تواصلت ردود الفعل الغاضبة والمنددة بمحاولة الميليشيات الحوثية المتحالفة مع قوات الرئيس اليمني السابق علي صالح استهداف مكة المكرمة بصاروخ باليستي، ودانت فرنسا، الهجوم الفاشل، ووصفته بالاستفزاز غير المجدي الذي لا يسمح ببناء الثقة الضرورية للعملية السياسية في اليمن.

ودعت الخارجية الفرنسية مساء أمس الأول جميع الأطراف اليمنية إلى استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى حلٍ سياسي، باعتباره الطريق الوحيد الكفيل بوضع حد للنزاع في اليمن.

Ad

وجددت باريس في البيان ذاته دعمها الكامل للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

كما استنكرت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة لرابطة العالم الإسلامي، ما أقدمت عليه الميليشيات الحوثية من استهداف لقبلة المسلمين، مكة المكرمة.

وأكدت الهيئة في بيان أصدرته، أمس، أن «العمل الإجرامي» تجاوزت فيه «الميليشيات المأجورة» كل الحدود الإنسانية والأخلاقية والدينية، وفاقت في «اعتدائها الآثم» ما أقدم عليه من قبل «أبرهة صاحب الفيل، وأجدادهم القرامطة في اعتدائهم على الحج وعلى الكعبة المشرفة».

وشهدت عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، مشاركة المئات من أهالي المدينة بينهم طلاب ومسؤولون حكوميون في وقفة احتجاجية تنديدا بقصف القوات الموالية للحوثيين وصالح لمنطقة قريبة من مكة بصاروخ باليستي قبل يومين.

وأقيمت الوقفة الاحتجاجية وسط الشارع الرئيسي بالمدينة، وردد المشاركون فيها هتافات مناوئة للحوثيين، وأعلنوا تضامنهم مع السعودية.

وكان المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، اللواء أحمد عسيري، أكد أمس الأول أن الصاروخ الباليستي الذي تم اعتراضه، أطلق من مسجد في صعدة، وتم تدمير منصته عبر طائرات التحالف، مشيراً إلى أن الحوثيين يحملون شعاراتهم (الموت لإسرائيل والموت لأميركا)، وصواريخهم كانت موجهة إلى أطهر بقاع المسلمين، مكة المكرمة.

وجاءت هذه التطورات في وقت تسود التعقيدات العملية السياسية، لا سيما بعد رفض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس الأول خطة المبعوث الأممي الجديدة لإنهاء النزاع.

وفي حين أكدت الحكومة اليمنية، مساء أمس الأول، دعمها لقرار هادي، في رفض خطة ولد الشيخ، لم يرد وفد الانقلابيين في صنعاء على الخطة.

وقالت في بيان إن «خيار رئيس الجمهورية يمثل ترجمة للمواقف السياسية والمجتمعية والشعبية والبيانات الصادرة عن كافة الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي عبرت عن رفضها الصريح لما تضمنته خريطة الطريق المقترحة من بنود تشرعن للانقلاب وتنسف كل المرجعيات المتوافق عليها».

والمرجعيات المتفق عليها، هي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية.

واندلعت معارك عنيفة على عدة جبهات من بينها تعز ومأرب ولحج والجوف والحديدة وريف صنعاء والضالع.

وأعلن الجيش الوطني أمس أسر عشرة من مسلحي الحوثي وصالح في محافظة تعز وسط البلاد، وقتل 21 متمردا.

وفي محافظة صنعاء، سيطر الجيش على جبل قرن نهم الاستراتيجي، شمال شرق العاصمة.

واعترضت الدفاعات الجوية للتحالف العربي، ثلاثة صواريخ باليستية في محافظة مأرب، وشنت الطائرات بدورها عدة غارات على منصة إطلاق الصواريخ في إحدى ضواحي مدينة صنعاء. وأفاد مسؤول طبي أمس بمقتل 60 شخصاً بمحافظة الحديدة جراء قصف جوي استهدف إدارة أمن الزيدية وسجن يحوي أكثر من 100 نزيل.

من جهته، أوضح التحالف الذي تقوده السعودية أن طائراته قصفت مبنى إدارة أمن الزيدية بعد تحويله إلى مركز قيادة من جانب الميليشيات المتمردة لإدارة عملياتها الحربية.