أكد الفنان الكويتي الشاب محمد الحداد أنه استفاد كثيراً من تجربته كمخرج للبرامج الفنية والمنوعة في عمله الحالي كممثل، موضحا أن رؤيته كمخرج وتعامله مع الكثير من المذيعين وتوجيهه لهم في طريقة تعاملهم مع الكاميرا أفاده كثيرا، ولاسيما أن سنوات عمله الطويلة كمخرج للبرامج كونت لديه رؤية شاملة عن الأسلوب الأمثل للتعاطي مع الكاميرا، كما رسخت داخله أسس ومفاهيم حول ضرورة أن يكون المخرج هو سيد العمل، وعلى الممثل أن يستوعب توجيهات المخرج لأنها في النهاية تكون للصالح العام، ومن أجل تقديم العمل الفني في أحلى صورة.

لكن الأمر تغير عندما سألناه عن تجربته الأولى في عالم التمثيل من خلال مسلسل "الوجه المستعار"، حيث أكد أن هذا المسلسل بدا ضعيفاً من الناحية الإخراجية رغم تميزه بعدد وافر من النجوم، أمثال حسين المنصور، أسمهان توفيق، سلمى سالم، وآخرون، وقد أرجع محمد الحداد ذلك لضعف الإمكانات الفنية لمخرج العمل.

Ad

وحول هذه التجربة أضاف: "وجهة نظري الخاصة هي أن المخرج إذا لم يكن لديه ما يقدمه للجمهور، فمن الأفضل أن يجلس في بيته ويعطي الفرصة لغيره من الكوادر الإخراجية، ومثل هذا الأمر ينطبق على جميع الفنانين، فيجب أن يمتلكوا شيئا جديدا يقدمونه، وإلا فعليهم ترك الفرصة لغيرهم، وفي ما يتعلق بتجربتي في "الوجه المستعار" بصفة عامة، ففي كل الأحوال أراها تجربة جميلة، لأنني بدأت التمثيل من خلالها بتشجيع من البعض، وقد حدث ذلك بالمصادفة، فلم أكن أخطط أبدا لأن أصبح ممثلا".

رفض هنادي

وعندما قلنا له إن هذا التشجيع كان من زوجته الفنانة هنادي الكندري، وهي التي أدخلته إلى مجال التمثيل، رفض ذلك بشدة وقال: "هذا الكلام غير صحيح، فأنا لم أدخل المجال الفني بترشيح من زوجتي. بالعكس كانت رافضة لفكرة دخولي مجال التمثيل من الأساس، ولكن في كل الأحوال أجد من ردود الأفعال حولي أن هناك من يتنبأ لي بمزيد من الحضور والنجومية خلال الفترة المقبلة، وخاصة أن الساحة الفنية تحتاج إلى المزيد من الوجوه الكويتية الشابة القادرة على نطق لهجتنا بطريقة صحيحة، بعيدا عن التشويه الحاصل الآن في اللهجتين الكويتية والخليجية، ولاسيما أن الجمهور الكويتي لم يعد يتقبل مثل هذه الأخطاء في الأعمال الفنية، سواء من حيث اللهجة أو اللباس الوطني عندما يرتديه ممثل غير كويتي ولا يكون مقنعا للجمهور".

شوط كبير

وأضاف الحداد: "لا أسعى من وراء تجربة التمثيل إلى رضاء وسائل الإعلام عني أو الشارع الفني، ولكن من يهمني بالدرجة الأولى هو الجمهور الذي أحبني منذ التجربة الأولى لي وشجعني، وكثير من ردود الأفعال منه كانت تحفزني للأمام ككادر فني كويتي يمتلك كاريزما، وهذا هو رأي بعض الجمهور بي وليس رأيي الخاص، وأعتقد أن هذا الحب جعلني أقطع شوطا كبيرا في بداية مشواري كممثل، وأمدني بالطاقة الإيجابية لبذل المزيد من العمل والجهد لأكون عند حسن ظنهم بي من خلال تطوير أدواتي كممثل، وكذلك من خلال حرصي على الاختيارات المناسبة، وأنا أرى الآن أن من حقي أن أرفض بعض الأدوار التي تعرض عليّ، حتى لو كنت حديث العهد بتجربة التمثيل، وذلك من واقع خبرتي في المجال الفني، واحتراما للجمهور الذي يدعمني".

مخرج دراما

واختتم الحداد تصريحه بالقول: "تركيزي الآن في مجال التمثيل فقط، أما نشاطي كمخرج للبرامج فقد أوقفته بعض الوقت حتى أقطع شوطا في هذه التجربة الوليدة، كما أنني أخطط من ورائها لكي أصبح في ما بعد مخرج دراما، وخاصة أنني أراقب كافة تفاصيل التجربة من تمثيل وإضاءة وزوايا الكاميرا".

وأشار إلى مسلسله التلفزيوني الأخير الذي انتهى من تصويره بعنوان "درب العرايس" وينتظر عرضه خلال الفترة المقبلة، وهو من بطولة الفنانين عبدالرحمن العقل، طيف، محمد العجيمي، شهاب حاجيه، غدير السبتي وآخرون، وقال إن أمامه الآن العديد من النصوص الدرامية الجديدة لكي يختار أفضلها من أجل البدء في تصويرها لعرضها، سواء قبل أو خلال شهر رمضان المقبل.