدورة الماضية، عندما قطعت إدارة المهرجان شوطاً كبيراً في إقناع المخرج محمد خان والمخرجة هالة خليل بمنح الأولوية للمهرجان في عرض فيلميهما «قبل زحمة الصيف» و{نوارة» عرضاً عالمياً أول، أكدت الإدارة في بيان لها أن الدورة الثالثة عشرة (14-7 ديسمبر 2016) ستنفرد بالعرض العالمي الأول للفيلم المصري «علي معزة وإبراهيم»، أول تجربة للمخرج شريف البنداري في مجال الأفلام الروائية الطويلة، بعد مسيرة متميزة في إخراج الأفلام الروائية القصيرة، مثل: «صباح الفل» (2006)، «ساعة عصاري» (2008) والتسجيلي الطويل «في الطريق لـ .. وسط البلد» (2011). كذلك شارك في الفيلم الطويل «18 يوم» بفيلمه القصير «حظر تجول»، وجاء فيلمه الروائي القصير «حار جاف صيفاً» تتويجاً لهذه المسيرة، بعد نجاحه في حصد جوائز عدة، ما يُضفي كثيراً على الخطوة المتمثلة في انتزاع «مهرجان دبي السينمائي الدولي» حق العرض العالمي الأول لفيلمه الروائي الطويل الأول «علي معزة وإبراهيم» من بطولة علي صبحي، وأحمد مجدي وناهد السباعي. يرصد الفيلم أزمة شاب عشريني يواجه انتقادات كثيرة من المجتمع لأنه يحب معزة. في محاولة للتغلب على هذه الأزمة، وتجاوز هذا الوضع العجيب، تجبره أمه على زيارة أحد المعالجين الروحانيين، وهناك يلتقي «إبراهيم»، الذي يعاني أيضاً حالة اكتئاب حادة، حيث يُهيأ له أنه يسمع أصواتاً غريبة في أذنيه يبدو عاجزاً عن فك رموزها. ويختار «علي معزة وإبراهيم» أن ينطلقا في رحلة عبر مصر، يحاولان خلالها مساعدة بعضهما بعضاً في التغلب على محنتيهما، والعثور على أمل للتمسك بالحياة مجدداً.
هذا الانفراد من «مهرجان دبي السينمائي الدولي» بالعرض «الحصري» لفيلم «علي معزة وإبراهيم»، قد يبرره البعض بأحقية المهرجان في ذلك، بعدما قدم له منحة «إنجاز» من «سوق دبي السينمائي». لكن بيان المهرجان الذي كشف عن الدفعة الأولى من الأفلام المشاركة في مسابقة «المهر الطويل»، أشار إلى نجاح إدارته في إقناع المخرجة إيمان كامل بالمشاركة في الدورة الثالثة عشرة (14-7 ديسمبر) بفيلمها غير الروائي «جان دارك مصرية» في عرضه العالمي الأول، وتبحث من خلاله قضايا تحرّر المرأة في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير 2011 في مصر، عبر مخرجة سينمائية مصرية تعود إلى الوطن بعد غياب طويل في المنفى. ويحفل الفيلم بصور حميمية مصحوبة بصوت راوٍ، كذلك يضمّ مقابلات ومقاطع من رقص تعبيري، في صهر للتوثيق بالرقص بالسرد الشاعري والأسطوري، في سعي إلى إلقاء الضوء على قضايا القمع والإحساس بالذنب لدى نساء مصريات كثيرات. «النسور الصغيرة» عنوان الفيلم المصري الثالث الذي يُشارك في مسابقة «المهر الطويل»، في عرضه العالمي الأول، وهو فيلم تسجيلي طويل للمخرج محمد رشاد استوحى فكرته من العلاقة المعقدة بينه ووالده العامل البسيط، حيث يشعر الشاب «رشاد» بأن الطريق الذي اتخذه لحياته يخيّب ظنّ والده، ويتمنى في المقابل لو كان والده يملك قصة كفاح في حياته، يستطيع أن يرويها ويفخر بها، مثلما فعل والدا صديقيه سعيد ومحمود، اللذان جاهدا لأجل تحقيق هدف نبيل. غير أن الفيلم يستعرض بشكل أكثر شمولية تأثير يساريي حقبة السبعينيات من القرن الماضي في أولادهم، ممن يُطلق عليهم «النسور الصغيرة»!بالطبع اشتملت المجموعة الأولى من الأفلام المختارة والحصرية لمسابقة «المهر الطويل {على تجارب أخرى لمخرجين موهوبين من المنطقة العربية، مثل: التونسية رجاء عماري في «جسد غريب»، والعراقي حسين حسن في «العاصفة السوداء»، واللبناني فاتشي بولجورجيان في «ربيع»، والفلسطيني مهند يعقوبي في «خارج الإطار أو ثورة حتى النصر» واللبناني ماهر أبي سمرا في «مخدومين»، ممن استحقوا وصف مسعود أمر الله آل علي، المدير الفني للمهرجان: «مخرجون قادرون دائماً على تقديم كل ما هو مغاير وشيّق، والخوض في تقاليد المنطقة الغنية، وتاريخها العريق، وواقعها المعاصر، بصراعاته المختلفة، ما يساعد في تغيير الفكرة النمطية عن العالم العربي» فيما وصف أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي أفلامهم بأنها: «ذات مواضيع قادرة على إبراز المشاكل التي تعانيها مجتمعاتنا، كالهجرة والهوية والثقة بالنفس والتهميش».