هاني سويلم لـ الجريدة•: تحلية مياه البحر مسألة حياة أو موت

أستاذ التنمية في جامعة «آخن» الألمانية: منظومة التعليم مهملة منذ عقود

نشر في 27-10-2016
آخر تحديث 27-10-2016 | 00:00
No Image Caption
قال أستاذ التنمية المستدامة وإدارة المياه في جامعة «آخن» الألمانية هاني سويلم، إن «تحلية مياه البحر مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى المصريين، بعد دخولها مرحلة الندرة المائية»، وأكد المدير التنفيذي لوحدة «اليونسكو للتغيرات المناخية وإدارة المياه» بالجامعة ذاتها، في مقابلة لـ«الجريدة»، أن تحلية المياه هي الحل لتفادي الأزمة المائية التي ستحدث خلال 6 سنوات... وفيما يلي نص الحوار:
• حدثنا عن مشروعكم لتحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية؟

- هذه التجربة قمنا بها بالتعاون مع جامعة «آخن» الألمانية والجامعة الأميركية بالقاهرة، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ونسعى إلى تحلية مياه البحر لاستخدامها في الزراعة بأسعار منخفضة، لأن التحلية موضوع حياة أو موت، بسبب الزيادة السكانية، والتوسع في استصلاح الأراضي الصحراوية، ومشكلة التحلية الوحيدة تتمثل في ارتفاع سعر الطاقة، فلو استطعنا التوصل إلى تكنولوجيا جديدة لأدى ذلك إلى تقديم تحلية منخفضة التكلفة.

• هل دخلت مصر مرحلة الندرة المائية؟

- نحن لدينا ندرة في المياه بالفعل، وبعد 6 سنوات على الأكثر الأزمة ستزيد، وتأخرنا كثيراً في اعتماد سياسة التحلية، خصوصاً أن لدينا البحرين المتوسط والأحمر، ولم نستفد منهما، ومصر تستهلك نحو 85 في المئة من مياهها العذبة في الزراعة، والجزء المتبقي للشرب والصناعة، لذلك لو تم حل مشكلة الري ستُحل مشكلة المياه للأبد، والحل الوحيد يكمن في الاعتماد على تحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية.

• كيف تقيم المنظومة التعليمية في مصر؟

- مهملة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، فالمدرس لا يتلقى التدريب المناسب الذي يجعله يطور من ذاته، وانحصر التعليم في التلقين والحفظ، كما أن زيادة عدد التلاميذ مقارنة بعدد الفصول أدى إلى تكدسهم، وجعل مهمة المدرس صعبة، خصوصاً في ظل تدني راتب الأخير، مما ساعد على انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية.

• ما تقييمك لخطوات الحكومة المصرية لتطوير التعليم؟

- في مصر، كما في العديد من الدول العربية، عندما نتحدث عن تطوير التعليم نقصد دائماً تطوير المنهج التعليمي أو الكتاب المدرسي، على اعتبار أن هذا هو محور التطور، لكن المعلم هو كلمة السر، ولا يمكن أن تكون قلة الإمكانات المادية الشماعة التي نعلق عليها إخفاقنا، فالكثير من الدول التي طورت منظومتها التعليمية كانت أفقر منا بكثير.

• هل هناك خطة يمكن تطوير التعليم من خلالها؟

- تطوير التعليم يبدأ دائماً بتحديد رؤية لمستقبل الدولة هل هي دولة صناعية، أو زراعية، أو تجارية، أو سياحية، أو خليط بين كل هذا، ومصر حددت رؤيتها وهي التنمية المستدامة 2030، وعلينا أن نحدد خريطة المهارات، وهذه الخريطة تحدد المطلوب في كل منطقة مصرية على حسب مستقبلها التنموي، فمثلاً منطقة القنال نحتاج فيها إلى عمالة ماهرة لإدارة الحاويات وخدمة السفن، وفي الجنوب مطلوب مهارات خاصة بكل ما تحتاج إليه السياحة، وفي دمياط عمالة ماهرة لصناعة الأثاث، وبناء على هذه المهارات المطلوبة يتم إعداد وتطوير المناهج في المدارس والجامعات والمعاهد الفنية.

• ماذا عن مشروعكم للتعليم من أجل التنمية المستدامة؟

- مشروعنا بكل بساطة يتلخص في التركيز على طرق التدريس، ورفع كفاءة ومهارة المعلم، لتوصيل المعلومة للطفل بدون تلقين وحفظ، وبدأنا بدراسة المناهج المصرية في التعليم الحكومي للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، وتم صرف مليون ونصف المليون يورو، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وإعداد طرق تدريس للمناهج المصرية، تتلاءم مع ظروفنا، وقمنا بإنشاء مراكز تدريب للمدرسين على الطرق الجديدة المقترحة، وتم إعداد المدربين من الجامعات المصرية في دول أوروبية مثل ألمانيا والنمسا، وقمنا بتطبيق هذه التجربة في أفقر المدارس في منطقة الوراق العشوائية بمحافظة الجيزة (غربي العاصمة المصرية) لاختبار مدى ملاءمة التجربة.

back to top