التحدي الإيراني الجديد... «داعش» في بلاد فارس
تتواصل المعركة للقضاء على "داعش" في العراق مع أكبر مشاركة إيرانية، ورغم ذلك يبدو أن هذا التنظيم نجح في الوصول إلى إيران، فقد أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية في مناسبات عدة هذه السنة إحباط مؤامرات إرهابية داخل حدود البلد، كذلك كشف تصريحان بارزان خططاً لاستهداف العاصمة طهران ومدينتين أخريين، حسبما أفاد مسؤولون أمنيون إيرانيون.علاوة على ذلك ذكرت وكالة أنباء فارس، مستندةً إلى مصادر لم تحددها، أن القوى الأمنية قتلت الزعيم الجديد لـ"داعش" في إيران الملقب بـ"أبو عائشة الكردي"، ولا يُعتبر هذا أول تصريح عن مقتل أبي عائشة في إيران، فقد صرّح مصدر أمني إيراني تحدث إلى صحيفة "المونيتور" عبر طرف ثالث، طالباً عدم ذكر اسمه، أن تنظيم "داعش" كان يخطط لاختراق إيران من العراق، ولا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن بعض التقارير تحدثت عن مقتل عضو في "داعش" يُدعى أبو عائشة الكردي في "مخمور" جنوب غرب الموصل في شهر أبريل. يشير بيان "داعش" إلى أن أبو عائشة هذا كان انتحارياً وأنه قُتل أثناء مهاجمته مراكز تابعة للجيش العراقي، كذلك كشف تقرير أعدته شكبة رووداو الإخبارية الكردية أن اسم أبو عائشة الفعلي هو فاضل البدر، وأنه كان مسؤولاً عن الشؤون الأمنية في "داعش". وهذا ما أكّدته أيضاً قناة العالم الإخبارية الإيرانية، التي وصفته بـ"جزار داعش"، لكننا نجهل ما إذا كان هذان الرجلان المدعوان أبو عائشة هما الشخص عينه.أخبر مصدر أمني إيراني صحيفة "المونيتور" أن إيران تواجه خطراً إرهابياً كبيراً، وأن مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية في البلد تنسق جهودها بدقة بغية التصدي لهذا الخطر، وتشمل الاستراتيجيات المتبعة منعَ الناس من الانضمام إلى "داعش"، فقد نجح هذا البلد في "تحديد 1500 شاب أرادوا الالتحاق بداعش ومنعهم من ذلك"، لكن هذا يعني أيضاً أن ثمة آخرين لم يُكتشفوا ولم يُمنعوا من الانضمام إلى هذا التنظيم، وقد يتحول هؤلاء قريباً إلى التحدي الأمني الكبير التالي الذي تواجهه إيران.
لم تضم صفوف "داعش" حتى اليوم إلا عدداً قليلا من الإيرانيين المعروفين، أحدهم كان انتحارياً وكان ملقباً بـ"أبو محمد الإيراني"، فجر هذا الانتحاري نفسه في الرمادي في شهر مايو، ويُعتبر رضا نجاد إيرانياً آخر ارتبط اسمه بوضوح بتنظيم "داعش"، وتشير بعض التقارير إلى أن هذا الشاب الإيراني-الأميركي سافر إلى سورية عام 2015 بعد أن جنده طالب زميله في المدرسة الثانوية في فرجينيا، أما مصيره فما زال مجهولاً.وبينما لا ينفك خطر "داعش" يزداد في إيران تواجه هذه الدولة مخاطر أمنية أخرى، على سبيل المثال ينشط جيش العدل منذ سنوات على الحدود الجنوبية الشرقية للبلد في محافظتَي سيستان وبلوشستان، علماً أن هذه المجموعة قد حُجّمت في السنوات الأخيرة بعد قتل قادتها أو اعتقالهم، كذلك تواجه إيران مصدر قلق آخر مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، الذي استأنف النضال بعد سبات دام عقداً من الزمن وعاد لنشر الفوضى قرب الحدود مع العراق.علي هاشم Ali Hashem