بينما تقترب مصر من الجلوس إلى طاولة التفاوض مع مسؤولي "صندوق النقد الدولي" نهاية الشهر الجاري، تباينت الأنباء بشأن خفض قيمة الجنيه أمام الدولار، حيث قال مصدر رفيع لـ"الجريدة" أمس، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي صدق على قرار خفض سعر الجنيه أمام الدولار الأميركي، وسط توقعات بأن يصدر البنك المركزي قرارا رسميا بالتخفيض خلال ساعات، في حين نفت مصادر رئاسية صحة الأنباء، لافتة إلى أنه لديها خطة للتخفيض على ثلاث مراحل، ستنتهي منها نهاية العام الحالي.

ووصل سعر صرف الدولار حالياً إلى 8.88 جنيهات رسمياً، في حين ارتفع في السوق الموازي إلى 16 جنيها، وتتحسب القاهرة من خطوة التخفيض، إذ إن التداعيات ستكون قاسية على المصريين، لكن الحكومة مضطرة إلى هذا الإجراء بضغوط من الصندوق، لكي تحصل على قرض بقيمة 12 مليار دولار، تضع القاهرة أملها عليه لحلحلة الأزمة.

Ad

واجتمع الرئيس السيسي، أمس الأول، بكل من رئيس الحكومة ومحافظ البنك المركزي، ووزراء المجموعة السيادية والاقتصادية، ورئيس المخابرات العامة، لمناقشة مستجدات الأوضاع الأمنية. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، إن الاجتماع ناقش سبل ضمان توفير السلع الغذائية الأساسية بأسعار مناسبة.

وأوضح مصدر رفيع رفض ذكر اسمه، أن الرئيس السيسي استعرض خلال الاجتماع تقارير أجهزة سيادية حول تداعيات قرار خفض الجنيه، قبل الموافقة على القرار، وأنه طالب بضرورة توفير السلع وزيادة المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية.

وقالت مصادر برلمانية إنه من المتوقع إجراء تعديل وزاري خلال الأيام المقبلة، يشمل 10 حقائب على الأقل، بعدما بات التعديل ضرورة للعمل على تلبية احتياجات الشعب الخدمية والاقتصادية.

مؤتمر الشباب

في غضون ذلك، وقبيل أكثر من أسبوعين على موعد انطلاق تظاهرات "11 نوفمبر"، تضاربت الأنباء حول توجه النظام لفكرة إنشاء حزب سياسي يعبر عنه. وقال مصدر مطلع إنه من المتوقع مناقشة الفكرة خلال مؤتمر الشباب، خاصة أن الحزب سيتكون من كوادر شابة تم تدريبها ضمن البرنامج الرئاسي، إلا أن مصدراً رئاسياً نفى اتجاه الرئيس إلى إنشاء حزب سياسي، لافتا إلى أن المادة 140 من الدستور تنص على أنه "لا يجوز لرئيس الجمهورية أن يشغل منصبا حزبيا طوال مدة الرئاسة".

وفي إطار احتفال الدولة المصرية بـ"عام الشباب"، يتأهب منتجع شرم الشيخ لاستقبال فعاليات المؤتمر الوطني الأول للشباب، الذي يعقد تحت شعار "أبدع.. انطلق"، وينطلق غدا الثلاثاء، ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة ثلاثة آلاف شاب. وقالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن الهدف من المؤتمر هو إقامة حوار مباشر مع الشباب الواعد الذي يطمح في مستقبل أفضل لوطنه.

وبينما أعلنت أحزاب تحالف التيار الديمقراطي مقاطعتها المؤتمر، كشف المتحدث الرسمي باسم حزب "المصريين الأحرار" شهاب وجيه، لـ"الجريدة"، أن حزبه سيشارك عبر طرح عدد من القضايا، منها المشاركة السياسية للشباب، وربط التعليم بسوق العمل، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لحل مشكلة البطالة. وأضاف: "نطالب الرئيس بدعوة شباب المعارضة للمؤتمر، لأن تنوع الآراء يخدم مصلحة الوطن".

مع استمرار برود العلاقات بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظام الرئيس السيسي، عاد التلاسن بين البلدين حول ملف حقوق الإنسان إلى الواجهة أمس، بعدما اتهم مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الأميركية القاهرة بتبني استراتيجية لمكافحة الإرهاب قال إنها هي "الأسوأ على الإطلاق"، مندداً بما وصفه بـ"سياسة الاعتقالات الجماعية ضد الآلاف من النشطاء السياسيين"، وهي التصريحات التي رفضها مسؤول مصري بارز.

وألمح مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل توم مالينوفسكي، في تصريحات منشورة أمس، إلى ضرورة احتواء الإسلاميين في إطار الحياة السياسية، قائلا: "نحتاج إلى الإصلاح السياسي الذي يعطي جميع أصحاب المصلحة الشرعية في الشرق الأوسط صوتا في الإدارة، بما في ذلك الأحزاب الإسلامية السلمية".

تصريحات المسؤول الأميركي جاءت وسط مواجهات عنيفة بين قوات الجيش المصري وجماعات إرهابية مسلحة تستهدف القوات في سيناء، وبعد 24 ساعة من مقتل قائد الفرقة التاسعة مدرعة العميد أركان حرب عادل رجائي، برصاص مسلحين مجهولين أمام منزله في مدينة العبور شرق القاهرة، وتبنت العملية جماعة متشددة تدعى "لواء الثورة" قريبة فكريا من جماعة "الإخوان".

مقتل إرهابيين

أمنياً، تمكنت قوات الجيش الثاني من قتل 28 عنصرا من العناصر التكفيرية التابعة لتنظيم "أنصار بيت المقدس"، بخلاف 30 مصابا شمال سيناء، في حين شدد وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، على أن الأجهزة الأمنية لن تسمح تحت أي ظرف بأية محاولة لتكرار مشاهد مرفوضة للفوضى والتخريب، موجها خلال اجتماعه بمساعديه أمس، بضرورة الاستعداد لجميع السيناريوهات الأمنية المحتملة.

وأشار إلى المخططات التي تسعى من خلالها جماعة "الإخوان" الإرهابية إلى إثارة الفوضى في البلاد.