ترامب يعود إلى السباق بعد فتح تحقيق جديد في «بريد» كلينتون

المرشحة الديمقراطية تدعو «إف بي آي» إلى كشف الحقائق... وحزبها غاضب من مدير مكتب التحقيقات

نشر في 30-10-2016
آخر تحديث 30-10-2016 | 00:04
No Image Caption
عاد ترامب إلى السباق الرئاسي قبل تسعة أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية، بفارق نقطتين عن منافسته الديمقراطية، بعد أن أعلن مدير الـ«إف بي آي» فتح التحقيق مجدداً في قضية البريد الإلكتروني الخاص بكلينتون عندما كانت وزيرة خارجية. وعبرت المرشحة عن ثقتها بأن التحقيق لن يؤثر على فرصها الرئيسية، في حين استغل ترامب المناسبة للتذكير بفسادها.
يبدو أن إعادة مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) فتح التحقيق في بريد المرشحة الديمقراطية للبيت الابيض هيلاري كلينتون، قبل 9 أيام من الاقتراع الرئاسي، قد سمحت للمرشح الجمهوري دونالد ترامب بالعودة إلى السباق بقوة.

وأجمعت استطلاعات الرأي على أن ترامب حقق مكاسب في استطلاعات الرأي بعد اعلان الـ "اف بي اي"، وإن تضاربت النتائج حول مدى اقترابه من منافسته التي كانت تعد العدة لفوز أول امرأة بالرئاسة.

وأظهر آخر استطلاع للرأي اجرته صحيفة "واشنطن بوست" بالاشتراك مع "شبكة اي بي سي" التلفزيونية أن الفارق بين المرشحين انخفض الى مجرد نقطتين.

كما أظهر استطلاع نشرته جريدة "بوليتكو" الأميركية السياسية، كسب ترامب 1.6 نقطة بعد إعلان إعادة فتح التحقيق وأن 62 في المئة من الناخبين المحتملين يعتقدون أن الطريقة التي أدارت فيها كلينتون بريدها الإكتروني مؤشر مهم على قابليتها لإدارة البلاد كرئيسة. كما يظهر الاستطلاع أن 40 في المئة من أنصار الاشتراكي بيرني ساندرز يرونها صادقة، في حين يعتبرها 67 في المئة من الناخبين المحتملين غير صادقة أو جديرة بالثقة.

وكان آخر استطلاع اجرته رويترز-إبسوس قبل اعلان الـ "اف بي اي" أظهر ان كلينتون وسعت الفارق الى ست نقاط متقدمة بشكل مريح على منافسها.

كلينتون

وكانت كلينتون عبرت، أمس الأول، عن ثقتها بعدما أعلن مدير الـ "اف بي آي" جيمس كومي للكونغرس العثور على رسائل إلكترونية جديدة يفترض أن يدقق فيها المحققون الفدراليون لمعرفة ما إذا كانت تتضمن معلومات هامة أو سرية.

وعقدت كلينتون مؤتمرا صحافيا مقتضبا في دي موين بولاية ايوا دعت فيه الـ "اف بي آي" الى كشف ما لديه. وقالت "إننا لا نعرف الوقائع، ولذلك ندعو (إف بي آي) إلى نشر اي معلومات بحوزته".

وأضافت: "11 يوما تفصلنا عما قد يكون أهم انتخابات وطنية في حياتنا. التصويت بدأ في البلاد. ويحق للاميركيين بالتالي الاطلاع على كل الوقائع فورا"، مؤكدة: "إنني واثقة بأنها مهما كانت، لن تبدل نتيجة التحقيق الذي أقفل في يوليو".

وعثر على آلاف الرسائل هذه في كمبيوتر محمول يعود لمساعدة كيلنتون والعضو في فريقها في وزارة الخارجية هوما عابدين، وزوجها انتوني وينر التي افترقت عنه منذ أغسطس، في سياق تحقيق بشأنه في قضية رسائل ذات مضمون جنسي وجهها إلى قاصر.

ترامب

وكغيره من الجمهوريين، سارع ترامب الى استغلال هذه القضية التي اعتبرها بمثابة فرصة لتحسين حظوظه الانتخابية. وسبق أن أبدى في الماضي مخاوف حيال الصلة التي تربط شخصا مثل انتوني وينر بوزيرة الخارجية السابقة من خلال زوجته التي تعتبر من أقرب معاوني كلينتون منذ نهاية التسعينيات.

وقال في رد فعل فوري على التطورات الجديدة مفتتحا تجمعا انتخابيا في مانشستر بولاية نيوهامشير "ان فساد هيلاري كلينتون بلغ مدى غير مسبوق"، فيما ردد أنصاره عبارة "اسجنوها".

وتابع ترامب: "أكن احتراما كبيرا لكون الاف بي آي ووزارة العدل باتا على استعداد للتحلي بالشجاعة وتصحيح الخطأ الفظيع الذي ارتكباه بإغلاق ملف بريد كلينتون الخاص"، مضيفا أنه سيستعيد البيت الأبيض.

