شهدت محافظة إب اليمنية أمس اقتتالا داخليا بين عناصر الميليشيات المتمردة على حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.

وأسفرت الاشتباكات، التي اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة إب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، بين عناصر جماعة «أنصار الله» الحوثية من جهة، وعناصر حزب «المؤتمر الشعبي»، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح، عن مقتل 15 من الحوثيين وإصابة 10 بجروح خطيرة.

Ad

وأفادت مصادر بأن الخلافات بدأت بعد رفض عناصر موالية لصالح، من إب، تسليم عناصر تتبع «أنصار الله»، من محافظتي عمران وإب، الجبايات المالية المفروضة على التجار والمسافرين وبائعي القات، بطرق غير شرعية، عند نقطة السحول.

وتطور الأمر إلى اشتباك مسلح، بعدما رفضت عناصر صالح تسليم نقطة التفتيش للمسلحين الحوثيين القادمين من عمران. وأضافت المصادر أن الأوضاع متوترة ومرشحة للانفجار من جديد بعد وصول تعزيزات للطرفين.

تسليم وتحذير

إلى ذلك، اعتصم مئات اليمنيين أمس في صنعاء، التي يسيطر عليها المتمردون، محملين الأمم المتحدة ومبعوثها إسماعيل ولد الشيخ أحمد مسؤولية المشاركة في «قتل اليمنيين» في النزاع منذ 19 شهرا، وطالبوا ولد الشيخ بالرحيل واتهموه بالتعاطف مع السعودية. وتجمع المئات أمام فندق ينزل فيه المبعوث، الموجود حاليا في صنعاء، في مسعى لم يحقق بعد مبتغاه، لإعادة تفعيل الهدنة واستئناف مشاورات السلام بين المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق من جهة، وقوات حكومة الرئيس هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية. ولاحقا غادر المبعوث الدولي صنعاء.

وجاءت التظاهرات بعد يوم من رفض ولد الشيخ لقاء صالح الصماد رئيس «المجلس السياسي» المشكل من قبل الميليشيات. وإعلان الوفد المشترك لـ»أنصار الله» وحزب «المؤتمر» أمس الأول تسلمه خطة أممية للحل الشامل.

وقال الوفد المشترك في بيان، إنه تسلم المقترح من قبل ولد الشيخ أحمد باعتبار أنه حل شامل وكامل يشمل الجوانب السياسية والأمنية وغيرها، ويمثل أرضية للنقاش على طاولة المفاوضات. وأضاف أنه سيبحث المقترح مع القيادة السياسية في صنعاء.

في موازاة ذلك، أكد المبعوث على تسليمه نسخة مطابقة من المقترح لطرف الحكومة اليمنية الموجودة في الرياض، في الساعة نفسها عبر فريقه الموجود هناك.

في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي مما اسماه «شرعنة الانقلاب»، وقال إن أي حل للأزمة اليمنية لا يلتزم بالمرجعيات الثلاث، وهي المبادرة الخليجية وآليتها، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216، ليس إلا شرعنة للانقلاب ولن يحقق السلام.

وكتب المخلافي، على «تويتر»، ان الحكومة اليمنية تنشد السلام وإنهاء الحرب التي أشعلها الانقلابيون، وتحقيق ذلك يستوجب إنهاء الانقلاب وما ترتب عليه وتسليم السلاح وانسحاب الميليشيات، معتبرا أن أي محاولة لإبقاء الميليشيات وسلاحها على أي من أراضي الجمهورية لن تكون مقبولة.

وتأتي تحذيرات المخلافي بعد أن أبدت الحكومة اليمنية عدم تفاؤلها تجاه تصريحات ولد الشيخ، التي قال فيها إنه يعد لخطة سلام جديدة في اليمن، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي «يبدي تساهلا تجاه الحوثيين».

وفي وقت سابق كشفت مصادر عن مضمون خطة الحل التي تتضمن تسمية نائب توافقي لرئيس الجمهورية، وأن يقدم النائب الحالي علي محسن الأحمر استقالته خلال 24 ساعة من توقيع الاتفاق.

وتنص الخطة على تفويض الرئيس هادي جميع صلاحياته لنائبه الجديد، على أن يصدر الأخير قرارا بتشكيل حكومة وحدة وطنية بالتناصف بين الموالين لهادي وحزب «المؤتمر» و»أنصار الله» برئيس توافقي خلال 30 يوما.

في هذه الأثناء، استهدفت مقاتلات ومدفعية تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس مواقع عسكرية يسيطر عليها المتمردون بمحافظتي صنعاء وحجة وريف صنعاء.

إلى ذلك، التقى قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال جوزف فوتل مساء أمس الأول مسؤولين سعوديين في الرياض، في زيارة غير معلنة لتنسيق جهود التعاون بين البلدين في عدة ملفات بينها اليمن.

وشملت لقاءات قائد القيادة الوسطى، التي يعد الشرق الاوسط من ضمن نطاق عملياتها، ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان.

في سياق آخر، نفى المتحدث باسم التحالف اللواء أحمد عسيري قيام التحالف بفرض حصار على اليمن، وقال، إن التحالف يتولى مراقبة الأجواء والمياه اليمنية بطلب من الحكومة الشرعية لمنع تهريب السلاح إلى المتمردين.

في سياق منفصل، توفي واصيب ما لا يقل عن 50 شخصا يعتقد أن غالبيتهم من اليمنيين في حادث مروري مروع وقع في عقبة ضلع بأبها التابعة لمنطقة عسير جنوب السعودية.