أنقرة تهدد «الحشد»... و10 آلاف نزحوا من الموصل
• «البيشمركة» تواصل التقدم في بعشيقة و«داعش» يقاوم بشراسة على المحور الجنوبي
• الجبوري يدين هدم منازل عربية في كركوك... والمالكي يرفض استهداف مكون معيّن
لايزال الموقف التركي متشدداً تجاه العراق، خصوصاً عقب إعلان مشاركة الحشد الشعبي في المحور الغربي من مدينة الموصل، ليمنع هروب عناصر «داعش» إلى تركيا، في حين وصل رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إلى كركوك للوقوف على التطهير العرقي، الذي يتعرض له عرب هذه المدينة من قوات البيشمركة الكردية.
في مؤشر إضافي إلى احتمال وقوع مواجهة بين تركيا والعراق، هدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، بأن بلاده ستتخذ إجراءات في حال تشكيل قوات "الحشد الشعبي"، التي توجهت إلى مدينة تلعفر غربي الموصل، خطراً على أمن بلاده.وتلعفر هي مدينة تسكنها غالبية تركمانية، وينتمي غالبية التركمان إلى الطائفة السنية، وهناك أقلية تركمانية شيعية، تعرضت للتهجير بعد سيطرة "داعش" على المدينة عام 2014. وقال جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مع نظيره السوداني في أنقرة: "إننا مصممون على حماية حقوق أشقائنا التركمان بتلعفر، ونحن قادرون على ذلك، لاسيما أننا لم نتركهم يوماً، وفي حال تعرضهم لهجمات فلن نقف غير مبالين".
وشدد على أن "الحشد الشعبي يتحرك بدافع الانتقام، وينوي شن هجمات بدعم وتحريض من بعض الدول والمجموعات على مناطق سنية أخرى".ودعا الوزير التركي إلى "التخطيط جيداً في مكافحة تنظيم داعش وما بعده"، مؤكداً ضرورة "استخدام القوات المحلية، وعدم المساس بالتركيبة المذهبية والعرقية للموصل وتلعفر".
الحشد يستعد
ووصل الآلاف من مقاتلي "الحشد الشعبي" إلى محور غرب مدينة الموصل استعداداً للمشاركة في المعارك الجارية ضد مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي.وكانت "الجريدة" ذكرت أمس الأول، أن قوات منظمة بدر بدأت بالفعل التجمع في منطقة جنوب غربي الموصل، بالتزامن مع كشف حركة "عصائب أهل الحق" الشيعية عن تكليف الحشد بتحرير تلعفر وتسلّم المحور الغربي لمنع مقاتلي "داعش" من التنقل من سورية وإليها، باتجاه الموصل. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، أمس، أن انطلاق محور الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل ستكون خلال الأيام المقبلة.وقال المتحدث بإسم القيادة العميد يحيى رسول، إن "الأيام المقبلة ستشهد انطلاق محور مهم وهو محور أبطال الحشد الشعبي"، مشيراً الى أن "هذا المحور ستكون له كلمة في عملية مساندة القوات المسلحة وأيضاً بعملية تحرير الموصل".وأضاف رسول: "لدينا معلومات استخبارية واستطلاع جوي مستمر، وأي محاولة لقطعات عناصر التنظيم بالهرب سيتم التعامل معها من قبل القوة الجوية"، لافتاً إلى أن "مصير تلك القطعات سيكون كمصير الأرتال التي حاولت سابقاً الهرب من مناطق وجودها خلال عملية تحرير الفلوجة باتجاه الصحراء، والتي تمت إبادتها بشكل تام".الموصل
وواصل مقاتلو "داعش" أمس، دفاعهم الشرس عن المداخل الجنوبية لمدينة الموصل، وصمدوا في وجه الجنود العراقيين في الجبهة الجنوبية، وأجبروا وحدة خاصة بالجيش شرقي المدينة على وقف تقدمها السريع.ومع دخول عملية الموصل يومها العاشر تحاول وحدات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية طرد المتشددين من القرى في منطقة الشورة على بعد 30 كيلومتراً جنوبي الموصل ثاني كبرى مدن العراق.واقتربت جبهات القتال في مناطق أخرى من مشارف الموصل آخر معقل كبير تحت سيطرة المتشددين في العراق منذ احتلوها في 2014.وأوقفت وحدة الجيش الخاصة، التي تحركت من الشرق تقدمها في حين اقتربت من المناطق المحصنة في انتظار باقي القوات المهاجمة.وقال الميجر كريس باركر، وهو متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في قاعدة القيارة الجوية جنوبي الموصل، وهي مركز الحملة "في الوقت الذي تقترب فيه القوات العراقية من الموصل نرى أن مقاومة داعش تزداد قوة".إلى ذلك، أفاد مصدر في قوات البيشمركة الكردية أمس، بأن قواتهم تواصل تقدمها في محور بعشيقة شمال شرق الموصل.وقال المصدر، إن "قوات البيشمركة تمكنت من إحكام سيطرتها على قرية ديريك "، موضحاً، أن "مسلحي داعش قاموا بإنزال أعلام التنظيم في قرية الفاضلية المحاصرة في مؤشر على انسحاب المسلحين من القرية ذات المساحة الكبيرة إلى مناطق أخرى".نازحون
