يعتبر صوت النساء ورقة رابحة للظفر بكراسي البرلمان، لكن أصواتهن تستغل في بعض الدوائر الانتخابية لخدمة توجهات الرجال كضمانات انتخابية للنجاح.

ورغم أن المرأة شاركت في البرلمان والحكومة، ونجحت في التشريع وطرح القوانين، ومتابعة الأداء الحكومي، إلا أن البعض يرى أننا نحتاج إلى وقت طويل لتتوازن عملية المشاركة الانتخابية بين الجنسين دون تحيز.

Ad

وقالت النائبة السابقة د. سلوى الجسار إن "قصر العمر الزمني في نيل المرأة حقوقها السياسية والأعراف الاجتماعية أسباب رئيسية في قلة ترشحها أو تصويتها، ولكن مشاركتها في الانتخابات في الوقت الحالي تؤكد نجاحها بكل المقاييس، ومن شأنها أن تعزز دور المواطنة من خلال مفهوم الدستور في الترشح والانتخاب والمشاركة السياسية".

وأضافت الجسار لـ"الجريدة" أن الثقافة الذكورية احد أسباب السيطرة على نسبة كبيرة من أصوات النساء في الدوائر الانتخابية، خضوعا لنعرات قبلية أو طائفية أو تحالفات سياسية، لافتة إلى أن "الصوت الواحد لا يخدم النساء المرشحات، لأن الثقافة الذكورية تسيطر على آلية تصويت النساء عبر توجيههن إلى التصويت للرجل من باب الأنانية أو الغيرة.

وأوضحت أن التصويت لا ينبغي قصره على أحد الجنسين، بل ينبغي أن تكون الآلية متمثلة في اختيار الكفاءة القادرة على قيادة المجلس، وسن القوانين والتشريعات من قبل الجنسين سواء كان المرشح رجلاً أو امرأة، مبينة أن التصويت النسائي في الدائرتين الرابعة والخامسة تحت سيطرة الرجال، بسبب قلة الوعي السياسي، ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي حررت القيود وسهلت التواصل مع أفكار وأطروحات المرشحين.

وأشارت الجسار إلى أن "نواب المجلس المنحل لا تنطبق عليهم شروط الكفاءة"، معتبرة أن وصولهم إلى البرلمان "إهانة بحق الشعب الكويتي، وأن الحل جاء رسالة لاختيار مرشحين أكفاء قادرين على تغيير التركيبة في المجلس المقبل، علماً بأن فحوى مرسوم الحل يؤكد ضرورة أن يعي الناخب المسؤولية الوطنية والقومية".

المشاركة السياسية

بدورها، أكدت المرشحة السابقة في انتخابات مجلس الأمة د. رباح النجادة، أن المشاركة السياسية لفئة النساء كبيرة ولها تأثير واسع، وقدرة على تغيير النتائج، لأن عدد الناخبات النساء أكثر من الرجال، وهذا العدد لا يستهان به، ولكن العرف الاجتماعي استغل هذه الأصوات لصالح التوجهات القبلية والطائفية في محاولة لقلب موازين النتائج. وقالت النجادة لـ"الجريدة" إن المرأة تحتاج إلى وقت طويل حتى تتشبع بالثقافة والوعي السياسي، من خلال انخراطها في المؤسسات التي تؤهل في السياسة من خلال حضور الندوات السياسية ومعرفة المفاتيح المهمة.

ولفتت إلى أن "انصياع المرأة للرجال في عملية التصويت حال يؤسف عليه، ويجب عليها أن تتحرر من قيود الأعراف المجتمعية التي اصبحت رجعية، كما أن عليها أن تعي أنها تساوت مع الرجل في حق الانتخاب والترشح".

وأرجعت تصويت المرأة لفئة الرجال إلى عدة اعتبارات، منها غرس الأفكار المجتمعية المؤدية إلى عدم الثقة بالمرأة، إضافة إلى قلة وعيها السياسي، مطالبة النساء في جميع الدوائر الانتخابية باختيار النواب بناء على قناعات وأفكار دون الرجوع إلى ولاية التصويت من قبل الرجال لإنجاح مرشحين دون معرفة توجهاتهم.