في وقت يتواصل العد العكسي ليوم الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 8 نوفمبر المقبل، اتهمت ممثلة الأفلام الإباحية الأميركية، جيسيكا دريك، المرشح الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب بمحاولة إجبارها على إقامة علاقات جنسية معه، لتصبح المرأة الـ11 التي تتهم رجل الأعمال الملياردير بالتحرش فيها.

وأفادت دريك أثناء مؤتمر صحافي عقدته أمس الأول بأن ترامب عرض عليها 10 آلاف دولار في عام 2006، والسماح لها باستخدام طائرته الشخصية، مقابل تقديم "خدمات جنسية" له في غرفته بالفندق.

Ad

وأوضحت دريك، أنها وصلت في وقت مبكر إلى غرفة ترامب برفقة صديقتيها، بعد مسابقة غولف جرت على شواطئ بحيرة تاهو في ولاية نيفادا، وفي بداية الزيارة رحب الملياردير بهن وحضن وقبل كلا منهن بشكل متحرش دون موافقتهن. وفور مغادرة صديقتيها الفندق، دعا أحد مساعدي ترامب دريك إلى زيارة ترامب داخل غرفته الشخصية، بهدف تقديم خدمات جنسية، وبعد رفضها هذا الاقتراح خرج إليها ترامب نفسه سائلا: ماذا تريدين؟ كم من الأموال؟، وعرض عليها في نهاية المطاف 10 آلاف دولار والسماح باستخدام طائرته الشخصية. وعرضت دريك صورا تظهرها برفقة ترامب.

بدورها، وصفت حملة ترامب هذه الاتهامات بأنها رواية مفتعلة وسخيفة تماما اختلقتها حملة المرشحة الديمقراطية كلينتون، بغية إلقاء ظلال الشك على منافسها الجمهوري.

وشددت الحملة على عدم معرفة ترامب للممثلة، موضحة أن هذه الصور تنتمي إلى اللقطات العديدة التي تظهر الملياردير مع المواطنين.

وفي رد على هذا توعد ترامب، في تصريحات له أمام الناخبين في مدينة غيتيسبيرغ بولاية بنسيلفانيا، بمقاضاة جميع النساء الـ11 اللواتي زعمن تعرضهن للمضايقات الجنسية منه.

وكردة فعل على تصريحاته، تعهدت أمس الأول محامية عدد من النساء اللائي اتهمن ترامب بالاعتداء الجنسي عليهن، برفع دعاوى قضائية مضادة إذا قام ترامب بمقاضاة ضحاياه، كما وعد بذلك.

وقالت المحامية غلوريا ألريد خلال مؤتمر صحافي: "عليكن التفكير بحذر في احتمالات ظهور نتائج غير مرغوب فيها بشأن ترامب".

تقييد الإعلام

وفي شأن آخر، تعهد ترامب، أمس، بإحباط صفقة مزمعة لشركة إيه تي آند تي لشراء شركة تايم وارنر إذا فاز في انتخابات الرئاسة المقررة في الثامن من نوفمبر، بدعوى أنها نموذج لهيكل قوة تعمل ضده وضد الناخبين.

وأعلن ترامب برنامجه للمئة يوم الأولى كرئيس للولايات المتحدة في خطابه ببلدة غيتيسبرغ في إطار حملته الانتخابية، لكنه أثار خلاله في تحد واضح مظالم شخصية تعرض لها، واصفا كيفية تعامله معها من البيت الأبيض.

وقال أمام مؤيديه: "إنهم يحاولون قمع صوتي وأصوات الأميركيين".

واستعار المرشح عبارة شهيرة للرئيس إبراهام لينكولن (1861-1865) قالها عام 1863 في خطاب القاه في الموقع ذاته، فدعا الى حكومة "من الشعب، عبر الشعب، ومن أجل الشعب".

ومضى يقول: "مثال على هيكل القوة الذي أحاربه هو "إيه تي آند تي" التي تسعى لشراء تايم وارنر، وبالتالي سي. إن. إن، وهي صفقة لن تعتمدها إدارتي، لأنها ستمثل تكتلا كبيرا للقوة في يد عدد قليل من الناس.

