هجوم يائس لـ «داعش» بالرطبة... و«البيشمركة» تحرر بعشيقة

● «الأسايش» تطلب من عرب مغادرة كركوك
● أنقرة تتحدى بغداد وتقصف بالمدفعية
●المالكي: بعد نينوى ذاهبون إلى اليمن وحلب
● السيطرة على حريق معمل الكبريت

نشر في 24-10-2016
آخر تحديث 24-10-2016 | 00:00
الدخان يتصاعد من موقع لـ «داعش» في نويران قرب الموصل تعرض لقصف من البيشمركة أمس   (رويترز)
الدخان يتصاعد من موقع لـ «داعش» في نويران قرب الموصل تعرض لقصف من البيشمركة أمس (رويترز)
حاول تنظيم «داعش» تكرار ما قام به قبل يومين في كركوك للتخفيف عن مقاتليه في الموصل، بمهاجمة قضاء الرطبة الحدودي مع الأردن غرب محافظة الأنبار، في وقت واصلت القوات العراقية وقوات البيشمركة التقدم باتجاه مركز الموصل، في محاولة لدحر التنظيم من أكبر وآخر معقل له في العراق.
في محاولة يائسة للتخفيف عن مقاتليه في الموصل، هاجم تنظيم «داعش» قضاء الرطبة في محافظة الأنبار القريب من الحدود من الأردن، مثلما فعل في كركوك قبل يومين وباءت محاولته بالفشل.

وقال قائممقام قضاء الرطبة عماد الدليمي، أمس، إن تنظيم «داعش» هاجم القضاء من 3 محاور، إلا أن قوات الأمن ومقاتلي العشائر تصدوا له وخاضوا معارك عنيفة أوقعت عشرات القتلى بين الطرفين.

بعشيقة

وبينما تواصل القوات العراقية المشتركة والمدعومة بطيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية هجومها لتحرير مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، والتي تعد أكبر مدينة سنية عراقية، ويحيط بها أكبر تجمعات سكنية مسيحية، شنت قوات البيشمركة الكردية هجوما على بلدة بعشيقة التي تسكنها غالبية أيزيدية ومسيحية، أمس، وتمكنت من السيطرة عليها بالكامل، كما سيطرت على طريق رئيسي بينها وبين الموصل، لعزلها تماما.

50 قرية

واقتحمت القوات العراقية، أمس، قضاء الحمدانية، كما حققت الشرطة الااتحادية تقدما كبيرا من ناحية الجنوب. وقال المكتب الإعلامي للجيش العراقي إن نحو 50 قرية تمت استعادتها من قبضة المتشددين منذ يوم الاثنين الماضي، في عمليات تحضيرية لمعركة اقتحام مركز الموصل التي يتحصن داخلها، بحسب تقديرات عراقية عدد يتراوح بين 4000 و8000 مقاتل متشدد.

كلور

إلى ذلك، عثرت قوات من جهاز مكافحة الإرهاب العراقية، أمس، على قذائف هاون محملة بغاز الكلور، فيما ضبطت أسلحة وأعتدة في ناحية برطلة شرق مدينة الموصل، بعدما استرجعتها القوات العراقية وقامت بعملية تطهير، كما ضبط أسلحة وأعتدة تعود إلى تنظيم «داعش».

معمل الكبريت

وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد سعد معن، إخماد الحريق الذي أضرمه جهاديون في معمل كبريت المشراق جنوب مدينة الموصل.

وقال معن إن أكثر من 50 شاحنة وستين جرافة، إضافة الى 20 صهريج ماء، وسيارات الدفاع المدني شاركت في إخماد الحرائق.

وكان ضابط رفيع المستوى أكد أن انبعاثات غازات سامة ناجمة عن تفجير الجهاديين لمصنع كبريت في جنوب الموصل أدت الى وفاة مدنيين اثنين وإصابة ألف.

وتنشق سكان المناطق القريبة غاز الكبريت، إضافة الى جنود وصحافيين يوجدون في قاعدة القيارة الاستراتيجية الواقعة جنوب الموصل.

ووضع جنود من القوات الأميركية في المنطقة أقنعة الوقاية من الغازات السامة، وفقا لمصدر عسكري أميركي، مؤكدا في الوقت ذاته «عدم سقوط إصابات».

كارتر في أربيل

وأجرى وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أمس، زيارة الى أربيل في كردستان العراق لبحث الدور الذي تلعبه القوات الكردية في معركة استعادة الموصل والأوضاع ما بعد التحرير.

