آلاف الإيرانيين يحتفلون بميلاد مؤسس «فارس»
شعارات معارضة ورسالة من نجل الشاه... وترحيب ضمني من «أجنحة» النظام
استطاع القوميون الإيرانيون تحشيد عشرات الآلاف من الإيرانيين للاحتفال بذكرى مولد الملك كوروش الأول، مؤسس الإمبراطورية الفارسية، وذلك بمجموعة قصور «تخت جمشيد» الأثرية في مدينة مرودشت قرب شيراز، على الرغم من أن السلطات الأمنية أغلفت الطرق المؤدية إلى المكان الذي يوجد فيه قبر كوروش.واستغل منظمو الاحتفال وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل فيما بينهم، وأعطى معظمهم بعض المعلومات عن الطرق الفرعية التي يمكن سلوكها لتفادي حواجز القوى الأمنية التي كانت تحاول منع الاحتفال الذي أقيم أمس الأول.واستغل القوميون تسجيل «أسطوانة عدل كوروش» في «اليونسكو»، على أساس أنها أول بيان لحقوق الإنسان لرفع شعارات تطالب السلطات الإيرانية برعاية حقوق الإنسان التي بحسبهم أقرها الإيرانيون منذ أكثر من 2500 سنة.
ورغم أن بعض السياسيين الإيرانيين حاولوا استغلال موجة الاحتفال بيوم ميلاد كوروش في وسائل التواصل الاجتماعي بنشر صور للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي والرئيس الشعبوي محمود أحمدي نجاد، وغيرهم وهم يزورون مجموعة «تخت جمشيد» المعروفة بـ«باسارغاد»، فوجئ الجميع بقراءة رسالة من ابن شاه إيران المخلوع، ورفع شعارات معارضة خلال التجمع، مما أوجد تخبطاً في مجموعات التواصل الاجتماعي، وتصادماً بين القوميين والتيارين السياسيَّين القويين في البلاد، الإصلاحيين والمحافظين. وحاول الإصلاحيون تفادي التصادم مع القوميين، حتى إن بعض محطاتهم دعمت القوميين، في حين انتقدت المحطات التابعة للمحافظين الشعارات التي رفعت في التجمع، ونشرت صوراً لقوميين (يبدو أنهم زردشتيون) سجدوا أمام مقبرة كوروش، معتبرة إياها أعمال كفر يجب على السلطات التعامل معها، ومعاقبة من قام بها.الموضوع اللافت للنظر هو أن الطيفَين السياسيَّين لم يتخذا مواقف رسمية من الشعارات المعادية التي رفعت خلال التجمع، وحاول كل منهما تصوير نفسه قومياً فارسياً لجذب أصوات القوميين في الانتخابات المقبلة، حتى إن بعض المحافظين أصروا على أن كوروش هو «ذو القرنين» الذي ذكر في القرآن الكريم، ولهذا فالاحتفال بيوم ميلاده هو تكريم للشخصيات الإسلامية أيضاً.وبما أن المسيرة أقيمت يوم الجمعة، لم يكن هناك فرصة لأئمة الجماعة في إيران لإبداء آرائهم ومواقفهم بالنسبة للموضوع.وهناك جدل كبير داخل المجتمع الإيراني مغزاه: هل المجتمع الإيراني «مسلم – إيراني» أم «إيراني – مسلم»؟، إذ إن النظام الحاكم يعطي الأولوية للإسلام، في حين يعطي القوميون الأولوية للقومية الإيرانية.