ووافقت شركة "إيه تي آند تي" للاتصالات من حيث المبدأ على صفقة بقيمة 85 مليار دولار لشراء شركة تايم وارنر، إحدى كبرى شركات الأفلام والتلفزيونات في الولايات المتحدة. وقال في إشارة إلى تسريب مكالمة هاتفية له أثارت الجدل في الآونة الأخيرة: "إذا كان بإمكانهم محاربة شخص مثلي لديه موارد غير محدودة تمكنه من الرد.. انظروا ما يمكنهم فعله لكم ولوظائفكم ولأمنكم ولتعليمكم ولرعايتكم الصحية".

حملة كلينتون

من جانبها، سخرت حملة كلينتون من خطاب ترامب قائلة إنه لم يتضمن سياسة جديدة سوى سياسة مقاضاة السيدات اللواتي اتهمنه بالاعتداء عليهن.

وقالت المتحدثة، كريستينا رينولدز: "كعادة حملة ترامب يعطينا هذا الخطاب رؤية مثيرة للقلق لما يمكن أن يكون عليه خطاب حالة الاتحاد" إذا صار رئيسا، واصفة الخطاب بأنه "غير متماسك ومتخم بنظريات المؤامرة والهجوم على الإعلام، ويفتقر إلى أي إجابات حقيقية على أسئلة العائلات الأميركية".

وأعلنت كلينتون المتقدمة في استطلاعات الرأي، أمس الأول، أنها تعتزم أيضا ضم جهودها إلى الحملة من أجل الكونغرس قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في 8 نوفمبر.

وقالت وزيرة الخارجية السابقة متحدثة في طائرة حملتها الانتخابية التي تحمل شعارها أقوى معا، أنها لم تعد تريد الرد على هجمات خصمها ألجمه ترامب وتصريحاته الاستفزازية.

وقالت كلينتون المصممة على استغلال الانقسامات في صفوف الجمهوريين حول ترشيح ترامب: "سنشدد خلال تنقلاتنا أثناء الأيام الـ17 المتبقية على أهمية انتخاب ديمقراطيين على جميع المستويات".

وينتخب الأميركيون في 8 نوفمبر رئيسهم، وأعضاء مجلس النواب لعامين وثلث أعضاء مجلس الشيوخ لـ6 سنوات.

وإن كان الجمهوريون يسيطرون اليوم على مجلسي الكونغرس، إلا أن الديمقراطيين يرون الفوز في متناول يدهم بمجلس الشيوخ.

وفي تجمع انتخابي في الهواء الطلق، شارك فيه حوالي 8 آلاف شخص في فيلادلفيا أمس الأول، دعت كلينتون بقوة الناخبين في ولاية بنسلفانيا الى التعبئة من أجل كاتي ماكغينتي المرشحة الديمقراطية لمجلس الشيوخ.

كما تحدثت عن بوادر مشجعة بشأن مشاركة الناخبين، مؤكدة أن أكثر من 200 مليون أميركي سجلوا للإدلاء بأصواتهم، وهو رقم لم يسجل من قبل في تاريخ البلاد.

روحاني ليس معجباً بالمرشحَيْن الرئاسيين

في تصريح مستغرب من رئيس دولة ينص دستورها على إبعاد مرشحين ومنعهم من الترشح للانتخابات الرئاسية والتشريعية لأسباب سياسية أو دينية، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، وهو أحد رجال الدين القلائل حول العالم الذي يرأس دولة، إنه لا يفضل أيا من المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية، الديمقراطية هيلاري كلينتون، والجمهوري دونالد ترامب، لأن الاختيار سيكون بين "السيئ والأسوأ".

وأضاف روحاني في خطاب ألقاه في اراك وسط إيران "في الأمم المتحدة، سألني رئيس إحدى الدول أي من المرشحين كلينتون وترامب افضل؟ فأجبته، هل أفضل السيئ على الأسوأ أم الأسوأ على السيئ؟".

وأعرب عن الاستياء إزاء سلوك المرشحين اللذين يتبادلان "الاتهامات والإهانات".

وأضاف متسائلا "هل نريد مثل هذه الديمقراطية في بلادنا أو مثل هذه الانتخابات؟" فأجاب قائلا "نفتخر بإسلامنا (...) ونحن فخورون بإيراننا وإسلامنا".

واعتبر أن الولايات المتحدة التي "تدعي ان لديها ديمقراطية منذ 200 عام (...) تفتقد الأخلاق".