لبنان يستعد لـ «الاثنين الكبير» وفرنجية ينسحب للورقة البيضاء
أربع وعشرون ساعة تفصل لبنان عن الموعد المنتظر منذ مايو 2014، أي منذ بدء مرحلة الشغور الرئاسي، حيث بات من المؤكد أنه غداً سيكون للبنان رئيس هو رئيس تكتل "التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، بعد أن أعلنت كافة القوى السياسية مواقفها من الانتخابات التي ستجري في مجلس النواب في الجلسة التي تحمل "الرقم 46". وكان لافتاً امس الانسحاب الضمني لرئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية طالباً من كل النواب الذين يدعمونه "التصويت بورقة بيضاء لتسجيل موقف". واللافت أيضاً أن كلام فرنجية الذي شدد فيه على أن "الورقة البيضاء ليست انسحاباً" جاء بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كانت كتلته أعلنت قبل ساعات أنها ستمنح أصواتها لفرنجية.وقالت مصادر متابعة إن "الاتفاق بين فرنجية وبري كان على أن تعلن كتلة التنمية والتحرير موقفها، ومن ثم يعلن فرنجية أنه يتمنى التصويت بالأوراق البيضاء، وبذلك يحفظ بري ماء الوجه ولا يظهر في الموقع المتراجع عن قراره".
وأشارت المصادر إلى أن "ما حصل كان جزءاً من نجاح الاتصالات التي قام بها حزب الله بين الحلفاء والتي ستظهر خلال تشكيل الحكومة". وختمت: "يكون فرنجية بذلك انسحب لمصلحة الورقة البيضاء".في موازاة ذلك، نشطت الاتصالات السياسية بين كل الفرقاء مع مواصلة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان جولته التي شملت أمس بري وفرنجية ووزير الاتصالات بطرس حرب ووزير الداخلية نهاد المشنوق. كما زار زعيم تيار "المستقبل" رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أمس، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي تردد انه "عاتب" على الحريري. وفي كلمة، بعد اللقاء، هنأ الراعي الحريري على "جهوده من أجل حل موضوع الرئاسة"، وقال: "أعطيتم الامل للشعب اللبناني وأنتم رجل الشجاعة والأمل والرئاسة كانت بحاجة إلى تدخل إلهي". ورد الحريري: "الله يقدرنا على الخير". وأردف الراعي: "سنطلق على الاثنين يوم الاثنين الكبير"، ورد الحريري: "سنطلق عليه يوم الاثنين الأبيض".واكتسب الحديث الذي أدلى به الحريري ليل الجمعة - السبت دلالات بارزة عشية الجلسة الانتخابية، إذ ركز في معظمه على الابعاد الاقتصادية والاجتماعية التي تواكب عملية انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم "الجهاد الاكبر الحكومي". وبدأ الحريري واثقاً من علاقته بعون في التجربة التي ستبدأ مع انتخابه رئيساً للجمهورية.ورأى ان مبادرته أسقطت الفراغ الذي كان المرشح الحقيقي لـ"حزب الله".واسترعى الانتباه في حديث الحريري اشادته الحارة بكل من قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، كما انتقد بشدة تدخل "حزب الله" في الدول العربية ونفى ان يكون عقد تفاهمات ثنائية مع عون على حساب أحد، وأعلن انه منفتح على الجميع ويمد يده للجميع. وتحدث عن مرحلة سياسية جديدة، "وما نفعله هو إنقاذ للبلد والمؤسسات واعطاء فرصة للناس وامل للبلد". وأكد ان كتلة "المستقبل هي كتلة سعد الحريري ونقطة على السطر".إلى ذلك، نظم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية قبل ظهر أمس جولة للاعلاميين في القصر الجمهوري في بعبدا اطلعوا خلالها على التحضيرات التي ستقام لرئيس الجمهورية عند انتقاله إلى القصر الجمهوري لتسلم صلاحياته الدستورية.وبدأت الجولة بكلمة ترحيبية للمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير أكد فيها "أهمية القصر الجمهوري ورمزيته والمحافظة على عمل المؤسسات"، مشيرا الى ان "يوم الاثنين المقبل سيشهد القصر عودة رئيس الجمهورية إليه بعد فترة من الشغور دامت لاكثر من سنتين بحيث سيستعيد رونقه وألقه"، وقال: "خلال فترة الشغور أبقي القصر بعيدا عن الاعلام، كان سيده غائبا وتعود الحياة اليه بوجود رئيس الجمهورية".