نفت المعارضة الفنزويلية، أمس الأول، بدء حوار مع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو للتخفيف من حدة الأزمة السياسية في البلاد، بعدما أعلن ذلك مبعوث البابا فرنسيس.

ويهدف اقتراح الحكومة الى تهدئة التوتر، بعدما اتهمت المعارضة الرئيس الشعبوي الاشتراكي بالقيام بـ "انقلاب"، عبر تعليق إجراءات للتوصل الى استفتاء حول إقالته. لكن المعارضة رأت أن مادورو استبق المحادثات قبل الاتفاق على بنودها.

Ad

وتشهد فنزويلا حالة غليان بعد أشهر من التوتر تخللتها أعمال شغب ونهب، وخصوصا بعدما أثارت السلطات غضب المعارضة بإرجائها إجراءات من أجل تنظيم استفتاء لإقالة الرئيس.

وحاولت مؤسسات الدولة الموالية لنظام مادورو عرقلة الاستفتاء، لكن المعارضة أمنت كافة الشروط الدستورية لإجراء الخطوة، ما دفع بالمجلس الوطني الانتخابي، الموالي للنظام، إلى الإعلان مساء الخميس الماضي إرجاء "الإجراءات المقررة الأسبوع المقبل لجمع التواقيع" إلى أجل غير مسمى.

وكانت هذه الإجراءات المرحلة الأخيرة لمعارضة يمين الوسط المجتمعة في تحالف "طاولة الوحدة الديمقراطية" وتشكل أغلبية في البرلمان، قبل أن تتمكن من تنظيم استفتاء لإقالة مادورو خليفة الرئيس الراحل هوغو شافيز.

واتهم البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة المؤسسات الموالية لمادورو بالقيام بـ "انقلاب"، عبر تعليق إجراءات الاستفتاء ودعت الفنزويليين الى الدفاع "الفعلي" عن الدستور.

وعقد البابا اجتماعا على انفراد مع مادورو في الفاتيكان الاثنين الماضي. وقال الرئيس الفنزويلي بعد ذلك إن البابا فرانسيس يدعم "فتح حوار رسمي" بين الحكومة والمعارضة.

بعد ذلك، أعلن إميل بول تشيريغ، موفد البابا الى فنزويلا، أن "الحوار الوطني بدأ" بلقاء أول بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة بهدف "الاتفاق على الشروط التي ستتيح عقد اجتماع موسع" في جزيرة مارغاريتا (شمال البلاد) في الثلاثين من الجاري.

لكن تحالف المعارضة في "طاولة الوحدة الديمقراطية"، أكد في وقت لاحق أنه لم يوافق على هذه الشروط، مع أنه رحب بجهود الفاتيكان للمساعدة على تسوية الأزمة.

وقال انريكي كابريليس (أحد قادة المعارضة) في إعلان على شبكة التواصل الاجتماعي "بيريسكوب" أمس الأول: "أي حوار؟ في فنزويلا لم يبدأ أي حوار".

وأضاف ان معسكر مادورو "يحاول استغلال حسن نية البابا فرنسيس وموفد الفاتيكان".

وقال تحالف "الوحدة الديمقراطية" إنه سيشارك في مفاوضات إذا حققت الحكومة عدة شروط بينها احترام الحق في تنظيم استفتاء والإفراج عن سجناء سياسيين. وقالت المعارضة ايضا إنها لا تعتبر هذا الاتصال القصير بين تحالف المعارضة والحكومة بداية رسمية لحوار، مشددة على أن أي محادثات يجب أن تجري في كراكاس.

ونفى النائب لويس فلوريدو القيادي في حزب "الإرادة الشعبية" الذي أسسه المعارض ليوبولدو لوبيز المسجون حاليا، بدء حوار وطني.

ومع تعليق إجراءات الاستفتاء حول إقالة مادورو، تدرس المعارضة كل الوسائل للتوصل الى رحيل مبكر للوريث السياسي للرئيس الراحل هوغو تشافيز (1999-2013) الذي انتخب في 2013 وتنتهي ولايته في 2019.