أنصار كلينتون

واتهم أنصار كلينتون مدير الـ "اف بي آي" بحماية موقعه في حال انتقال البيت الابيض الى الجمهوريين. وكتب ديفيد اكسلرود مستشار اوباما سابقا على تويتر "من غير المسؤول حقا عدم توضيح المسألة".

وأعربت السناتورة عن كاليفورنيا ديان فينستاين عن صدمتها لرسالة كومي التي رأت أنها تقول أكثر أو أقل مما ينبغي، ما يؤجج الشكوك.

وكان كومي أوصى في يوليو بإغلاق ملف بريد كلينتون الخاص، وهو رأي أخذت به وزارة العدل، لكنه صرح، رغم ذلك، في حينه بأن وزيرة الخارجية السابقة أبدت إهمالا كبيرا.

أوباما

كما هيمن هذا التطور الجديد على التغطية الاعلامية الأميركية وطغا على كل ما تبقى، بما في ذلك حملة كلينتون في ايوا، والتجمع الذي نظمه الرئيس باراك اوباما في فلوريدا دعما لها.

وقال اوباما في اورلاندو: "أعرف أن وقائع هذه الحملة غالبا ما تكون محبطة. وبسبب طبيعة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، من الصعب أحيانا التمييز بين الصح والخطأ" مضيفاً: "لكنني أتوسل إليكم، الخيار المتاح في هذه الانتخابات واضح حقا".

ويشارك أوباما الأسبوع المقبل في الحملة الانتخابية لدعم كلينتون طيلة ثلاثة أيام على الاقل.

وأعلن فريق حملة كلينتون، أمس الأول، أن اوباما سيزور كولمبوس في اوهايو الثلاثاء ورالي في كارولاينا الشمالية الاربعاء وجنوب فلوريدا ومنطقة جاكسنفيل الخميس.

وهذه الولايات الثلاث تمثل 62 من كبار الناخبين من اصل الـ270 اللازمين للوصول الى البيت الابيض بحسب اسلوب الاقتراع غير المباشر في الانتخابات الرئاسية الاميركية.

اقتراع 8 نوفمبر يشمل انتخاب آلاف المسؤولين

لا تقتصر الانتخابات الأميركية في 8 نوفمبر على اختيار خلف للرئيس باراك أوباما، بل تشمل أيضا تجديد الكونغرس واختيار حكام وعشرات آلاف المسؤولين المحليين. ويضم الكونغرس مجلسين متوازيين في السلطة، هما النواب والشيوخ. وفي حال عدم سيطرة حزب الرئيس المقبل على أي منهما فسيكون من شبه المستحيل تمرير إصلاحاته.

• مجلس النواب: سيتم انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 لسنتين، بحسب الدوائر الانتخابية. وغالبيته جمهورية حاليا مع 246 مقعدا، مقابل 186 للديمقراطيين، وثلاثة مقاعد شاغرة نتيجة استقالتين ووفاة. ولا يرجح الخبراء تغيير الأكثرية في هذه الانتخابات.

• مجلس الشيوخ: سيتم تجديد 34 مقعدا من أصل مئة لولاية من ست سنوات. ينتخب الشيوخ في تصويت لجميع ناخبي الولاية، ويحق لكل ولاية باثنين من الشيوخ أيا كان حجمها.

يملك الجمهوريون الغالبية حاليا مع 54 مقعدا مقابل 44 ديمقراطيا ومستقلين اثنين متحالفين مع الديمقراطيين. ويكفي الديمقراطيون إحراز أربعة مقاعد لاستعادة السيطرة على مجلس الشيوخ، في حال انتخاب كلينتون الى البيت الأبيض، لأن نائب الرئيس يضيف صوته في حال الانقسام المتوازي 50 - 50.

• حكام الولايات: تنتخب 12 ولاية من أصل 50 حاكما جديدا. يتولى الحاكم السلطة التنفيذية في ولايته في صلاحيات كثيرة غير منوطة بالحكومة الفدرالية. كما أنه أقوى شخصية سياسية في الولاية، رغم تمتع الشيوخ الذين يتنقلون بكثافة بين ولايتهم وواشنطن بنفوذ كبير محليا.

• استفتاءات: يتعين على الناخبين في نحو 30 ولاية التصويت ايضا على 154 استفتاء بحسب موقع بالوتبيديا. وتتنوع مواضيع الاستفتاءات من تشريع الحشيشة الى الحد الأدنى للرواتب والصحة والاسلحة الفردية، وأحيانا تتطرق الى قضايا أكثر تخصصا على غرار إلزام ممثلي الأفلام الاباحية في كاليفورنيا باستخدام الواقي الذكري.

• سيتم انتخاب آلاف الأشخاص لتجديد مناصب محلية على غرار المجالس التشريعية للولايات وقضاة ومجالس بلدية ورؤساء بلديات ومقاطعات وغيرها.

back to top