«مؤتمر الشباب» استنساخ لـ «جيل المستقبل»
غداة انتهاء فعاليات «المؤتمر الوطني الأول للشباب»، أمس الأول، تواصل انتقاد عدد من الشباب والنشطاء، على مواقع التواصل الاجتماعي، لمظاهر البذخ التي شهدتها فعاليات المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، ما أعاد إلى الأذهان تجربة «جيل المستقبل» التي أطلقها جمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك، مع مطلع الألفية، لاحتواء الشباب، بهدف الترويج لمشروع توريث الحكم الذي أحبطته ثورة «25 يناير 2011».النشطاء الذين أطلقوا الكثير من عبارات السخرية المريرة من المؤتمر الذي انحصرت المشاركة فيه على عدد محدود من الشباب، الذين مثلوا الطبقات الأكثر دخلا في مصر، اعتبروا أن تجربة المؤتمر الأخير تعيد إلى الأذهان مؤتمرات أقامها جمال مبارك، والذي أطلق سلسلة مؤتمرات تحت عنوان «شباب المستقبل»، تدعو إلى انخراط الشباب في جميع مجالات المجتمع، لكنها كانت في باطنها تخدم مصالح الحزب الوطني «المنحل».
وفيما تبارى نشطاء مواقع التواصل على السخرية من المؤتمر، كتب الناشط السياسي حازم عبدالعظيم، على «تويتر»، حيث تفاعل على هاشتاغ «#الشباب_فين» وكتب: «عودة لذكريات عبدالحميد حسن، والشباب الطليعي، والاتحاد الاشتراكي، وجيل المستقبل، وجمال مبارك... نفس القماشة ونفس العقلية».وتعليقاً على رؤيته بشأن فعاليات مؤتمر الشباب، قال عبدالعظيم، الذي شغل منصب أمين الشباب في حملة السيسي للترشح للرئاسة، 2014، لـ»الجريدة»: «المؤتمر خطوة لا تثبت الجدية في التعامل مع الشباب، ولا تتجاوز (التُقية السياسية)، وليس لها علاقة بما يحدث على أرض الواقع من دعم للشباب، فهناك عدم الجدية في دمج الشباب المؤيدين والمعارضين للساحة السياسية، فالشباب بحاجة إلى شفافية واحتواء فكري، بعيداً عن المؤتمرات التي لجأت إليها الكثير من الأنظمة السابقة حين لا تتمكن من احتواء الأزمات المجتمعية».القيادي في حزب «التجمع» اليساري، نبيل زكي، أبدى تخوفه من التشابه بين مؤتمر الشباب الحالي في شرم الشيخ، وبين المؤتمرات التي كانت تنظم للشباب في الحزب الوطني «المنحل» بقيادة نجل الرئيس الأسبق، وقال زكي: «للأسف هذه المؤتمرات كانت تضرب آنذاك التعددية الحزبية والسياسية بشكل واضح، وتقصي كل المعارضين». يُشار إلى أنه طبقاً للإحصائيات الرسمية، فإن ٦٢ في المئة من سكان مصر من الشباب، بما يعادل نحو «٥٩ مليون شاب مصري».