توليت رئاسة المهرجان القومي للسينما للعام الرابع. ما الجديد الذي حرصت على تقديمه؟
توليت رئاسة المهرجان بعد فترة توقّف وحرصت على إعادته إلى ما كان عليه، لا سيما مشاركة أبرز الأفلام الأخيرة فيه، فضلاً عن مجموعة كبيرة من الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية، ما يساعد المواهب الشابة في الحضور. هذا العام، عرضنا 71 فيلماً متنوعاً ونظمنا ندوات يومية لصانعيها تزامناً مع العروض، ما شكّل فرصة جيدة لتعريف الجمهور بهم وبأعمالهم.هل يؤثر ضعف الجوائز في تقدم المنتجين بأعمالهم؟ضاعفت وزارة الثقافة المصرية جوائز الفائزين في وقت سابق، وكان ذلك آخر قرار بالزيادة المالية للجوائز. أعتقد أن من الصعب تعزيزها في ظل الأوضاع الراهنة اقتصادياً ودعوات ترشيد النفقات، لا سيما أن جزءاً رئيساً من ميزانية المهرجان مخصص للتنظيم ومطبوعات تصدر عن المكرمين بكل دورة.كيف تعالجون مشكلة اختيار أعضاء لجنة التحكيم؟نراعي الدقة في اختيار أعضاء لجنة التحكيم، وعلى أن تتضمّن ممثلين عن العناصر الفنية كافة، فلأول مرة هذا العام يشارك فيها منتج فني مثل الدكتور إبراهيم المنشد، كذلك حرصنا على أن تأتي الاختيارات بعيدة عن الفنانين الذين يشاركون في المسابقة توخياً لأية شبهة بالمجاملة، وكي يكون التنافس حقيقياً على الجوائز. عموماً، أعتقد أن لجنة التحكيم شهدت مناقشات ثرية بين الأعضاء قبل إعلان الجوائز، ما يؤكد أننا لم نجامل أحداً، وأن الأمر خاضع للمعايير الفنية فحسب.ما آليات اختيار المكرمين في المهرجان؟يخضع اختيار المكرمين لمعايير عدة، ووضعت قواعد أساسية في الاختيار لكل دورة، أبرزها أن لا يكون المكرّم حصل على تكريم سابق من المهرجان عن مسيرته الفنية، وأن يتناسب تاريخه الفني وخطوة اختياره للتكريم، وأن يتوافر تنوع في المكرمين فلا يكون جميعهم من الممثلين أو المخرجين، لأن الصناعة مشتركة ولتكريم من يقفون خلف الكاميرا مذاق مختلف.
تساؤلات
ثمة انتقادات لغياب النجوم عن حضور المهرجان؟لست مسؤولاً عن هذا الغياب، فإدارة المهرجان توجه دعوات إلى الفنانين للحضور، لكن لا يمكننا سؤالهم عن سبب غيابهم. للحقيقة، أشعر بضيق من عدم الاهتمام بالحضور لأن المهرجان يحتفي بالسينما وعلى فنانيها المشاركة في هذا الاحتفاء، لكن للأسف يحدث عكس ذلك.ما سبب غيابك عن الإخراج؟انشغلت فترة بالعمل العام، ما استغرق وقتاً ومجهوداً كبيرين، وأخيراً انتهيت من تصوير «أوغسطينيوس ابن دموعها» بإنتاج فرنسي تونسي جزائري مشترك. تدور الأحداث حول الفيلسوف أوغسطينيوس، مؤسس الفلسفة الغربية الحديثة الذي ولد في الجزائر وتعلّم في تونس. ويُنظم عرضه على هامش الدورة المقبلة من «مهرجان قرطاج السينمائي»، ففرصة جيدة أن يعرض للمرة الأولى في مهرجان عربي مهم.مهرجان شرم الشيخ
ماذا عن ترؤسك مهرجان شرم الشيخ؟لا تزال تحضيرات المهرجان في بدايتها. أتمنى أن أتمكن من تشكيل هوية خاصة بالمهرجان ليتميز عن أية مهرجانات سينمائية أخرى تقام في مصر. سنطلق الدورة الأولى منه ولن تكون الدورة الرابعة من مهرجان الأقصر لأننا نرغب في شخصية مختلفة له تناسب مدينة شرم الشيخ.يهتم المهرجان بالسينما العربية والأوروبية، وستحمل الدورة الأولى شعار «اعرفني كي تقبلني»، والهدف منها تقبل الآخر وتفهم ثقافة الحوار التي تمكننا من التعايش المشترك بشكل سلمي.هل حددتم الأعمال المشاركة في المهرجان؟لم نستقر بعد على عدد الأفلام المشاركة أو التفاصيل الكاملة للدورة الجديدة، ولكن نسعى لأن تكون مؤثرة في المهرجانات السينمائية المصرية مع دعوة نجوم عالميين للحضور. عموماً، لا يزال الوقت مبكراً للإعلان عن أية تفاصيل، خصوصاً أن المهرجان سينعقد خلال شهر مارس المقبل.شاركت في عضوية إحدى اللجان التي تشكلت بعد الثورة لتوفير دعم من الدولة للسينما، كيف ترى هذه اللجان؟المؤكد أن الدولة المصرية أصبحت تدرك قيمة الفن والفنانين، لكن النوايا الطيبة والقناعة بقيمة الفن لا تكفيان لتقديم أعمال يمكن أن تحصل على الدعم. برأيي، ثمة أزمات أكثر تعقيداً في الإجراءات وآليات التنفيذ تعيق تحويل الأفكار الجيدة إلى محاولات جادة على أرض الواقع، وهو أمر مرتبط بوجود مصالح خاصة لدى البعض، وتغير الحكومات بشكل متعاقب، فضلاً عن أن الأزمة التي تواجه التنفيذ هي آلية اختيار الأفلام التي سيوجه إليها الدعم والأبطال المرشحين لها، وغيرها من أمور تحتاج إلى حرص في التعامل معها.دعم السينما
يتحدث المخرج سمير سيف حول دعم السينما المصرية، فيقول: «لا بد من تشكيل صندوق دعم السينما واختصار اللجان التي تبحث في هذا الأمر في لجنة واحدة تقرر الأفلام التي سيتم إنتاجها».ويتمنى رئيس المهرجان القومي للسينما «توافر خطوات على أرض الواقع خلال الفترة المقبلة في هذا الشأن، خصوصاً أن دعم الأفلام سيؤدي إلى زيادتها ومنح فرص للمواهب الشابة لن تتوافر إلا عبر دعم الدولة».