باشرت قوات «الحشد الشعبي» العراقية الشيعية أمس، تنفيذ عملية في مناطق غرب مدينة الموصل، وتحديداً المحور الغربي عند بلدة تلعفر، بهدف قطع طريق الإمدادات عن «داعش»، ومنع فرار مقاتليه باتجاه سورية، مؤكدة أنها تعتزم عبور الحدود إلى سورية لملاحقة مقاتلي التنظيم.

وقال المتحدث باسم «الحشد الشعبي» أحمد الأسدي، إن «هدف العملية قطع الإمداد بين الموصل والرقة، وتضييق الحصار على داعش في الموصل وتحرير تلعفر»، التي أغلب سكانها من التركمان ولكنهم مقسومون بين تركمان سنة وتركمان شيعة.

Ad

وأوضح الأسدي أن «العمليات انطلقت من منطقة سن الذبان جنوب الموصل، وتهدف إلى تحرير الحضر وتل عبطة وصلال وصولا الى تلعفر».

وأشار الأسدي إلى أن «قوات الحشد الشعبي تمكنت في الساعات الأولى من انطلاق عملياتها في نينوى من تحرير 10 قرى»، مبينا أن «هذا المحور يضم عدة مدن وكهوفا وأودية لاتزال قواعد للعصابات الإرهابية».

وأضاف أن «القطعات باشرت بعد تحرير كل قرية بتطهير المنطقة ورفع العبوات وإبقاء سكنها في منازلهم، وتوفير كل ما يحتاجون إليه».

وبخصوص صلة العراق بسورية، قال الأسدي، إن «الساحتين السورية والعراقية متداخلتان، ما يستدعي الذهاب الى أي مكان يكون فيه تهديد للأمن القومي العراقي، وهذا سيكون من خلال التنسيق بين الحكومتين العراقية والسورية».

دخول سورية

بدوره، رجح مستشار الأمن الوطني في الحكومة العراقية ورئيس هيئة «الحشد الشعبي» فالح الفياض، دخول قوات «الحشد» الأراضي السورية بعد تحرير مدينة الموصل، عازياً السبب في ذلك إلى «ملاحقة عناصر داعش».

جاء ذلك في كلمة للفياض خلال مشاركته في ندوة بعنوان «تحديات الأمن الوطني بعد تحرير الموصل»، عقدها معهد العلمين للدراسات العليا التابع لوزارة التعليم والبحث العلمي، امس، في محافظة النجف وسط العراق.

وقال الفياض إن «قوات الأمن العراقية تقوم الآن بتحرير القرى المحيطة بمدينة الموصل، وهي تحرز تقدماً ملحوظاً في العمليات، وعلى مقربة كيلومترات قليلة عن مركز المدينة».

وأضاف: «العراق يشترك مع سورية بحدود ومناطق واسعة». وتابع: «الساحة السورية متداخلة بالساحة العراقية، وقد نضطر للدخول في مناطق سورية لردع تنظيم داعش الارهابي، بعد تحرير الموصل، خصوصا إن كان طلباً سورياً رسمياً».

توقف العمليات

في السياق، أعلن التحالف الدولي، أن القوات العراقية «توقفت» نحو يومين عن شن هجمات، لتثبيت سيطرتها على مناطق انتزعتها من تنظيم «داعش» منذ بدء معركة الموصل.

وقال الكولونيل الأميركي جون دوريان في مؤتمر بالفيديو من بغداد «نعتقد أن الأمر سيستغرق قرابة يومين قبل استئناف التقدم نحو الموصل»، موضحا أن هذا التوقف من ضمن مخطط التحالف.

وبين أن هذا التوقف شامل ويجري «على محاور عدة» تتقدم فيها القوات العراقية التي «تعيد التموضع والتجهيز وتطهير» المناطق التي استعادتها، مضيفا: «توقعنا أن يأتي وقت تحتاج فيه القوات الى التوقف وإعادة التموضع»، وأكد أن معركة استعادة الموصل ستتواصل بعد ذلك.

وختم المتحدث أن التحالف أطلق منذ بدء معركة الموصل نحو 2500 «قنبلة وصاروخ وقذيفة وصاروخ يتم التحكم فيها».

لكن بعد ساعات على تصريحات دوريان، أشار بيان عسكري عراقي الى أن «العمليات العسكرية مستمرة، ولم تتوقف إلا بتحرير كامل أرض نينوى والمحاور تتقدم وفق الخطة وحسب التوقيت المحدد».

الشورة

من جهتها، أوضحت وزارة الدفاع العراقية في بيان أمس، أن قطاعات الشرطة الاتحادية واللواء المدرع 34 تقتحم ناحية «الشورة» من 4 محاور، وتحرر قرى «البوحمد»، و«عين النصر» بعد تفجير خمس مركبات مفخخة وقتل العديد من مسلحي «داعش».

وأضاف البيان أن الفرقة التاسعة وعمليات تحرير نينوى تمكنت من تحرير قرى الحميدية والشروق والمخلط والجايف ضمن المحور الجنوبي الغربي، مشيرا إلى أن الفرقة مستمرة بالتقدم.

دروع بشرية

من جهتها، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أن الجهاديين قتلوا أكثر من 250 شخصا، وخطفوا نحو 8000 عائلة في الموصل ومحيطها خلال الأسبوع الجاري.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية رافينا شمدساني، إن قتل هؤلاء يندرج في اطار استراتيجية التنظيم إجبار الناس الذي يعيشون داخل الموصل على البقاء، مشيرة الى أن هدف الجهاديين هو استخدامهم «دروعا بشرية» في معركة الموصل ضد القوات العراقية.

وتواصل القوات العراقية محاصرة الموصل من الشمال والشرق والجنوب، فيما يتزايد عدد الفارين تجنباً لمعركة قريبة في مناطق خاضعة للجهاديين.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 16 ألف شخص فروا منذ بدء العملية في 17 أكتوبر الجاري، أغلبيتهم من محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل.

إحباط هجوم

في سياق آخر، أحبطت القوات العراقية المشتركة محاولة لتنفيذ هجوم خطط لها عناصر في التنظيم لاستهداف مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار غرب العراق.

وقال النقيب من شرطة الأنبار أحمد الدليمي أمس، إن «قوة أمنية اعتقلت 11 عنصراً من داعش كانوا يخططون للهجوم على مدينة الرمادي لزعزعة الأمن والاستقرار فيها».