الحوثي يتجرأ على مكة المكرمة والتحالف يدمر صاروخه ومنصته
• إدانات عربية وإسلامية واسعة للهجوم
• بن زايد: إيران تدعي الإسلام وتدعم استهداف مقدساته
دمرت الدفاعات الجوية لتحالف دعم الشرعية في اليمن صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيات الحوثية المتمردة باتجاه منطقة مكة المكرمة مساء أمس الأول، وبينما لم تنف جماعة «أنصار الله» استهدافها للأماكن المقدسة، قالت، إنها اطلقت صاروخاً باتجاه مطار جدة، توالت ردود فعل خليجية وعربية منددة باستهداف قبلة المسلمين.
تصدّت الدفاعات الجوية لتحالف دعم الشرعية في اليمن لصاروخ باليستي أطلق من محافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين، شمال اليمن، قبل بلوغه منطقة مكة المكرمة، مساء أمس الأول، ودمرت مقاتلات التحالف الذي تقوده الرياض منصة إطلاق الصاروخ.وقالت قيادة التحالف في بيان، إن "وسائل الدفاع الجوي تمكنت من اعتراض وتدمير الصاروخ على بعد 65 كلم من مكة المكرمة من دون أي أضرار".وهو ثاني صاروخ بعيد المدى يطلقه المتمردون خلال أكتوبر الجاري باتجاه منطقة مكة، التي تضم الكعبة المشرفة قبلة المسلمين وعدة محافظات من بينها جدة والطائف.
وكان التحالف أعلن مطلع أكتوبر أنه اعترض صاروخاً يستهدف مدينة الطائف، التي تضم قاعدة جوية قرب من مكة المكرمة، التي تبعد أكثر من 500 كيلومتر عن الحدود مع اليمن.
صمت وإدانة
وبينما اكتفت جماعة الحوثي بالقول، إنها استهدفت مطار جدة الواقع ضمن منطقة مكة، ولم تنف استهدافها للأراضي المقدسة، توالت ردود الفعل الغاضبة من عدة عواصم خليجية وعربية وإسلامية بالهجوم.وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني، أمس، عن إدانة دول الخليج العربية واستنكارها الشديدين لاستهداف ميليشيا الحوثي وحليفها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح مكة المكرمة بصاروخ باليستي، مشدداً على أن "الاعتداء الغاشم، الذي ضرب بعرض الحائط حرمة هذا البلد مهبط الوحي وقبلة مليار ونصف مسلم حول العالم استفزازاً لمشاعر المسلمين واستخفافاً بالمقدسات الإسلامية وحرمتها".وأضاف أن "الاعتداء دليل بارز على تجاوزات أنصارالله والمؤتمر الشعبي ورفضهما الانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة والجهود الحثيثة للتوصل الى حل سياسي للأزمة اليمنية".واعتبرت الجامعة العربية، في بيان، أن الهجوم يمثل تصعيداً غير مقبول من قبل الميليشيات الحوثية.ودان وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد الهجوم، وقال إن "إيران تدعم ميليشيات تستهدف مكة المكرمة بالصواريخ"، معتبراً أن "نظام طهران يدّعي الإسلام، ويدعم إطلاق الصواريخ على قبلة المسلمين".وأعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لـ"الاعتداء السافر على حرمة هذا البلد والمقدسات الإسلامية".ونددت مملكة البحرين بالهجوم. وأكدت وزارة الخارجية في بيان، أن "استهداف هذه البقعة المباركة يمثل استفزازا لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض وعملاً إجرامياً دنيئاً تجاوز كل الحرمات وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية". وشددت على وقوف المملكة صفاً واحداً إلى جانب السعودية "في مواجهة الإرهاب وضد كل من يحاول المساس بها أو استهداف المقدسات الدينية فيها"، مطالبة في الوقت ذاته جميع أعضاء منظمة التعاون الإسلامي "بوقفة جماعية ضد الاعتداء الآثم ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه".معارك داخلية
إلى ذلك، اندلعت مواجهات بين الجيش اليمني، مدعوماً بقوات المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، والميليشيات المتمردة على جبهات عدة، منها حجة والضالع وتعز ومأرب وصعدة والبيضاء وريف صنعاء، بالتزامن مع شن التحالف العربي غارات على مواقع المتمردين الموالين لإيران.وأفاد المركز الإعلامي للقوات الحكومية، أمس، عن مقتل أربعة من قيادات الحوثيين في قصف مدفعي، بمنطقة ميدي بمحافظة حجة شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء.وقالت إن عشرة من المتمردين لقوا حتفهم وجرح ستة آخرون "إثر استهداف رجال الجيش سيارة كانت تقل أفراداً من الميليشيات في ميدي".وتشهد المناطق الحدودية بين السعودية واليمن في محافظة حجة مواجهات عنيفة، وقصفاً متبادلاً بين الحوثيين، وقوات الجيش الموالي للحكومة، منذ أكثر من عام ونصف العام.خطة سريعة
في الأثناء، حددت الحكومة اليمنية "خريطة طريق سريعة" لإحلال السلام في البلاد، تمثلت أبرز خطوطها في تسليم الميليشيات سلاحها وانسحابها من المدن التي تسيطر عليها بالقوة.وقال رئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر، خلال لقائه في الرياض سفير اليابان لدى اليمن، إن "الطريق السريع للسلام له مفتاحان رئيسيان، الأول تسليم الميليشيات لسلاحها، والثاني انسحابها من المدن التي تسيطر عليها بالقوة".وجاءت تلك التطورات بعد يوم من إعلان الحكومة اليمنية رفضها لخطة جديدة تقدم بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لإنهاء النزاع، معتبرة أنها تمثل "شرعنة للانقلاب الذي قامت به الميليشيات المتمردة على سلطة الرئيس هادي".
معارك في حجة والضالع وتعز ومأرب... و«خطة سريعة» لإحلال السلام