تعزيزات لـ «داعش» من سورية إلى الموصل
تزايد احتمالات مواجهة عسكرية بين «الحشد» وأنقرة
مع دخول معركة تحرير مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال العراق، أسبوعها الثاني، وتراجع تنظيم «داعش» القياسي من محيط المدينة، خصوصاً من ناحية الشرق، كشفت فرنسا على لسان أوساط مقربة من وزير الدفاع أن «بضع مئات» من المقاتلين وصلوا في الأيام الأخيرة إلى الموصل قادمين من سورية، وذلك على عكس ما كان متوقعاً من أن مقاتلي تنظيم «داعش» سيفرون باتجاه سورية بعد اشتداد المعارك.وتحدثت تقارير عراقية وأميركية عن أن خطة الموصل تراهن على انسحاب «داعش» باتجاه مدينة الرقة السورية عاصمة «دولة الخلافة»، وهو الأمر الذي حذرت منه روسيا ونظام بشار الأسد في سورية، إلا أن المصادر الفرنسية أشارت أمس، عشية اجتماع 13 وزير دفاع من الدول الأعضاء في التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إلى وجود «احتمال لسيناريو يحاول فيه التنظيم المقاومة قدر الإمكان».وحذرت فرنسا أكثر من مرة من مخاطر فرار «داعش» من الموصل إلى الرقة، داعية إلى شن عملية موازية ضده في الرقة. وكانت واشنطن حذرة في البداية، إلا أن وزير دفاعها أشتون كارتر دعا أمس الأول إلى مواصلة العمليات العسكرية الرامية إلى عزل الرقة.
وفي أنباء قد تدعم سيناريو مقاومة «داعش»، أفادت التقارير الميدانية من الموصل بأن القوات العراقية والكردية تواجه مقاومة شرسة من تنظيم «داعش». وحاول الجهاديون تحويل الأنظار عن خسائرهم في محيط الموصل، من خلال شن هجمات في مدن أخرى بالبلاد، وآخرها في منطقة سنجار، حيث تمكنت البيشمركة الكردية من صد هجوم أمس، سبقه هجوم لمقاتلي التنظيم على قضاء الرطبة الحدودي مع الأردن، وذلك بعد هجوم مباغت على كركوك.إلى ذلك، ومع تجدد الجدل بين بغداد وأنقرة بشأن مشاركة الأخيرة في عمليات الموصل، حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، من أن أي تصعيد إقليمي في هذا التوقيت سيخدم «داعش».وتزامنت تصريحات العبادي مع دخول طهران على خط الأزمة أمس، وإصرارها على موافقة بغداد، وسط تزايد المخاوف من احتمال حدوث مواجهة بين «الحشد» وتركياً غرب الموصل في الطريق المؤدي إلى سورية، حيث يسيطر الأكراد على جانبي الحدود فيها. وأعلنت أنقرة، أمس، أنها قتلت 17 «داعشياً» بفصف مدفعي شنته على منطقة قريبة من بعشيقة بطلب من الأكراد، مؤكدة أنها تشارك في العمليات، وأن طائراتها مستعدة للتحرك، وهو الأمر الذي نفته بغداد مجدداً.