استحواذ «AT&T» على «تايم وارنر» أسوأ من اندماجها مع «AOL»

نشر في 29-10-2016
آخر تحديث 29-10-2016 | 00:02
No Image Caption
كان اتحاد أصول وسائل إعلام "تايم وارنر" وشركة أيه أو ال لأعمال أون لاين، نظرياً على الأقل، يدور حول محاولة التحول إلى جزء من مستقبل وسائل الإعلام والترفيه، وكان نفوذها يضعف في حينه، ولكن كان لـ"أيه أو ال" وجودها في العالم الصاعد من الإنترنت وبعض المعرفة النظرية حول كيفية عمله.
بعد أن أصبح العرض رسمياً عمد العديد من الناس إلى إجراء المقارنة بين استحواذ ايه تي آند تي (AT&T) بقيمة بلغت 100 مليار دولار على «تايم وارنر» والاتحاد الكارثي لـ»تايم وارنر» مع أيه أو ال (AOL) في عام 2000، ولكن الاتفاق الراهن قد يكون منطقياً بقدر أقل في الواقع.

كيف أمكن الوصول الى ذلك، قد تسأل؟ وبعد كل شيء لا يزال اتفاق استحواذ أيه.أو.ال بقيمة 164 مليار دولار على تايم وارنر واحداً من أسوأ الاتفاقات على الإطلاق ولسبب وجيه.

ولكن اتحاد أصول وسائل اعلام تايم وارنر وشركة أيه.أو.ال لأعمال اون لاين كان على الأقل من وجهة نظرية يدور حول محاولة التحول الى جزء من مستقبل وسائل الاعلام والترفيه، وكان نفوذها يضعف في حينه، ولكن كان لشركة أيه.أو.ال وجودها في العالم الصاعد من الانترنت وبعض المعرفة النظرية حول كيفية عمله.

وكان لانهيار ذلك الاندماج علاقة أكبر بتضارب الثقافات (وهو شيء كان الرئيس التنفيذي لتايم وارنر جيف بيوكس جزءاً منه) بقدر يفوق أي خطأ استراتيجي متأصل في الاتحاد نفسه، على الرغم من غياب أي شك في أن «اي او ال» قد قيمت بأكثر من قيمتها بقدر كبير.

وعندما ننظر الى ايه تي آند تي وتايم وارنر يبدو لنا كأن هذا الاتفاق مدفوع بالماضي وليس بالمستقبل. ويبدو مثل خطوة يائسة من الطرفين، وإقرار بأنهما لا يعرفان حقاً ما يفعلانه غير ذلك باستثناء محاولة التوسع والأمل بأن تسير الأمور نحو الأفضل، كما أن «ايه تي آند تي» تدفع سعراً عالياً من أجل حصيلة غير مؤكدة.

وفي حقيقة الأمر فإن هذا الاتحاد قد يمثل بقدر أكبر اشارة على بلوغ أسواق معينة درجة تخطت أيه.أو.ال – تايم وارنر التي سجلت ذروة أول فقاعة رقمية.

وتنظر «ايه تي آند تي» الى نمو متباطئ أو هبوط مستقبلي في عملها الأساسي في الاتصالات والكيبل. وفي حقيقة الأمر فإن تملك «تايم وارنر» قد يجعل من الصعب بالنسبة الى الجانب المتعلق بالمحتويات تحقيق ازدهار لأن الشركاء المحتملين قد لا يرغبون في توقيع اتفاقات مع عملاقة الاتصالات إذا كانت «تايم وارنر» شركة مستقلة.

وقد تكون النقطة المشرقة الوحيدة في محفظة «تايم وارنر» هي «اتش بي او» (HBO) التي تخوض معركة حقيقية ضد التدفق وربما تستفيد نظرياً من الوصول الى قاعدة عملاء «ايه تي آند تي». ولكن هل يكفي هذا حقاً لتبرير دفع 100 مليار دولار للاتفاق المذكور؟ وفي الجانب المتعلق بـ«تايم وارنر» فالحقيقة هي أن الشركة راغبة بشدة في البيع لأي جهة تقريباً تعزز حقيقة كونها بشكل تقريبي قد خلت من أي أفكار عندما يتعلق الأمر بمعرفة كيفية البقاء في النطاق الحالي. (ويشاع أن «تايم وارنر» أجرت محادثات مع شركة أبل في الماضي حول استحواذ محتمل، ولكن الرئيس التنفيذي لـ»تايم وارنر» أصر على نفي ذلك) وقد ترتبط أيضاً مع شركة خط أنابيب.

