اشتباكات عنيفة بحلب في ثاني أيام «فك الحصار»

واشنطن تقلل من أهمية إعلان روسيا وقف الغارات... و«درع الفرات» بلا غطاء جوي

نشر في 30-10-2016
آخر تحديث 30-10-2016 | 00:02
مقاتلان معارضان داخل ضاحية الأسد في غرب حلب أمس 	(رويترز)
مقاتلان معارضان داخل ضاحية الأسد في غرب حلب أمس (رويترز)
تواصلت، أمس، الاشتباكات ترافقها غارات جوية في غرب مدينة حلب السورية غداة هجوم اطلقته فصائل معارضة وإسلامية بهدف كسر الحصار عن احياء المدينة الشرقية، في حين اتهمت واشنطن النظام السوري باستخدام «التجويع سلاحا في الحرب».

وتدور المعارك العنيفة بين قوات النظام والفصائل الاسلامية والمقاتلة عند اطراف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب. وتتركز في النقاط التي تقدم فيها المقاتلون أمس الأول.

ومهدت الفصائل لهجومها أمس الأول باطلاق مئات القذائف الصاروخية على الاحياء الغربية، مما تسبب في مقتل 21 مدنيا على الاقل بينهم طفلان، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.

وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أمس بإصابة ستة اشخاص بجروح، بينهم طفلة، في قذائف اطلقتها الفصائل على حيَّي الحمدانية وصلاح الدين الواقعين على خط تماس بين احياء حلب الشرقية والغربية.

وكانت الفصائل، المنضوية في اطار تحالف «جيش الفتح» و»غرفة عمليات فتح حلب»، قد حققت بعد ساعات على اطلاقها للهجوم تقدما بسيطرتها على الجزء الاكبر من منطقة ضاحية الاسد.

ويضم «جيش الفتح» فصائل اسلامية وجهادية على رأسها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا قبل اعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) وحركة «احرار الشام» الاسلامية، في حين تنضوي فصائل معارضة وأخرى اسلامية في غرفة عمليات فتح حلب، بينها «حركة نور الدين زنكي» و»جيش الاسلام» و»جيش المجاهدين».

وشنت قوات النظام السوري، امس، هجوما مضادا «تمكنت خلاله بدعم من حزب الله اللبناني من استعادة نقاط عدة خسرتها في ضاحية الاسد»، وفق ما قال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن.

وأفاد مراسل «فرانس برس» في ضاحية الاسد عن دمار كبير بسبب الغارات الجوية الكثيفة التي استهدفت المنطقة طوال ليل الجمعة- السبت.

ويشارك نحو 1500 مقاتل وصلوا من محافظة ادلب (شمال غرب) المجاورة ومن ريف حلب في المعارك التي تدور على مسافة تمتد نحو 15 كيلومترا من حي جمعية الزهراء عند اطراف حلب الغربية مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولا إلى اطراف حلب الجنوبية.

وبالتزامن مع المعارك العنيفة في ضاحية الاسد، شنت الفصائل المقاتلة امس هجوما جديدا على حي جمعية الزهراء بدأ بتفجير سيارة مفخخة، وفق ما قال عضو المكتب السياسي في «نور الدين زنكي» ياسر اليوسف.

وأكد عبدالرحمن بدوره أن «الطائرات الحربية السورية والروسية تشن غارات جوية مكثفة على جمعية الزهراء تتزامن مع قصف عنيف جدا للفصائل ايضا»، متحدثا عن «معارك عنيفة جدا لم يشهد حي جمعية الزهراء مثلها منذ 2012».

وتنقسم مدينة حلب منذ عام 2012 بين احياء شرقية واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وأخرى غربية تسيطر عليها قوات النظام.

وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة اشهر احياء حلب الشرقية، حيث يقيم اكثر من 250 الف شخص في ظل ظروف انسانية صعبة. ولم تتمكن المنظمات الدولية من ادخال اي مساعدات اغاثية او غذائية الى القسم الشرقي منذ يوليو الماضي.

وقال أبومصطفى، احد القياديين العسكريين في صفوف «جيش الفتح»، اثناء وجوده في ضاحية الاسد، إن «المرحلة المقبلة هي الاكاديمية العسكرية (في ضاحية الاسد) وحي الحمدانية».

ويقع حي الحمدانية بين ضاحية الاسد غربا، وحي العامرية شرقا الذي تسيطر الفصائل المعارضة على اجزاء منه.

وفي حال تمكنت الفصائل من السيطرة على هذا الحي، ستكسر بذلك حصار الاحياء الشرقية عبر فتحها طريقا جديدا يمر من الحمدانية وصولا الى ريف حلب الغربي.

وأكد ابومصطفى: «خلال ايام معدودة، سيتم فتح الطريق امام اخواننا المحاصرين».

ورغم الغارات المكثفة على مناطق الاشتباك، لم تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية أمس الاحياء الشرقية، باستثناء حي صلاح الدين فجرا.

ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاول طلبا تقدم به الجيش الروسي لاستئناف الغارات على شرق حلب. وكانت روسيا قد اوقفت منذ عشرة ايام شن غارات على شرق حلب، تمهيدا لهدنة اعلنتها من جانب واحد بدأ تطبيقها في 20 سبتمبر لثلاثة ايام، وانتهت من دون ان تحقق هدفها بإجلاء المدنيين والمقاتلين الراغبين في ذلك.

الى ذلك، كشفت وسائل إعلام تركية، أمس، أن أنقرة أوقفت غاراتها العسكرية داخل سورية بعد تهديدات النظام السوري باسقاط الطائرات التركية التي تؤمن غطاء جويا لعملية درع الفرات العسكرية.

وأشارت صحيفة «حرييت» التركية الى أن القوات الجوية التركية أوقفت الغارات منذ 22 أكتوبر الماضي.

back to top