لم تكن عائدات السندات منخفضة بهذا الشكل من قبل، في حين تحولت إلى النطاق السالب في كثير من بلدان العالم، فهل من الممكن أن تنخفض بشكل أكبر؟ وماذا سيحدث إذا تحولت إلى الارتفاع مرة أخرى؟وبحسب تقرير لـ«فاينانشال تايمز»، فإن أسعار السندات قد تستمر في الصعود لتدفع العائدات نحو مزيد من التراجع، بينما إذا حدث عكس ذلك قد يتسبب في كارثة نظامية، فما الأسباب وراء هذا الانخفاض؟
1- عوامل اقتصادية
• هبوط عائدات السندات مدفوع من الاقتصاد الكلي، وبدأ ذلك من ثمانينيات القرن الماضي، عندما رفع مجلس الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة بقوة مع وعود بالتزامه بتحقيق مستهدف التضخم.• توقعات التضخم المنخفض غذت مباشرة انخفاض عوائد السندات، ومع تراجع التضخم واصلت عائدات السندات هبوطها، وأصبح الاتجاه الهابط لأسعار السندات الأميركية أحد أبرز الظواهر وأكثرها استمراراً في مجال التمويل.• انخفاض معدل التضخم في ظل تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي يتسبب في قلق البعض ممن يؤمنون بأن تراجع العائدات يكون بسبب عوامل اقتصادية، وأن يضع عبء الديون الاقتصاد في حالة ركود.• في مثل هذه الظروف تحافظ الأموال على قيمتها، وتقل الاستثمارات البديلة لتراجع النمو، ويصبح المستثمرون أكثر إقبالاً على السندات ما يدفع العائدات إلى التراجع، لذا يكمن الحل في محاولة تحفيز النمو وزيادة التضخم مجدداً.2- سياسات نقدية
• هناك نظرية شهيرة جداً تلقي باللوم على السياسات النقدية للبنوك المركزية على وجه التحديد، لخفضها أسعار الفائدة قرب مستوى صفر في المئة، في محاولة لدفع التضخم عن طريق شراء السندات، وهي سياسة تعرف باسم التيسير الكمي.• الغرض واضح من هذه السياسة، وهو خفض العائدات، ورغم توقف «الفدرالي» عن شراء المزيد من السندات منذ عامين، ومواصلة بنك اليابان والمركزي الأوروبي شراء السندات بقوة إلا أن عوائد السندات الأميركية انخفضت.• على المدى القصير، أسهمت البنوك المركزية في تخفيض أسعار العائدات على السندات، لكن ظاهرة تراجع العائدات تسبق الأزمة المالية العالمية حتى الآن.3- عوامل ديمغرافية
• ارتفعت أعمار السكان في الدول المتقدمة وتراجعت معدلات المواليد وبات تعداد العاملين في انخفاض مطرد، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو بالتالي تراجع أسعار الفائدة، وفي الوقت نفسه يدعم أصحاب المعاشات الاستثمار في السندات.• أشار تقرير صادر عن «الفدرالي» إلى أن التحولات الديمغرافية في الولايات المتحدة وحدها، تفسر انخفاضاً قدره 1.25 نقطة مئوية في معدل النمو بالاقتصاد الأميركي منذ عام 1980.• هناك أمر آخر فني معقد بخصوص صناديق التقاعد، التي وضعت تحت ضغط كبير بسبب ارتفاع معدلات الأعمار، مما أجبر السلطات في العديد من الدول على السماح للصناديق بشراء المزيد من السندات.• شراء المزيد من السندات لدعم مصادر دخل صناديق التقاعد، يعني ارتفاع أسعار هذه السندات وبالتبعية انخفاض عائداتها.