سوق الإعلام التقليدي

وفي حقيقة الأمر توجد قضية تستحق الطرح- وكما فعل ريتش غرينفيلد المحلل لدى بيت ي آي جي BTIG في بحث نشره على موقع الشركة- وقال إن بيع «تايم وارنر» يؤشر الى نقطة الذروة في سوق الاعلام التقليدي.

وقال غرينفيلد: «مع تواتر التكهنات حول عملية ايه تي آند تي وتايم وارنر في الأسبوع الماضي ارتفعت أسهم اعلام التراث وتمحورت ردة الفعل الأولية حول الشركة التالية التي سيتم الاستحواذ عليها بعد اندماج المحتويات والتوزيع عمودياً»، مضيفا «وفي حقيقة الأمر كان يتعين هبوط أسهم اعلام التراث، لأن بيع تايم وارنر يؤشر الى خطر وشيك يهدد الكل».

وهكذا إذا كانت ردة الفعل الملائمة هي تهنئة الرئيس التنفيذي لـ»تايم وارنر» على رؤية الصورة الواضحة ومعرفة متى يجب الخروج، وماذا يقول ذلك عن ايه تي آند تي؟

وحتى إذا كنت تفترض أن المحتويات وشركات توزيعها هي استراتيجية قابلة للحياة والتطبيق فإن اتفاق «ايه تي آند تي» و»تايم وارنر» يظل غير منطقي حقاً. وكما أشار ماثيو بول من أمازون ستوديوز Amazon Studios في سلسلة على مواقع «تويتر» فإن «تايم وارنر» قد رخصت في الأساس كل محتوياتها عن طريق اتفاقيات طويلة الأجل ما يعني بقاء القليل من الجانب الأعلى.

قد تستطيع «ايه تي آند تي» دفع «تايم وارنر» إلى الأمام رقمياً من خلال تحرك نشط لتحويل أصول مثل سي ان ان وتيرنر برودكاستنغز الى ممتلكات رقمية أولاً بقدر أكبر. ولكن هل سيولد ذلك تعاوناً يستحق الـ100 مليار دولار؟

اللاعب المجهول

عندما يوجد اتفاق بهذه الضخامة يوجد دائماً وبشكل تقريبي لاعب مجهول يدفع نفوذه الشركتين الى اتحاد، ولا يختلف هذا الاتفاق في ذلك المنحى.

وفي حالة «ايه تي آند تي» و«تايم وارنر» كان ذلك اللاعب شركة فيسبوك العملاقة في ميدان الاعلام والترفيه، وحتى بعد اندماج الشركتين ستساويان نحو 280 مليار دولار فقط في مقابل قيمة فيسبوك التي تبلغ 370 مليار دولار. ثم إن فيسبوك تنمو بسرعة أكبر كثيراً ولديها أكثر من 1.5 مليار مستخدم، و20 مليار دولار نقداً ومن دون ديون بشكل فعلي.

قد يبدو اتحاد شركة هاتف وكيبل مع مالكة البعض من مواقع الشبكة العنكبوتية والقنوات التلفزيونية استجابة تنافسية كبيرة، ولكن إذا كنت لا تسيء فهم المشكلة فقط.

وعلى مستوى ما، فإن «ايه تي آند تي» ربما تفترض أن السيطرة على خطوط توزيع رئيسية والمحتويات التي تتدفق عبرها سيعطيها المزيد من قوة المساومة مع المعلنين والعملاء ويجعل من الأسهل عليها التنافس مع فيسبوك. وستكون هذه خطوة لافتة إذا كانت فيسبوك تلعب الشطرنج، ولكنها ليست كذلك- فهي تلعب البوكر.

وعندما يتعلق الأمر بالتوزيع الذي يتسم بأهمية في بيئة الاعلام الراهنة فإن فيسبوك تحمل الأوراق الأفضل (الملك أو الملكة أو الولد) في ورق اللعب بينما لدى «ايه تي آند تي» الأوراق ذات الرقمين أو ثلاثة أرقام. وشراء «تايم وارنر» مع 22 مليار دولار اخرى على شكل ديون لا يوازن تلك الفوارق، ومن شأن ذلك أن يجعل النجاح أكثر صعوبة.

ماثيو انغرام

back to top