قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية، لا تزال المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي زادت تقدمها على خصمها الجمهوري دونالد ترامب في استطلاعات الرأي، تجول على الولايات الأساسية سعيا لتوسيع الفارق بينهما.وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة «إيه بي سي» أمس الأول أن كلينتون التي تأمل أن تصبح أول امرأة في سدّة الرئاسة في الولايات المتحدة، تحظى بـ50 في المئة من نوايا الأصوات، في أعلى نسبة تأييد تحرزها منذ بدء الحملة الانتخابية، مقابل 38 في المئة لرجل الأعمال الثري.
وتحدثت وزيرة الخارجية السابقة أمس الأول في كنيسة للسود في دورهام بنورث كارولاينا، وهي على يقين بأن الفوز في الانتخابات يمر عبر تعبئة شديدة في صفوف الأقليات.وتحدثت كلينتون إلى جانب سيبرينا فولتون، والدة الفتى الأسود ترايفون مارتن الذي أثار مقتله صدمة في أميركا عام 2012، فدعت إلى التنبه لـلعنصرية الكامنة في النظام والتي لا تزال على حد قولها منتشرة في الولايات المتحدة.واتهمت خصمها برسم «صورة كئيبة لأوساط المدن وللمجموعة الافريقية الأميركية وبتجاهل نجاح العديد من السود في جميع الميادين».ومن المقرر ان تعود كلينتون بعد غد إلى هذه الولاية التي تشهد صراعا محموما بين المرشحين للفوز بأصوات ناخبيها، وهذه المرة برفقة السيدة الأولى ميشيل اوباما التي تؤدي دورا أساسيا في الحملة الديمقراطية بسبب شعبيتها القوية ومهارتها الخطابية. وسيكون هذا اول مهرجان انتخابي مشترك لهما منذ انطلاق الحملة.وقالت المرشحة خلال تجمع في جامعة بمدينة شارلوت «أطلب منكم أن تصوتوا من أجل القيم التي نريد نقلها إلى أولادنا»، مشددة على ضرورة احترام النساء، في إشارة إلى خصمها وفضائح التحرش الجنسي بالنساء التي أثيرت حوله.وأشار آخر تحقيق أجرته شبكة «إيه بي سي نيوز» إلى أن 69 في المئة من الأميركيين غير راضين عن رد المرشح الجمهوري على النساء اللواتي يتهمنه بمضايقتهن جنسيا او التعدي عليهن.ويأمل الحزب الديمقراطي استعادة الغالبية من الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وإضعاف غالبية الجمهوريين في مجلس النواب.وبينما أعلنت صحف جمهورية عديدة أنها لا تؤيد ترامب، وبعضها وصل الى حد تأييد كلينتون، حصل المرشح الجمهوري في نهاية الأسبوع على تأييد أول صحيفة كبرى، هي صحيفة «لاس فيغاس ريفيو جورنال» في نيفادا، واحدة من الولايات الأساسية.ورأت الصحيفة في افتتاحيتها أن المرشح الشعبوي لا يمثل «الخطر الذي يشير إليه منتقدوه، ولا الحل السحري الذي يحلم به أنصاره»، بل إنه سيحقق نوعا من القطيعة التي ستنعكس إيجابا على البلاد. ودعا ترامب أنصاره خلال تجمع انتخابي في نايبل بولاية فلوريدا للتوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع في 8 نوفمبر «للتخلص نهائيا من هيلاري الفاسدة».وقال إن «الأرقام رائعة في فلوريدا، لا تصدقوا وسائل الإعلام»، مخالفا بذلك كل المؤشرات في هذه الولاية الجنوبية، حيث تشير الغالبية الساحقة من استطلاعات الرأي إلى تقدم منافسته عليه.
بالوعات كلينتون
في سياق متصل، أقرت مديرة حملة ترامب كيليان كونواي في اعتراف نادر من فريق ترامب بـ«أننا متأخرون»، مؤكدة في الوقت ذاته أن الانتخابات لم تحسم بعد. وقالت كونواي إن كلينتون أيضا ضخت 66 مليون دولار في الدعاية في سبتمبر الماضي، وهو ضعف ما أنفقته في أغسطس الذي سبقه، مضيفة أن الغالبية العظمى من مواقع الإعلان سلبية ومخصصة لـ«تدمير الشخصية»، وواصفة إياها بأنها «إعلانات من نوعية البالوعات».هيلاري الفاسدة
وأمس، هاجم ترامب منافسته عبر «تويتر»، قائلا: «حسنا، في شريط سري الملتوية هيلاري تريد استضافة أكبر عدد من السوريين. لا يمكننا السماح بذلك، داعش!».وفي محاولة منه لإظهارها كمرتشية، اتهم ترامب أمس الأول كلينتون، بربط حضورها مبادرة نظمتها مؤسستها للأعمال الخيرية في المغرب العام الماضي، بشرط حصول المؤسسة على تبرّع بقيمة 12 مليون دولار من هذا البلد.كما اتهم كلينتون بتلقي مساعدات لمؤسستها تراوحت قيمتها بين 19.4 إلى 55.7 مليون دولار من بلدان إسلامية لا تحترم حقوق المرأة على حد قوله، واصفا مؤسسة كلينتون الخيرية بالمجرمة.ووفقا لسجلات المؤسسة فقد قدمت المملكة العربية السعودية من 10 إلى 25 مليون دولار، في حين قدمت قطر مليون دولار بمناسبة عيد ميلاد زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون.وأمس الأول استشهد ترامب بمقال لصحيقة وال ستريت جورنال حول تقديم منظمة سياسية تابعة لحاكم ولاية فيرجينيا الديمقراطي تيري ميكوليف المعروف بصلته الوثيقة بعائلة كلينتون، مبلغ نصف مليون دولار للحملة الانتخابية الخاصة لجيل مكابي المتزوجة من مسؤول «الاف بي آي» اندرو مكابي الذي أشرف على التحقيق حول رسائل كلينتون الالكترونية. من جانبه، قال إريك ترامب ابن ترامب أمس الأول إن والده سيقبل نتائج الانتخابات الأميركية بنسبة مئة في المئة إذا كانت نزيهة. وأضاف إريك لشبكة (إيه بي سي): «أعتقد أن ما يقوله والدي هو.. أريد انتخابات نزيهة، ذا كانت النتيجة عادلة فإنه سيقبلها بالتأكيد. لا شك في ذلك».المكسيك
دوليا، دافع الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو عن قراره باستضافة زيارة ترامب للمكسيك، ولكنه قال إن هذه الزيارة كان يمكن أن تتم بطريقة أفضل.وأثار اللقاء الذي تم ترتيبه على عجل بين ترام وبينا نييتو في 31 أغسطس غضبا في المكسيك بسبب هجمات ترامب اللفظية على المكسيكيين، إضافة إلى تهديداته ببناء جدار حدودي وإلغاء الاتفاقيات التجارية مع ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية.