Keeping Up with the Joneses مخيب للآمال
قال شخص حكيم ذات مرة {تقضي المقارنة على المرح}. من الضروري أن تتذكّر هذه الكلمات الحكيمة عندما ينتقل جيران جدد مذهلون، ومختلفون تماماً، ومثاليون إلى حيّك، كما في فيلم الحركة والفكاهة Keeping Up with the Joneses. لكن عائلة جونز تلك (جون هام وغال غادوت) مختلفة تماماً عمّا تبدو عليه وتخبئ عدداً من المفاجآت خلف مظهرها الأنيق.
المفاجأة الكبرى في Keeping Up with the Joneses أول سطر في شارة النهاية {إخراج غريغ موتولا}، فمع فيلم الحركة والفكاهة غير المتقن هذا، لا تتوقّع أن ترى اسم المخرج الذي تربّع على عرش الكوميديا الكلاسيكية مع Superbad وفيلم الفكاهة والدراما المذهل Adventureland.لا نقصد بذلك أن هذا الفيلم فاشل تماماً. إلا أنه يفتقر إلى التوازن، معتمداً على نص غير مكتمل أعده مايكل لاسيور وجهود النجم زاك غاليفيانكيس المفعم بالحماسة. يحتوي الفيلم من حيث المبدأ على العناصر الضرورية كافة: يؤدي غاليفيانكيس دور أب مرح ومنفتح يُدعى جيف غافني يعيش في الضواحي مع زوجته كارن، التي تجسدها إيسلا فيشر بمرح وتميز. أما هام والمرأة الخارقة غادوت، فيؤديان دور الجارين الجديدين والجاسوسين الجذابين تيم وناتالي. إلا أن هذا العمل يفتقر إلى عنصر مهم، فعندما تشاهده تشعر بأنه لم ينضج تماماً.يشكّل الفيلم نسخة معدّلة من فكرةMr. and Mrs. Smith، التي قدمها براد بيت وأنجلينا جولي بمهارة عالية عام 2005. ولكن بدل إخفاء عملهما الجاسوسي الدولي وعملياتهما السرية أحدهما عن الآخر، يسعى الزوجان جونز إلى إخفاء ذلك عن جيرانهما الثرثارين. تصيح ناتالي عندما يفضخ جيف وكارين الفضوليان غطاءهما: {لم نصمد أكثر من أسبوع في الضواحي}.
بالنسبة إلى الزوجين غافني، يشكّل انتقال عائلة جونز حافزاً يبثّ روحاً جديدة في زواجهما، مع أنهما كانا يجهلان مدى حاجتهما إلى ذلك. فمع هموم العمل، ومسؤوليات العائلات، وواجبات المجتمع، فقَدَ هذان الزوجان إحساسهما بالذات وشغفهما أحدهما تجاه الآخر.علاوة على ذلك، نلاحظ في الفيلم أوجهاً أخرى مثيرة للاهتمام من التفاعل بين الجنسين. يشكّل تيم وجيف والدَين متعقلين يتشاطران نقاط ضعفهما بصدق، في حين تخوض المرأتان حرباً عنيفة شرسة كما لو أنهما حُررتا فعلياً من قيدها. نتيجة لذلك، يمتاز الفيلم بتفاعل مذهل بين الشخصيات، التي تلتقي وتتصادم كما لو أنها ذرات، مولدةً طاقة: هام الأنيق والراقي، غادوت الغريبة والقوية، فيشر اللطيفة والمضطربة، وغاليفيانكيس بدور الجبان الأخرق والمحبوب الذي اعتدناه. لذلك تظنّ أن هذا العمل يتبع قاعدة: إن كان ناجحاً، فلا تبدّله.
غير مدروس
بخلاف هذا التفاعل، يبدو كل ما يحيط بالشخصيات غير مدروس: التحرير غريب وغير مضبوط، والدعابات غير متقنة، ومشاهد الحركة غير واقعية. صحيح أننا نحظى من حين إلى آخر بلحظات مضحكة، حوارات مميزة، ومشاهد ممتعة، ولكن لا يتسنى لنا الوقت الكافي لنستمتع بها. بالإضافة إلى ذلك، تستغرق القصة وقتاً طويلاً لتبلغ ذروتها: يتورّط ثنائي عادي في صفقة أسلحة خطيرة مليئة بالحركة. ولكن ما إن تستعد القصة للانطلاق، يكون الفيلم قد شارف على نهايته.علاوة على ذلك، لم يُكتب دور هام بمهارة، فيبدو ضائعاً في مكان وسط بين شخصية دون درابر وشخصية أخرى فكاهية أكثر غباء. في المقابل، يسرق غاليفيانكيس الأضواء بدور الرجل الودود الدائم التذمّر، مقدماً أداء عهدناه منه. لا شك في أن الإمكانات التي يتمتع بها هذا الفيلم مذهلة. لذلك تكون وطأة خيبة الأمل التي تشعر بها عند مشاهدته أشد قوة.