بلورت المؤسسات اليمنية الحكومية موقفاً موحداً برفض خطة مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، التي طرحها قبل يومين على طرفي الصراع.وأصدرت رئاسة هيئة الأركان بالقوات الحكومية أمس، بياناً رفضت فيه ضمنياً خطة ولد الشيخ، وقالت إنها لن تسمح بـ"ذهاب دماء أبنائنا هدراً".
وأعلنت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تأييدهما لما خرج به اجتماع رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي مع مستشاريه بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن صالح، ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر بالتمسك بالثوابت الوطنية، وأن أي سلام لا يتحقق إلا وفق المرجعيات الأساسية، وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر "الحوار الوطني" الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216.وأكدت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة في بيان، اطلع عليه موقع مأرب برس، أن القوات المسلحة والمقاومة الشعبية لن تسمحا بذهاب دماء أبنائهما هدراً، واللتين ضحتا بخيرتهم في سبيل التصدي للانقلاب وإعادة الشرعية وتحرير كل جزء من تراب هذا الوطن لإنهاء التمرد وكل ما يترتب عليه.وفي وقت سابق، قال هادي، مساء أمس الأول، إن أي أفكار تطرح للحل وتتنافى مع أسس ومرجعيات المفاوضات مرفوضة جملة وتفصيلاً.وأضاف هادي، خلال اجتماعه مع مستشاريه بالعاصمة السعودية الرياض: "إننا دعاة سلام وسنظل كذلك على الأسس والمرجعيات الوطنية والعربية والأممية".في موازاة ذلك، أصدر الحراك الوطني الجنوبي الموالي للشرعية والتحالف العربي، الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية بياناً وصف فيه مبادرة ولد الشيخ بـ"المؤامرة"، التي تسعى إلى تحقيق مكاسب للميليشيات الانقلابية.
ترحيب إماراتي
وبينما لم يصدر أي موقف رسمي من قبل الرياض تجاه المبادرة الجديدة، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، إن بلاده تدعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن.ورأى قرقاش على "تويتر"، أن "خطة الطريق تمثل حلاً سياسياً للأزمة اليمنية، والهدف من الحل السياسي تغليب مصلحة اليمن واستقرار المنطقة".وأضاف أن جهود الأمم المتحدة فرصة للعودة إلى المسار السياسي بين اليمنيين، محذراً من أن الخيارات البديلة مظلمة.قبول حوثي
وعلى الرغم من إظهار طرفي الصراع في اليمن مواقف متحفظة إزاء المبادرة الأممية، ذكرت مصادر مطلعة أمس، أن الوفد المشترك لجماعة "أنصار الله" الحوثية وحزب المؤتمر (جناح صالح) أبلغ أمس، ولد الشيخ موافقته على المبادرة.وأكدت المصادر لموقع "يمن برس" أن فريق المفاوضات الذي شارك في مشاورات السلام التي عقدت بالكويت سلم فريق الأمم المتحدة الموجود في صنعاء رسالة رسمية تقضي بموافقتهم على المبادرة دون أي تعديل.وبحسب التسريبات الأولوية، فإن المبادرة تلبي مطامح الانقلابيين في إزاحة الشرعية دون أي تأكيدات بتسليم السلاح والاكتفاء بالانسحاب من ثلاث محافظات فقط.وتتضمن التسريبات الاتفاق على تعيين نائب توافقي للرئيس هادي تنقل له صلاحيات الرئيس كاملة، وكذلك تعيين رئيس وزراء توافقي وانسحاب الميليشيات من محافظات تعز والحديدة وصنعاء، وأن تسلم راجمات الصواريخ لطرف ثالث، والانسحاب لمسافة 30 كيلومتراً من الحدود السعودية.وجاءت تلك المواقف مع تواصل المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين على عدة جبهات من تعز ونهم بريف صنعاء ومأرب الجوف.تدريب إيراني
إلى ذلك، اتهم رئيس الحكومة اليمنية، طهران بتدريب 6 آلاف من المسلحين الحوثيين في إيران ولبنان.وجاء ذلك خلال لقائه أمس، في الرياض، بالسفير الفرنسي لدى اليمن، كريستيان تسو.وأكد بن دغر أن الحكومة اليمنية لم تكن مع الحرب أساساً، لكن ميليشيا الحوثي فرضتها على اليمنيين جميعاً عندما تحركت بسلاحها من صعدة، معقل الحوثيين شمالاً، إلى محافظة عمران والعاصمة صنعاء، ثم إلى بقية المحافظات، وقتلت الناس وفجرت البيوت.