Ouija... فيلم ممتع بشكلٍ مريب
بالنسبة إلى عمل مرعب يتمحور حول نوع سينمائي معيّن، يتضمن فيلم Ouija: Origin of Evil (ويجا: أصل الشر) مشاهد ممتعة ومريبة وخرقاء أكثر من المتوقّع.
يعرض الجزء الجديد Ouija: Origin of Evil مرحلة ما قبل الأحداث الواردة في Ouija الأصلي الذي صدر في عام 2014، ويتخذ مقاربة تقليدية كتلك التي جعلت من سلسلة The Conjuring (الشعوذة) جاذبة للغاية. يدخل الفيلم في خانة أبرز الأعمال الكلاسيكية التي تتحدث عن فتاة صغيرة وممسوسة. لا تبدو النتيجة مميزة جداً لكنها تشمل درجة عالية من التشويق والإثارة لدرجة أننا قد نفكر مرتين قبل أن نخصص ليلة للعبة {ويجا}!إنه ثالث فيلم رعب يصدره هذه السنة المخرج والكاتب مايك فلاناغان بعد Hush (سكوت) وBefore I Wake (قبل أن أستيقظ) ويتّكل فيه على أحداث ماضية تعود إلى عام 1967. يغلب على الفيلم الاهتمام بالتفاصيل وصولاً إلى تصميم عنوان البداية الذي يظهر بخط أصفر متوهج يُذكّرنا بصندوق اللعبة. لكن لا يتعلّق هذا الفيلم باللعبة نفسها، بل إنها مجرّد أداة لإيصالنا إلى القصة الحقيقية وراء المسّ الشيطاني.
يحمل أي عمل ناجح عن طرد الأرواح الشريرة بضعة عناصر أساسية، ومن الواضح أنها مطروحة في فيلم Ouija: Origin of Evil بأعلى درجاتها. نبدأ مع فتاة لطيفة سرعان ما تصبح مرعبة حين تخيف عائلتها وتستعمل طلاسم شيطانية وتتسلق الجدران.تتمتع لولو ويلسون بصورة الفتاة الشقراء المثالية في دور دوريس التي تتقرّب بعد فترة من شبح اسمه ماركوس بفضل لوح {ويجا}. تبدو أمها العازبة (إليزابيث ريزر بدور أليس) منشغلة جداً ولا تلاحظ المس الشيطاني الذي يصيب ابنتها. أمها أرملة وعرّافة ومنفتحة على فكرة توجيه الأرواح. ولا ننسى دور الكاهن الكاثوليكي الجذاب (هنري توماس بدور الأب توم) الذي يحدّد طبيعة المسّ ويحاول كبحه. تبدو تركيبة العمل قديمة بقدر فيلم The Exorcist (طارد الأرواح الشريرة) الذي يستوحي منه هذا العمل أفكاره.لكن يتمثّل عنصر إضافي بشخصية الشقيقة الكبرى لينا (أناليس باسو) التي تشكك في الأحداث الخارقة للطبيعة وتكون أقرب شخص إلى دوريس التي تستطيع رؤية حقيقة ما يحصل. حين تبدأ دوريس بوصف حوادث الموت اختناقاً وتكشف آثاراً وأموالاً قديمة داخل الجدران وتكتب صفحات باللغة البولندية، تدرك لينا أن الوقت حان لاستدعاء الأب توم إلى المنزل.
تفاصيل دقيقة
تبدو تصاميم الفيلم دقيقة، بدءاً من الملابس الثقيلة والداكنة والخاصة بالحقبة التي تدور فيها الأحداث وصولاً إلى تصاميم التنانير القصيرة ومختلف الأزياء المستعملة. تظهر تفاصيل دقيقة أحياناً وتتّكل على عبارات كانت شائعة خلال الستينيات لكن لا يكتفي فلاناغان بالمظاهر القديمة بل يستعمل بعض الحيل التصويرية المتقنة لبث أجواء تلك الحقبة، بما في ذلك حركات تصوير مميزة ولقطات مقطّعة بتقنية {ديوبتر}، علماً أن براين ديبالما اشتهر بهذه المقاربة.يركّز الفيلم على الجو العام للقصة والأساطير الشائعة لنشر الرعب. لا ترتبط المظاهر المخيفة بمشاهد الحركة أو المؤثرات الخاصة بل بشخصية دوريس وسلوكها المرعب. تبدو ويلسون ظريفة ومريبة في آن وتقدّم الممثلة أداءً مقنعاً جداً. أما ريزر، فتبدو مثقلة بدور أم مستبصرة تغفل باستمرار عن مخاطر يمكن أن يسبّبها توجيه الأرواح في هذا المنزل الذي يحمل ماضياً مريباً. تمرّ لحظات مضحكة ولو أنها غير مقصودة، لكن يجيد الفيلم التنقل بين الفكاهة والرعب فيسمح إيقاعه بعرض مشاهد مخيفة وأخرى مضحكة لتخفيف جو التوتر.لا يمكن أن نجد حس الواقعية أو المنطق الداخلي في فيلم Ouija:Origin of Evil لكنه يعرض قصة أشباح ممتعة ومريبة ويمكن أن يرضي ميلنا إلى أفلام الرعب في فترات معينة من السنة.
الفيلم يبدأ مع فتاة لطيفة سرعان ما تصبح مرعبة حين تستعمل طلاسم شيطانية