لبنان: عون يعد الأصوات ونصرالله يحسمها اليوم
جنبلاط سيلزم الحزبيين بالتصويت لـ «الجنرال»
مع مغادرة زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أمس إلى الرياض، وسفر رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى سويسرا، لا يبدو أن الأيام الثمانية الأخيرة قبل موعد جلسة انتخاب الرئيس في 31 الجاري ستحمل أي تطورات اساسية على صعيد الملف الرئاسي، خصوصا بعد حسم بري موقفه الرافض لانتخاب زعيم تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون رئيسا للجمهورية. وعزز هذا الكلام محضر الاجتماع الذي تداوله الإعلام اللبناني عن فحوى لقاء بري وعون.وأفادت معلومات بأنه رغم المودٰة التي حاول بري إظهارها لعون في لقائهما أمام عدسات المصوٰرين، فإنه قال له ما ان بدأت خلوتهما: «أنا ضدك وسأذهب للتصويت ضدك، وأنت تعرف ان مسألة النصاب في جيبي، ولكنني لا ألعب هذه اللعبة، وسأنزل الى المجلس وأصوٰت ضدك»، فرد العماد عون: «ما الحلّ؟ ما العمل الان؟».
وأضاف بري، بحسب المعلومات: «كنا في طاولة الحوار، وكان بندها الاول رئيس الجمهورية، وعندما طرأ عامل إيجابي بتأييد الرئيس الحريري لك، كان بالإمكان أن تأتي بإجماع وطني من هيئة الحوار التي تتمثّل فيها كل الكتل النيابية، إلا أن صهرك الوزير جبران باسيل الذي يريد تطيير الحكومة احتجاجاً على موضوع التعيينات الامنية جاء الى عين التينة وطيّر الحوار، وعاد بعد ذلك الى الحكومة».ويبدو أن عون أصبح في جو تأمين الاصوات اللازمة (65 صوتا) لانتخابه رئيساً للجمهورية، وعدم اكتراث بموقف رئيس المجلس، على ان يقف على خاطره فور فوزه بكرسي الرئاسة. الا ان الانظار تتجه الى الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي سيلقي كلمة اليوم يلخص فيها موقف الحزب من التطورات الرئاسية، وبحسب المعلومات المتقاطعة من اكثر من مصدر، فإن نصرالله سيجدد دعم عون للرئاسة، لكنه سيكرر دعوته إلى التفاهم مع بري. وعملياً يعني هذا الكلام أن جلسة 31 الجاري التي تحمل الرقم 46 ستنعقد وستسفر حسب كل المعطيات والحسابات عن انتخاب عون للرئاسة. ولم تؤثر سلبية لقاء بري وعون على المشاورات والاتصالات التي استمرت خلال اليومين الماضيين، إذ زار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مساء أمس الاول بيت الوسط، حيث عقد وزعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري محادثات تمحورت حول ملف الأزمة الرئاسية، خصوصاً دعم الأخير ترشيح عون. وبعد اللقاء وجّه جعجع تحية إلى الحريري لاتخاذه هذا الموقف، معتبرا أن الأمر بالنسبة له لم يكن سهلاً، ومشيرا إلى أن ما «نقوم به هو من أجل مشروع 14 آذار».وقال جعجع: «في 31 الجاري سيكون لنا رئيس جمهوريّة ورئيس حكومة العهد هو سعد الحريري»، متمنيا الوصول إلى الاجماع حول عون قبل موعد الجلسة، «ولكن إنْ تعذر يجب أن يتذكر الجميع أنّ هذه انتخابات ويجب التعامل مع الرئاسة بهذا الشكل». وختم بالقول إن «العماد عون متأكد من تصويت نواب حزب الله لمصلحته في انتخابات الرئاسة». كما ترأس رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة امس اجتماع اللقاء الديمقراطي الموسع، في حضور المرشح الرئاسي النائب هنري حلو وتيمور واصلان جنبلاط. وقالت مصادر متابعة إن «اللقاء» سيعلن موقفه النهائي من الشأن الرئاسي الأسبوع المقبل لإعطاء مجال للتوافق، متوقعة أن «يتخذ جنبلاط قرارا بدعم عون على مستوى الحزب الاشتراكي، ويترك الحرية لأعضاء اللقاء غير الحزبيين (4 نواب) للتصويت كما يشاؤون».
الحصص الوزارية على حالها... و«القوات» الرابح الأكبر
بدأت معلومات متقاطعة تشير إلى اتجاه القوى السياسية الفاعلة لإبقاء الحصص الوزارية على ما هي عليه في حكومة العهد الأولى، تجنبا للمماطلة في التفاوض وعرقلة التشكيل، وما يستتبع ذلك من إشكالات. ولفتت مصادر متابعة إلى أن حصة "التيار الوطني الحر" ستبقى على حالها، وكذلك حصة "الطاشناق"، أي وزارة الطاقة، في حين يحافظ "الحر" على "الخارجية" و"التربية"، بينما يحصل الرئيس عون على حصة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، أي وزارات المهجرين والدفاع والشباب والرياضة.وترجح المصادر أن تنتقل وزارة الخارجية من الطائفة المارونية إلى الأرثوذكسية، ليتسلمها نائب رئيس مجلس النواب السابق، إيلي الفرزلي، كما ستنتقل وزارة الدفاع من أرثوذكسي إلى ماروني، ليتسلمها العميد شامل روكز، وستتولى ميراي عون (نجلة عون) وزارة المهجرين.وترى المصادر أن "القوات اللبنانية ستحصل على الحصة الكتائبية كاملة إذا قرر حزب الكتائب عدم المشاركة، أما إذا كان القرار بالمشاركة فسيحافظ "الكتائب" على وزارة الاقتصاد.أما القوات فتحصل على "الإعلام"، ليتولاها ملحم رياشي، وكذلك وزارة العمل، إضافة إلى وزارة ثالثة قد تكون الاتصالات".