دعماً لإعادة تأهيل المكتبة الوطنية في بيروت

• 55 فناناً لبنانياً يعرضون أعمالاً مستوحاة من عالم الكتب

نشر في 30-10-2016
آخر تحديث 30-10-2016 | 00:00
وزير الثقافة ريمون عريجي الى اليمين يزور المعرض
وزير الثقافة ريمون عريجي الى اليمين يزور المعرض
في إطار مشروع إعادة تأهيل المكتبة الوطنية في بيروت، يُنظم في رحاب قاعة القراءة فيها بالتعاون مع غاليري {جانين ربيز} وبرعاية وزارة الثقافة معرضاً يضمّ نحو 55 فناناً لبنانياً (يستمر حتى 13 نوفمبر).
تتنوّع الأعمال المعروضة بين التجهيز، والأشكال المختلفة التي ترمز إلى صفحات ممزقة وغيرها مستوحاة من عالم الكتب القديم، تضيء على المراحل التي قطعتها المكتبة الوطنية للوصول إلى ما هي عليه اليوم.

من أبرز الفنانين المشاركين في المعرض: أسامة بعلبكي، إيلي أبو رجيلي، منصور الهبر، ميراي حنين، فيصل سلطان، أمل سعادة، محمد الرواس وغريتا نوفل... يعود ريع الأعمال المباعة إلى مساعدة المكتبة الوطنية في الحفاظ على التراث العريق، لأجل بناء لبنان الغد على أسس حضارية.

في خلال حفلة الافتتاح، أكّد وزير الثقافة في لبنان روني عريجي أن الوزارة لديها رؤية وطنية شاملة لتطوير عمل المكتبة الوطنية، مثنياً على {المؤسسة اللبنانية لدعم المكتبة الوطنية} لمساندتها الدائمة لعمل المكتبة، ومثمناً الجهد الذي يقوم به فريق عمل المكتبة في الحفاظ على مقتنياتها وتطوير عملها ومشاركة الفنانين والتبرع بأعمالهم لدعم المكتبة.

نبذة

أسّس الفيكونت فيليب دي طرّازي (1865-1956)، وهو من هواة جمع الكتب النادرة ومؤرّخ الصحافة العربيّة، داراً للكتب في منزله حوالى عام 1919. وشكّلت مجموعته الخاصة، التي تحتوي نحو عشرين ألف وثيقة مطبوعة وثلاثة آلاف مخطوطة بلغات عدة نواةَ الدار. بعدما ضاقت دار دي طرّازي بالمقتنيات، انتقلت عام 1921 إلى وسط بيروت، وأطلق عليها اسم {دار الكتب الكبرى} واختار ثمانية أدباء لمساعدته.

لم يتوقف عمل دي طرازي عند هذا الحد، بل فاوض سنوات طويلة السلطات لتعترف بالدار وتضمّها إلى سائر دوائرها الرسميّة، حتّى تمّ له ذلك في 8 ديسمبر 1921 فأصبحت مؤسّسةً رسميّةً تابعة لمديريّة المعارف العامّة، ودشنت المكتبة في موقعها الجديد 25 يوليو 1922 برعاية الجنرال غورو المفوَّض السامي الفرنسي، وحضور أركان السلطتين اللبنانيّة والفرنسيّة، وجمع من أعيان البلاد وأُدبائها. وعُيِّن دي طرّازي أميناً عاماً لها حتّى عام 1939.

بين عامي 1922 و1928، زار دي طرازي دولاً أوروبية ومصر بهدف اقتناء أعمال جديدة وجمع الهبات، هكذا نشأت شبكة من العلاقات مع المثقّفين وجامعي الكتب في المنطقة. عانت المكتبة الفوضى والخلل خلال رحلاته بسبب إهمال الموظّفين، ما دفعه إلى الاستعانة بموظّفين آخرين أكفّاء أعادوا تنظيمها.

خلال الحرب التي عصفت بلبنان، أحرق الكثير من المخطوطات القيمة والكتب النادرة واللوحات، وسرق الكثير أيضاً، وبقيت المكتبة الوطنية مغلقة أبوابها على ما تبقى من تراث فكري وحضاري لغاية عام 2003 عندما وُقّعت اتفاقيّة هبة بين وزارة الثقافة وبعثة المفوضيّة الأوروبيّة في لبنان، أُطلق بموجبها العمل في مشروع إعادة تأهيل المكتبة الوطنيّة.

تهدف المكتبة الوطنيّة إلى: حفظ الإنتاج الفكريّ الوطنيّ المنشور، على اختلاف أنواعه وأشكال نشره، كذلك الأعمال والوثائق المتعلّقة بهذا الإنتاج خصوصاً، وتلك المتعلّقة بلبنان واللبنانيّين عموماً، ممّا هو منشور أو محفوظ في الخارج، والحفاظ على هذه المجموعات بشكل دائم وتنميتها باستمرار.

كذلك تهدف إلى تلبية الحاجات الثقافيّة والعلميّة للجمهور وذلك باقتناء منشورات مختلفة تتوافق واتجاهات الانفتاح في الثقافة اللبنانيّة على مكوّناتها كافّة، كما على الثقافات الأخرى وميادين الإنتاج الفكريّ المختلفة فيها، فضلاً عن تعريف المكتبة بالنتاج الفكريّ الوطنيّ بمختلف الوسائل، خصوصاً نشر البيبليوغرافيا الوطنيّة.

كذلك من مهامها وضع مجموعات المكتبة كافّة بمتناول الطَلبة والباحثين والمهتمّين والتعريف بهذه المجموعات والدعوة إلى الإفادة منها بمختلف الوسائل المناسبة، والسعي إلى احتلال موقع الريادة الوطنيّة وتشكيل مركز للامتياز في الأبحاث المتعلّقة بالكتاب والمكتبات والمعلومات وتنمية المهن والمهارات المتّصلة بهذه الميادين، والعمل على تطوير كفاءات الطواقم الفنيّة العاملة فيها. أخيراً المساهمة في تنمية المكتبات العامّة وتطوير مجموعاتها وتحسين نوعيّة الخدمات التي تقدّمها، في إطار السياسة العامة التي تعتمدها وزارة الثقافة في لبنان بهذا الشأن.

يعود ريع الأعمال المبيعة إلى مساعدة المكتبة الوطنية في الحفاظ على التراث العريق لأجل بناء لبنان الغد على أسس حضارية
back to top