نظراً إلى التطورات الأخيرة في قواته العسكرية، يملك بوتين أسباباً وجيهة للشعور بالثقة، ففي مؤتمر عقد مؤخراً، قدم وزير الدفاع الروسي تقريراً عن انتهاء التدريبات العسكرية وعمليات التطوير المحددة التي شهدتها فروع الجيش، حيث بدت لائحة الإنجازات مذهلة.

Ad

يبدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واثقاً من دخول روسيا السريع إلى الحرب الأهلية السورية ومواصلة العمليات على الأرض التي تنفذها القوات الجوية الروسية، ففي خطاب ألقاه أخيراً في موسكو خلال احتفالات الذكرى 2000 لمدينة ديربنت بداغستان، جمهورية روسيا الجنوبية في القوقاز التي شهدت حصتها الخاصة من العنف المناهض لروسيا، أعلن بوتين: «لم ينجح أحد حتى اليوم في إخافة الشعب الروسي أو الداغستاني، فمن العبث محاولة القيام بذلك».

وتابع بوتين مستفيضاً: «هدفنا في سورية، وفي أي مكان آخر، محاربة الإرهاب، ونحن مستعدون للتعاون مع كل القوى التي تحارب الإرهاب، بغض النظر عن انتمائها الديني، أما بالنسبة إلى شؤوننا الداخلية، فمازال أمامنا الكثير لننجزه بغية تنمية بلدنا، ونملك في رأيي حالة خاصة وإطاراً خاصاً لهذه التنمية، إذ تسير التطورات بطريقة تجعل حتى مَن أرادوا التدخل في خططنا يساعدوننا اليوم لأننا مرغمون على التركيز على تنميتنا الداخلية، فما كنا في الأمس نشتريه بسهولة بأموال النفط صرنا اليوم نفكر في كيفية إنتاجه، ويتطلب هذا اهتماماً بالعلوم الأساسية والتطبيقية، فضلاً عن صناعة التكنولوجيا العالية».

ونظراً إلى التطورات الأخيرة في قواته العسكرية، يملك بوتين أسباباً وجيهة للشعور بالثقة، فقد عقد مركز التحكم الوطني في وزارة الدفاع الروسية أخيراً مؤتمراً عبر الهاتف بقيادة وزير الدفاع الروسي الجنرال في الجيش سيرغي شويغو، فقدم وزير الدفاع تقريراً عن انتهاء التدريبات العسكرية وعمليات التطوير المحددة التي شهدتها فروع الجيش الروسي، وبدأت لائحة الإنجازات المذهلة هذه مع عرض نتائج تدريبات الثلاثين من أكتوبر في مجال إدارة القوات المسلحة، علماً أن هذا التدريب شمل جنوداً من المقاطعة العسكرية الجنوبية، وقوات أساطيل الشمال والمحيط الهادئ، وأسطول بحر قزوين، وقيادة قوات الصواريخ الاستراتيجية، فضلاً عن الطائرات البعيدة المدى، وقد اختبرت هذه التمارين جودة الاتصال في سلسلة القيادة برمتها، من مركز التحكم الوطني إلى مراكز القيادة والتحكم في الوحدات الميدانية في مختلف أنحاء البلد.

وتابع شويغو بأن كل عناصر القوات النووية الروسية أجرت عمليات إطلاق لصواريخ بالستية وجوالة، مثل إطلاق قوات الصواريخ الإستراتيجية صواريخ توبول بالستية عابرة للقارات من قاعدة بليسيتسك، وسلط وزير الدفاع بعد ذلك الضوء على الضربات التي وجهتها قاذفات القنابل الاستراتيجية من نوع Tu-160 لأهداف على الأرض في موقعي تدريب بمبا وكورا في روسيا.

وعلى نحو مماثل، نفذت عناصر أخرى من القوات الاستراتيجية الروسية تدريباتها الخاصة، فقد أطلقت الغواصات، بما فيها بريانسك في الأسطول الشمالي وبودولسك في أسطول المحيط الهادئ، صواريخ بالستية من مواقع تحت الماء في بحرَي بارنتس وأوخوتسك، وأكد شويغو أن كل الأهداف المحددة أصيبت بدقة.

ويشير هذا التقرير أيضاً إلى أن هناك اهتماماً خاصاً لاستعمال الأسلحة العالية الدقة والطويلة المدى خلال هذا التدريب، فقد ذكر وزير الدفاع الروسي أن الأسلحة العالية الدقة، الطويلة المدى، والموجهة سبق أن أعربت عن قدراتها في القتال خلال الهجمات الأخيرة ضد البنية التحتية لمقاتلي داعش في سورية، مع أن عدداً من الصواريخ الروسية أخفق في إصابة هدفه.

وأضاف شويغو أن وزارة الدفاع قررت في يوليو من هذه السنة تطوير برنامج أهداف فدرالي، الغاية منه تطوير البنية التحتية في منطقة القطب الشمالي وتعزيز أمن الأسلحة النووية، فضلاً عن تحسين شبكة مطارات القوات المسلحة، ولا شك أن تطبيق هذه البرامج سيعزز جاهزية الجيش الروسي للقتال وسيقوي قدرات الدولة الروسية على الدفاع.

صامويل بيندت