لا شك في أن شعار صالون الكتاب الفرنكوفوني في بيروت هذا العام «نقرأ معاً» يحفزّ على التبادل الثقافي بين اللغات والابتكار الأدبي، ويدعو إلى الحفاظ على النسخ الورقية للكتب والمجلات، لا سيما أن نحو 180 مؤلفاً وكاتباً من بينهم 90 كاتباً فرنسياً يشاركون فيه، ويعقد ضمن فعالياته 150 مؤتمراً وطاولة مستديرة وندوة، تعكس التنوع الثقافي الذي يتمتع به لبنان. يعتبر صالون الكتاب الفرنكوفوني في بيروت الأهم بعد معرضي باريس ومونتريال، ويُتوقع أن يستقطب هذا العام نحو 80 ألف زائر. في هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن ثلثي الكتب المترجمة من الفرنسية إلى العربية تنجز في لبنان، وهذا دليل على موقع البلد المميز في الثقافة العربية.
مشاركة رسمية فرنسية
للمرة الأولى هذا العام تشارك وزيرة الثقافة الفرنسية أودري أزولاي في المعرض، وكانت رافقت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال زيارته في أبريل الماضي لبنان، واطلعت على الإنجازات الثقافية والمؤلفات الفرنكوفونية في البلد.كذلك تشارك كل من كندا وسويسرا وبلجيكا، فضلاً عن إيطاليا التي تسجّل حضوراً للمرة الأولى هذه السنة.تتنوع المواضيع والأفكار التي ستناقش ضمن اللقاءات والمؤتمرات وتشمل قضايا تهمّ المنطقة العربية والعالم عموماً، من بينها: ندوة حول جنوب لبنان ينظمها جناح سويسرا بالتعاون مع المعهد الفرنسي، وطاولة مستديرة حول الرقص المعاصر في لبنان وسويسرا، فضلاً عن محاضرة للكاتب والفيلسوف ألكسندر جوليان. من نشاطات المعرض أيضاً تنظيم منصة طالبية مع ناتالي ازولاي حول كتابها الفائز بجائزة «غونكور خيار الشرق» 2015 «تيتوس لم يكن يحبّ بيرينيس»، في حضور الناشر الفرنسي، وتقدمها سلمى كجك رئيسة لجنة تحكيم «غونكور خيار الشرق» 2016.كذلك ينظم المعرض طاولة مستديرة حول المسرح عبر التاريخ يشارك فيها كل من المخرج اللبناني روجيه عساف والممثل وجدي معوّض ويديرها بول مطر. فضلاً عن ندوات حول: المستشرقون الفرنسيون، النظرة إلى قطاع النشر في العالم العربي، الموسيقى، اللغة والمعنى، الأوضاع في حلب، مسيحيو الشرق، المجازر في سورية، نظرة إلى النشر في العالم العربي، معنى التقاليد في الشرق، «رهانات تعليم الأدب في الجامعات: تصورات، مهارات وآفاق مهنية»، ينظمها المكتب الإقليمي للوكالة الجامعية للفرنكوفونية.مسرح وسينما
للمرة الأولى يندرج المسرح والسينما ضمن فعاليات صالون الكتاب الفرنكوفوني، ليصبح بذلك شاملاً مختلف نواحي الفكر والثقافة بما فيها الفنون البصرية التي تحتلّ اليوم حيزاً مهماً، بعد تصدّر مواقع التواصل الاجتماعي قائمة الأولويات في الحياة، إلى جانب مكانة الكتاب، بالطبع، كناقل للثقافة ووسيلة للانفتاح والتفاهم والتسامح، والحفاظ على الإرث الثقافي الفرنكوفوني والمساحة المتوافرة لحرية التفكير والتواصل بعيداً عن الضغوط السياسية والمخاوف الأمنية اليومية.