أهم أحداث الأسبوع الماضي هو صدور قانون يقضي بمنع الخمر في العراق، ففي ظل الحرب على "داعش" بالموصل، ومواجهة محاولات التدخل التركية في المعركة، واستمرار حالة وضع اليد الإيرانية، وانتشار الميليشيات المسلحة، وزيادة العجز في الميزانية العراقية، ارتأى مجلس النواب العراقي أن من أولوياته معاقبة أبونواس وضرورة إصدار قانون حظر الخمر الآن، مذكّراً إيانا بنوابنا ومرشحينا الأفاضل وقدرتهم الخارقة على ترتيب الأولويات، والدفع بالتوافه، وقضم الحريات الشخصية. تقع الكويت بحكم موقعها الجغرافي بين ثلاث دول كبيرة، ومن الطبيعي أن تتأثر بمحيطها، فهناك دولتان تمثلان الثقل السني والشيعي وبينهما العراق العلماني تاريخياً. قد يكون تأثير العراق بعلمانيته وثقافته وفنونه علينا قد تراجع بعد مرحلة الغزو وبعد سقوطه في الفخ الإيراني لاحقاً، لكن يبقى المجتمع العراقي الأكثر انفتاحاً اجتماعياً وثقافياً في محيطه، ومنع الخمر يمكن اعتباره الخطوة الأولى لتغيير طبيعة المجتمع، من حيث زيادة منسوب النفاق وتهيئة التربة لتمكُّن القوى الدينية الحزبية من السيطرة عليه، وتغيير توجهاته وأفكاره على المدى البعيد، ولكم فيما حدث بالكويت عبرة منذ أن مُنِع الخمر فيها، كما أننا من الطبيعي سنتأثر هنا بعدها بما سيحدث هناك من تشدد وتعصب سينعكس علينا، كما هو حاصل مع بقية الجيران فيزداد الطين طيناً.
من جهة أخرى فإن منع الخمر سيتطلب تلقائياً وجود بدائل عنه، إحصائياً وتاريخياً وعلمياً وجنائياً ومزاجياً، ما مُنِع الخمر من مكان إلا وزادت فيه نسبة تعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة، ولا ينكر هذه الحقيقة إلا النعامة، ومع انفتاح هذا السوق الجديد والكبير ومع صعوبة تهريب الخمور وارتفاع أسعارها من الطبيعي الاتجاه إلى تعاطي المخدرات، ومن ثم زراعتها في هذا البلد المترامي الأطراف تلبيةً لحاجات السوق، وبعد أن يتشبع السوق المحلي سيتم التصدير، ونحن السوق الأقرب والأمثل، وسنسمع عن قضايا تهريب المخدرات لنا من العراق، بعد أن كان تهريبها من إيران فقط، وسوقنا يستوعب المنافسة الشريفة، ما شاء الله عليه. ما يخيفني أكثر هو أن العراق بالخمر فقط أخرج لنا صدام ووطبان وبرزان وبقية شباب المدرسة الرومانسية الحديثة، فماذا سنفعل وكيف سنتعامل مع مخرجات المخدرات مخلوطةً بالتدين الزائف؟!«تشيرز»، بصحة المستقبل المظلم...
أخر كلام
نقطة: لا خمر في العراق...
29-10-2016