شتان الفارق بين من يعمل من أجل مصلحة بلده، ومن يعمل ضدها، ومن يعمل على احترام وتقدير قوانينها، ومن يستقوي بالجهات الأجنبية ضد هذه القوانين من أجل تعديل، وفق ما يحلو له!

هناك ممثلون للكويت في الاتحادات الرياضية القارية والدولية الفارق بينهم شاسع، فالبعض منهم عمل بجد وإخلاص من أجل حماية الرياضة والرياضيين والتمسك بالقوانين الوطنية، وآخرون عملوا بكل ما أوتوا من قوة لتعليق النشاط الرياضي لأن القوانين لا توافق أهواءهم ولا تخدم مصالحهم، وللأسف الشديد نجحوا في تحقيق مآربهم بتعليق النشاط الذي بدأ بالكرة في 17 أكتوبر الماضي ثم شمل كل النشاط في 27 منه!

Ad

الجابر ضرب أروع الأمثلة

وضرب رئيس الاتحادين الكويتي والآسيوي للتنس الأرضي الشيخ أحمد الجابر أروع الأمثلة كعادته في حماية الاتحاد وأسرة التنس، حيث تلقى كتابا من الاتحاد الدولي للعبة بتاريخ الثامن من سبتمبر الماضي، يستفسر فيه عن الطريقة التي عُين بها أمين السر العام للاتحاد عبدالرضا الغريب في اللجنة الأولمبية الكويتية.

وأكد الاتحاد الدولي في كتابه الممهور بتوقيع رئيسه ديفيد هاغرتي أنه "نمى إلى علمه" أن الجابر تعرض لضغوط من الحكومة لتعيين الغريب، إضافة إلى أن هناك تدخلا حكوميا في شؤون الاتحاد الكويتي، مطالبا بالرد على استفساراته.

وأعطى الشيخ الجابر المنتفعين من الرياضة درسا في العمل من أجل مصلحة الكويت ورياضتها لا من أجل المصلحة الشخصية، إذ أكد في الكتاب الذي أرسله إلى الاتحاد الدولي في 20 سبتمبر الماضي تمتع الاتحاد الكويتي بالحرية والاستقلالية الكاملة في العمل، وعدم وجود التدخل الحكومي في شؤونه على الإطلاق، مبينا أن دخول عبدالرضا الغريب في اللجنة الأولمبية الكويتية جاء برغبة شخصية بطريقة ودية دون فرض الأمر على مجلس الإدارة.

ومن ثم وجه الاتحاد الدولي للتنس الشكر لأحمد الجابر في كتابه المؤرخ بتاريخ 25 الجاري، برده على استفساراته.

ليت الآخرين ساروا على نهج الجابر

ومن المؤكد أنه لو جاءت ردود كل رؤساء الاتحادات على شاكلة رد الجابر على الاتحاد الدولي للتنس، لما تعرضت الرياضة لتعليق نشاطها على المستوى الخارجي، لكن للأسف الشديد الرسائل الملغمة كانت تذهب من الكويت إلى الاتحادات الرياضية القارية والدولية واللجنة الأولمبية الدولية محملة بالشكاوى على الحكومة ومجلس الأمة، وهي شكاوى لا صحة لها على الإطلاق، وعندما كانت تستفسر هذه الهيئات عن صحة ما ورد في الرسائل كانت ترد الاتحادات بالإيجاب، نظرا لسيطرة المنتفعين على زمام الأمور فيها.

ويا ليت كل الكويتيين الموجودين في مناصب بالهيئات الرياضية الدولية والقارية ساروا على نفس نهج الشيخ أحمد الجابر، ودافعوا باستماتة عن القوانين الوطنية التي لا تقل عن نظيرتها في الدول الأخرى.

الأيام مازالت تكشف المتسببين في تعليق الرياضة وهم للأسف أغلبية، ومن دافع عن القوانين الوطنية وكانوا حريصين على مصلحة الرياضة والرياضيين وعدم التأزيم.