مازالت واقعة سائق "التوك توك" الذي وجه عبر برنامج تلفزيوني انتقادات للحكومة الأسبوع قبل الماضي، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، تدوي بأصداء واسعة على مواقع الـ "سوشيال ميديا"، خاصة بعد انتشار صورة نسبت إليه، وادعى مروجوها أنه ليس سائقا، بل عضو في تنظيم الإخوان الإرهابي، وأنه افتعل الفيديو الشهير الذي بثته قناة الحياة الفضائية ضمن برنامج "واحد من الناس" لتأليب الرأي العام ضد النظام.

الصورة المزعومة، التقطت على متن يخت في منتجع "شرم الشيخ" السياحي، ويظهر فيها رجل ملامحه غير واضحة، مع ابنيه وزوجته، التي روجت الأخبار الكاذبة أنها ابنة قيادي إخواني في محافظة الشرقية، يمتلك مدرسة متحفظا عليها بسبب نشاطه الإرهابي، في حين اتضح لاحقا أنها إعلامية سابقة تدعى رشا عزت وزوجها رجل الأعمال أشرف كريم، ولا يمت بصلة للسائق الفصيح.

Ad

وعلى الرغم من اعتذار الإعلامي محمد موسى، مقدم برنامج "خط أحمر"، على قناة "الحدث اليوم" عن بث الصورة باعتبارها للسائق، قبل أن يكتشف أنها لرجل أعمال، لا تربطه صلة بالسائق، فإن الصورة استمرت في الانتشار على مواقع التواصل كالنار في الهشيم، في وقت تواصلت "الجريدة" مع الأسرة المتضررة من الصورة، حيث اكتفت الزوجة، رشا عزت، بتصريح قائلة: "الموضوع تجاوز مرحلة الإعلام، وانتقل إلى مرحلة القضاء، حيث تم توجيه بلاغ بواقعة الفبركة إلى النائب العام".

وقال محامي الأسرة، وهو نائب رئيس منظمة الحق لحقوق الإنسان عمرو عبدالسلام لـ "الجريدة": "الذين نشروا الصورة كان هدفهم الإيحاء للرأي العام بأن رب الأسرة الموجود في الصورة وزوجته يتبعان جماعة "الإخوان" الإرهابية، والصورة تم الاستيلاء عليها من خلال الصفحة الشخصية لزوجة موكلي".

وتابع: القضية تمس جميع المصريين في مواجهة الإعلام الكاذب وغير المهني، لذا تقدمت ببلاغ إلى النائب العام ضد المسؤولين في قناة "الحدث اليوم" التي بثت الصورة عبر برنامج "خط أحمر"، من دون التثبت من صحتها، ووجهت إليهم تهمة السب والقذف عن طريق العلانية وخدش سمعة العائلات، إضافة إلى جريمة الاعتداء على الحرية الشخصية للأسرة صاحبة الصورة، ونشر أخبار كاذبة تعرض حياة أسرة للخطر، بزعم انتمائهم لجماعة إرهابية، وتلك وقائع مجرمة بموجب قانون العقوبات، بخلاف مطالبتي بتعويض مليون جنيه للأسرة.

من جانبها، هاجمت عميدة كلية الإعلام في جامعة القاهرة سابقا، ماجي الحلواني، فوضى الـ "سوشيال ميديا"، قائلة لـ "الجريدة": "مواقع التواصل باتت وسيلة لتضييع أوقات الشباب، وأداة لترويج الأخبار المغلوطة".