على الرغم من مناشدة الأمم المتحدة لأطراف الصراع اليمني تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، احتدمت المعارك بين قوات حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، المدعومة من قبل التحالف العربي، من جهة وميليشيات جماعة "أنصار الله"، المتحالفة مع عناصر الجيش الموالية للرئيس السابق علي صالح، من جهة ثانية، مع انتهاء الهدنة أمس.

وبدأت طائرات التحالف قصف مواقع ميليشيات الحوثي فور انتهاء الهدنة التي استمرت 72 ساعة، واستهدفت معسكر الحفا وجبل نُقم شرق العاصمة صنعاء ومعسكر النهدين جنوبها، وقصفت تعزيزات وآليات عسكرية للمتمردين قرب جبهة صرواح غرب محافظة مأرب، كانت أرسلت من صنعاء.

Ad

وقصفت الطائرات أيضاً مواقع في مديرية باقم شمال صنعاء قبالة ظهران الجنوب السعودية، أما في محافظة تعز، فقصفت طائرات التحالف بغارتين مواقع عسكرية للمتمردين في ضاحية الحوبان شرق المدينة.

وشنّت ثلاث غارات في محافظة الجوف على مواقع في مديرية المصلوب، كما استهدفت بأربع غارات في محافظة الحديدة أربعة مواقع عسكرية للميليشيات في الكثيب.

وشهدت الحدود بين السعودية واليمن تصاعداً في حدة المعارك، وواصلت القوات السعودية استهداف مواقع للميليشيات قبالة الحُرّث في جازان عقب محاولة تسلل فاشلة.

وكانت قوات المدفعية السعودية دمرت عدداً من العربات والمركبات التابعة للميليشيات الانقلابية، كانت تحاول التسلل إلى الحدود المملكة قبالة جبهة الموسم.

وسقط مقذوف في محافظة صامطة بمنطقة جازان أطلقته عناصر الحوثي من داخل الأراضي اليمنية، أصابت شظاياه منزلين، لكن دون تسجيل خسائر بشرية.

وفي نجران، استطاعت القوات السعودية دك عدد من منصات المقذوفات، رافقها مصرع العشرات من المتمردين قبالة الشريط الحدودي لنجران.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي: "نحن نقدر دعوة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد للتمديد (الهدنة)، لكن في الأساس لم تكن هناك هدنة بسبب خروقات المتمردين، التي تجاوزت أكثر من 1400".

وأضاف المخلافي: "التمديد غير مجد حتى وإن وافقنا عليه، لأن الطرف الآخر لم يقدم أي التزام، لا إلينا ولا إلى المبعوث الأممي، بالهدنة أو بغيرها".

وأبدى مصدر حكومي رفيع لـ"العربية" تقديره ودعمه لدعوة ولد الشيخ، التي أطلقها قبل انتهاء الهدنة بساعات بتمديدها لـ72 ساعة، لكنه أشار إلى أن الهدنة التي بدأت الخميس الماضي لم تكن سارية فعلياً على الأرض، معتبراً أنها "ولدت ميتة".

والهدنة، التي انتهت عملياً ليل السبت ـ الأحد، كانت السادسة من نوعها منذ بدء عمليات التحالف في مارس 2015، وأملت الأمم المتحدة، أن تؤدي في حال صمودها، إلى تمهيد الأرضية لاستئناف مشاورات السلام بين الحكومة والمتمردين.

وفي خطوة من شأنها تصعيد أمد الحرب هددت الميليشيات المتمردة بضرب شركة "صافر" لعمليات الاستكشاف والإنتاج النفطية والغازية في حال عدم توريد الإيرادات إلى البنك المركزي في صنعاء الخاضع لسيطرتها.

وجاء التهديد في وقت تواجه الميليشيات المتمردة ضغوطاً متزايدة وصلت حد العجز عن دفع رواتب الجهاز الإداري خصوصاً في صنعاء، بعد قرار الحكومة اليمنية نقل مقر البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن.

وفي وقت سابق وجه نائب رئيس الوزراء اليمني عبدالعزيز جباري صفعة جديدة للحوثيين بعد إصداره قراراً بتوريد مبيعات الغاز المنزلي المنتج في مأرب إلى مقر البنك المركزي بالمحافظة الغنية بالنفط والواقعة شرقي العاصمة.

من جانب آخر، سقط عدد من الجرحى والقتلى بين نزلاء السجن المركزي بالعاصمة صنعاء أمس، خلال تفريق المسلحين الحوثيين احتجاجاً لهؤلاء.

وأفادت مصادر بأن المسلحين أطلقوا الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على نزلاء السجن عقب أعمال شغب قاموا بها احتجاجاً على عدم توافر الماء والغذاء والدواء.