كانت حاملة الطائرت الروسية الوحيدة "الأميرال كوزنتسوف" محط سخرية وسائل الإعلام البريطانية في الأيام الماضية، بالتزامن مع مرورها برفقة ثماني سفن حربية أخرى في بحر الشمال باتجاه الشواطئ السورية على البحر المتوسط، للمشاركة في أول مهمة قتالية لها منذ دخولها الخدمة قبل 26 عاماً.

وتسابقت الصحف البريطانية على وصف الحالة المتهالكة لحاملة الطائرات، التي بدأ العمل في بنائها عام 1982 وانتهى عام 1990، أي قبل انهيار الاتحاد السوفييتي بنحو سنة.

Ad

وأظهرت لقطات نشرتها صحيفة "ذي تلغراف" الحاملة القديمة، وفيها العديد من المشكلات، خلال مرورها للقناة الإنكليزية الفاصلة بين فرنسا وبريطانيا.

ووصفت الصحيفة الحاملة الروسية بـ"العجوز"، مبينة بالصور وبشريط مصور متحرك كيف كانت الحاملة تنفث سحابة من الدخان الأسود وسط البحر، ونقلت عن خبراء بحريين قولهم، إن "كوزنتسوف" تعاني مشكلات متكررة، وأن تعدينها سيئ للغاية، وحالتها مزرية إلى درجة أن بعض مراحيضها غير صالح للاستخدام.

وقال بيتر روبرتس، الخبير البحري في المعهد الملكي للخدمات المتحدة: "في الفلكلور البحري، هناك شيء يسمى سفينة سيئة الحظ، وكوزنتسوف هي كذلك، هي واحدة من تلك السفن التي تحوي خطأ في التصميم".

وذكر الخبراء أن فشل نظام ضخ المياه في السفينة يؤدي إلى تجمد المياه، وإمكانية تفجر الأنابيب، وأن طاقم السفينة يعمد الى إيقاف ضخ المياه إلى معظم الحجرات، وهكذا تتوقف نصف مراحيض الحاملة عن العمل.

وتعتمد الحاملة، التي تزن نحو 55 ألف طن، على التوربينات البخارية ومراجل الضغط، التي يبدو أنها تفشل في أداء مهمتها على الوجه الأكمل كلما أبحرت السفينة، ومن بين حوادث الأعطال التي منيت بها، ترسيبها مئات الأطنان من الوقود في بحر إيرلندا عام 2009.

وتعد حاملة الطائرات هذه صغيرة الحجم وتفتقر طائراتها المقاتلة البالغ عددها 15 طائرة إلى نطاق الطيران المناسب، كما تحمل قنابل "غبية" غير موجهة تفتقر إلى الدقة.

والحاملة غير مزودة بالأجهزة، التي تساعد على تزويد الطائرات في الجو بالوقود والسلاح، ونتيجة لذلك، تحمل مقاتلات "سو 33" و "ميغ 29" أحمالاً من الوقود والقليل من السلاح عند الإقلاع.

وفي الواقع، ستكون الضربات الجوية الروسية في سورية استعراضية، ونقلت صحيفة "دايلي بيست" الأميركية عن القبطان البحري الروسي المتقاعد مكسيم شيبوفالينكو، مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات في موسكو، قوله: "لم تقم كوزنتسوف بتنفيذ أي ضربات أرضية من قبل، ولا فائدة من استغلالها في هذا السياق، نظراً إلى وجود قاعدة اللاذقية الجوية".