وقالت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، إن المعارك أجبرت نحو 10600 شخص على الهرب من منازلهم. وقالت ليز غراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، إن من المحتمل حدوث نزوح جماعي ربما خلال الأيام القليلة المقبلة.من ناحيتها، كشفت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أمس، عن أن آخر إحصائية لها للنازحين من الأقضية والنواحي والقرى التابعة لمحافظة نينوى منذ انطلاق عمليات تحريرها بلغت نحو 9800 نازح بواقع 1670 عائلة نازحة.وقال وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف، إن بغداد استقبلت أكثر من 3300 نازح، في أكبر موجة نزوح منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادة الموصل من "داعش".عرب كركوك
وبعد تحذير زعيم ائتلاف "العربية" صالح المطلك امس الأول، من عمليات تهجير ضد العرب في محافظة كركوك، عادّا إياها "تطهيراً عرقياً" يستوجب محاكمة دولية، وتحضير الأمم المتحدة من عقاب جماعي للعرب إثر الهجوم المفاجئ، الذي شنه داعش على المحافظة قبل أيام، أعلن نائب محافظ كركوك راكان الجبوري، أن 170 دارة عربية في المحافظة تعرضت للهدم، مبيناً أن لجنة تحقيق ستتولى معرفة الملابسات. وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري، الذي زار كركوك أمس، أن "عمليات هدم المنازل وطرد الأسر، التي شهدتها بعض المناطق بالمحافظة غير مرضية ولا يمكن القبول بها"، مثمناً "وقفة أبناء كركوك بكل أطيافهم ومكوناتهم بوجه الهجمة الإرهابية الأخيرة التي شهدتها المحافظة وتعاونهم المثمر مع الأجهزة الأمنية فيها".بدوره، دخل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أمس، على خط الأزمة، معتبراً إن "تحميل مكون ما مسؤولية الخروقات الأمنية في كركوك هو أمر بالغ الخطورة"، مبيناً أنه "يهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي ووحدة البلاد".وأضاف المالكي، أن "العمل يقتضي إشراك المكونات والتفاهم معها بواقعية وحرص واحترام الحقوق وليس تحميلها مسؤولية كل ما يحصل".وتسكن غالبية كردية في كركوك المتنازع عليها كما تسكنها أقلية تركمانية شيعية وأقلية عربية سنية. ويسيطر حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني على كركوك. وهذا الحزب مقرب تاريخياً من إيران.العبادي والرطبة
في سياق متصل، أعلن قائممقام قضاء الرطبة في محافظة الأنبار عماد الدليمي أمس، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي أمر بإبقاء أهالي الرطبة في مناطقهم .وقال الدليمي، إن "القوات الأمنية الموجودة في الرطبة أرادت أن تخلي المدينة من السكان لغرض تطهيرها وتفتيشها ومن ثم تدقيق الأسر وإعادتهم إليها"، مضيفاً: "بعد مناشداتنا لرئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أمر بإبقاء أهالي مدينة الرطبة، بمناطقهم وتفتيشهم وتدقيقهم بالمدينة".الأكراد يرفضون حظر الكحول
أكد مسؤولون في إقليم كردستان العراق أمس، رفضهم قرار البرلمان العراقي حظر استيراد وبيع وتناول المشروبات الكحولية.وقال عضو اللجنة القانونية في برلمان كردستان العراق فرست صوفي، "نحن لا نعترف بمثل هذه القوانين، لأنها تدخل في باب تضييق الحريات على المواطنين".من جانبه، اعتبر وزير الثقافة في حكومة الإقليم خالد دوسكي، أن "القرار ضد الديمقراطية وتقييد للحريات الشخصية".وفي عين كاوة ، البلدة المسيحية المجاورة لأربيل عاصمة إقليم كردستان، قال باسل حنا، الذي يملك محلاً لبيع المشروبات الكحولية: "على الحكومة العراقية الاهتمام بأوضاع الشعب وتحسين ظروفه وإخراجه من الفقر وليس إصدار قرارات لا تخدم أحداً".وأكد حنا أنه "في أي حال فقد حصلنا على موافقة حكومة الإقليم، ونمارس عملنا بشكل اعتيادي".
العبادي يأمر بإبقاء أهالي الرطبة في مناطقهم وقت تفتيش المدينة بعد انتقادات