وأجرى كارتر القادم من بغداد، مباحثات مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني.

وأشاد كارتر بـ «التنسيق التام» بين القوات الحكومية العراقية وقوات البيشمركة الكردية في الهجوم على الموصل.

تهجير العرب

في سياق آخر، كشف ائتلاف العربية، أمس، عن قيام قوات الأسايش والبيشمركة من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بمطالبة السكان العرب في بعض أحياء كركوك العربية والمتداخلة بمغادرة مناطقهم، وذلك بعد مهاجمة حوالي 100 مقاتل من «داعش» مدينة كركوك. وقال الائتلاف في بيان، «طالبت قوات الأسايش (الشرطة الكردية) والبيشمركة من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني بعض الأحياء العربية والمتداخلة، وخاصة في قوتابي و1 حزيران بالرحيل منها وإخراجهم بالقوة من مناطقهم». وأكد الائتلاف أن «ما قام به بعض أفراد الأسايش والبيشمركة ضد الساكنين من القومية العربية أمر مرفوض وغير مقبول، ونحن نعلم أنها تصرفات فردية لا تمثل توجهات الحزبين في المدينة».

وناشد الائتلاف رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني «التدخل العاجل لإنهاء هذا الأمر قبل استفحاله، لأن استمرار هذا الوضع سيضيع تلاحم أبناء هذه المحافظة». ودعا الائتلاف محافظ كركوك نجم الدين كريم، إلى أن «يكون له موقف واضح مما يجري ضد العرب في هذه المحافظة، وأن يتحمل مسؤولياته الدستورية والأخلاقية تجاه أبناء هذه المحافظة، وأن يحافظ على الصورة التي عرف بها من حيث التعامل بتوازن مع المكونات كافة».

المالكي

على صعيد آخر، قال زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، في كلمة له خلال مؤتمر الصحوة الإسلامية في بغداد، أمس الأول، إن «عمليات قادمون يا نينوى تعني في وجهها الآخر قادمون يا رقة وقادمون يا حلب وقادمون يا يمن».

في سياق متصل، أكد المالكي لوفد إعلامي تونسي التقاه في بغداد، أمس، أن البلدان العربية تواجه «موجة عارمة من الطائفية خلال المرحلة الراهنة».

إلى ذلك، طالب رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي، أمس، بعقد مؤتمر إقليمي برعاية الأمم المتحدة بعد القضاء على تنظيم «داعش» لتحقيق السلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى وجود فرصة للمنطقة لإعادة بناء نفسها. وقال علاوي إن «العراق يجب أن يكون قائد التحالف الدولي، وأن تشكل لجنة تجمع كل القوى الأمنية في إطار واحد»، لافتا في الوقت ذاته إلى أن «بغداد يجب أن تعطي تطمينات لأنقرة بأن الأراضي العراقية لن تستخدم من قبل «بي كي كي» لشن هجمات على تركيا».

تركيا

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس الأول، إن تركيا مستعدة «لاتخاذ إجراءات» في العراق، لأنها لم تقتنع بتعهدات واشنطن وبغداد بأن المسلحين الأكراد والفصائل الشيعية لن تشارك في القتال الدائر حاليا. وأضاف: «أبعدنا داعش عن حدودنا في سورية، وإذا اقتضت الحاجة فنحن على استعداد لفعل الشيء ذاته في العراق من دون تردد». وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال حفل افتتاح إحدى الكليات ببلدة إناجول التابعة لمدينة بورصة، رداً على الخريطة التي تداولتها بعض وسائل الإعلام العربية مؤخراً، وتظهر تركيا متوسعة وتضم محافظات سورية وعراقية، إن "هذه الخريطة تستخدم للتعبير عن مصطلح "ميثاق الملل (الأقوام)"، وهو الميثاق الذي صدق عليه آخر برلمان عثماني عام 1920 قبل إعلان الجمهورية التركية الحالية".

وأضاف إردوغان: "يجب فهم أن كركوك كانت لنا، وأن الموصل كانت لنا" وتابع: "لماذا هذا الكلام لا يعجبهم؟ أنا فقط قدمت درساً في التاريخ، يجب فهم هذا".

وتحدت أنقرة الرفض العراقي، وقامت أمس بقصف مواقع للجهاديين في مدينة بعشيقة القريبة من الموصل بعد أن طلبت قوات البيشمركة الكردية الدعم، حسب ما أعلن يلديريم.

علاوي يطالب بإعطاء أنقرة ضمانات وبعقد مؤتمر إقليمي ترعاه الأمم المتحدة
back to top