في الموسم السينمائي المصري الأخير...

النجوم يحتلّون دور المؤلف

نشر في 28-10-2016
آخر تحديث 28-10-2016 | 00:00
أكثر من نصف الأفلام التي عرضت في موسم «عيد الأضحى» في مصر (أربعة أفلام من ستة) كتبها النجوم، فمنهم من قدّمها للسينما بنفسه ومنهم من كتبها لزملائه. في السطور التالية نتعرّف إلى هذه الأعمال وإلى جدوى اهتمام النجوم بكتابة الأفلام، وهل يجاملون نفسهم بذلك على حساب زملائهم.
كتب الممثل أحمد فهمي فكرة فيلمه الذي يُعرض راهناً في السينما «كلب بلدي». تدور قصته حول الشاب «روكي» الذي تربى مع كلبة تدعى «فريسكا» رضع من حليبها بعدما تخلّت عنه والدته، ما أدى إلى اكتسابه مقومات خاصة بالكلاب، مثل الشم والانقضاض على الخصوم، ساعدته في المشاركة في عمليات سرقة.

شارك أيضاً في كتابة الفيلم شريف نجيب، فيما تولى البطولة كل من أكرم حسني، وأحمد فتحي، وبيومي فؤاد، ومحمد ثروت، ومحمد سلام، وندى موسى، وحمدي الميرغني، وويزو. وتصدى للإخراج معتز التوني.

في هذا السياق، أوضح فهمي أنه منذ أن دخل بمشاركة زميليه هشام ماجد وشيكو الساحة الفنية، قبل انفصالهم فنياً، يتولون كتابة أفلامهم بنفسهم، مشيراً إلى أنه تولى هذا الموسم كتابة «كلب بلدي» بمفرده، لكنه أرسل السيناريو إلى زميليه كي يقرآه ليتفادوا من ثم أي تشابه بين سيناريو «كلب بلدي» و»حملة فريزز» من بطولة هشام وشيكو، خصوصاً أن طريقة كتابتهم قد تتشابه بحكم صداقتهم وبداياتهم الأولى في الفن مع بعضهم بعضاً.

كتب فيلم «حملة فريزر» نجما العمل شيكو وهشام ماجد. تدور أحداثه حول تبدّل الحالة المناخية لمصر لتتحول إلى صقيع تام، وتقرر مجموعة من ضباط المخابرات السفر إلى إيطاليا في مهمة للحصول على جهاز بإمكانه إيقاف هذه الحالة، منتحلين هويات فريق عمل سينمائي. يشارك في البطولة كل من بدرية طلبة، وبيومي فؤاد، وأحمد فتحي، ونسرين أمين، وتولى الإخراج سامح عبد العزيز.

لم يتوقف الأمر عند كتابة النجوم الأفلام لأنفسهم، بل وصل إلى حد أنهم يؤلفون لزملائهم، كما في «عشان خارجين». كتب الفكرة كل من شيكو وهشام ماجد، والحوار فادي أبو السعود، وتولى الإخراج خالد الحلفاوي. أما البطولة فتصدى لها حسن الرداد إلى جانب إيمي سمير غانم، وبيومي فؤاد، وطاهر أبو ليلة، وحنان سليمان، ومحمد علي رزق، ومصطفى محمود، وعدد من ضيوف الشرف، من بينهم نسرين أمين ومراد مكرم وضياء المرغني وأيمن منصور.

النجم محمد رجب شارك أيضاً في كتابة فيلمه «صابر جوجل» إلى جانب المؤلف محمد سمير مبروك. تدور القصة حول صابر علي الطماني (محمد رجب)، رجل بارع في التعامل مع التكنولوجيا والاتصالات، لذا يطلق عليه الجميع اسم «صابر جوجل»، وتظهر براعته في عالم كامل من الصفقات المشبوهة وغير الشرعية مع رجال اﻷعمال.

«صابر جوجل» من إخراج محمد حمدي، وشارك في بطولته كل من راندا البحيري، ولطفي لبيب، ومحمد مرزبان، وعلاء زينهم، ونادر نور الدين، ونور الكاديكي.

في هذا السياق، أكد رجب أن مشاركته في كتابة «صابر جوجل» ليست التجربة الأولى له، بل له مشاركات سابقة سواء ذُكر اسمه أو لا، مشيراً إلى أن الفنان تخطر في باله أحياناً فكرة أو شخصية معينة يريد أداءها فيلجأ إلى كتابتها بنفسه للتعبير عنها بشكل كامل. ويشير إلى أنه عندما تتاح له الظروف وتأتيه فكرة معينة يتحوّل إلى كاتب سيناريو فوراً.

تابع رجب: «كتابتي فكرة أي عمل أشارك فيه، لا تعني أبداً أنني أجامل نفسي على حساب زملائي، أو أجعل مساحة دوري أكبر، أو أسحب الأحداث في اتجاهي، ما يظلم باقي الممثلين»، موضحاً أنه عندما يكون هو نفسه مؤلف الفيلم فإنه في هذه الحالة يتجرّد من كونه ممثلاً أو النجم ويركز في الأحداث وتفاصيل السيناريو.

رأي النقد

أكد الناقد السينمائي محمود قاسم أن الوسط الفني منذ زمن بعيد يعتمد على الفنان المؤلف أحياناً، مشيراً إلى أن نجوم العصر الذهبي للسينما كانوا يقومون بذلك أيضاً، وشدّد على ضرورة أن يكون الممثل مؤهلاً وموهوباً قبل خوض تجربة التأليف كي لا يصيبه أي ضرر بسبب هذه المغامرة.

قال قاسم: «يشارك نجوم في كتابة أعمالهم ويضعون الأفكار ولا يكتبون أسماءهم على الملصق»، موضحاً أن غالبية الفنانين لا يتعاملون إلا مع مؤلفين ومخرجين محددين كي يقدموا لهم أعمالاً «على مقاسهم»، ما يدل على أن ثمة نجوماً حريصون على كتابة أدوارهم بنفسهم حتى إن لم تذكر أسماؤهم على الملصق.

الناقد كمال القاضي رأى أن ثمة نجوماً انتهوا فنياً بسبب إصرارهم على كتابة أعمالهم بنفسهم أو التدخل في السيناريو بشكل فج، لأن هذه الخطوة بمثابة سلاح ذي حدين، محذراً من أن أكبر ضرّر من هذا الاتجاه تكرار الفنان الأفكار نفسها و«الإفيهات» عينها، خصوصاً عندما يكون غير موهوب في الكتابة وليست لديه أي أفكار جديدة، فيملّ منه الجمهور ومن أدواره وشكله المعتاد.

الفانتازيا سمة غالبة

أكد النجم هشام ماجد أن اتجاهه إلى كتابة أفكار أفلامه تجعله ملماً بتفاصيل العمل كافة، ما ينعكس على تقمصه الدور جيداً وتقديم الشخصيات بشكل مرضٍ نظراً إلى أنه يستوعب الفكرة منذ بدايتها، موضحاً أن الفانتازيا هي السمة الغالبة على كتابته هو وزميليه، شيكو وفهمي، وأضاف: «أصبحنا معروفين بهذه النوعية من الأعمال التي لن نتركها إلا عندما نشعر بأن الجمهور ملّ منها».

back to top