«عمك أصمخ»

نشر في 01-11-2016
آخر تحديث 01-11-2016 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي دخلت في نقاش مع بعض الأعزاء حول جدوى كتابة المقالات التي لم تأتِ بجديد، بل بالمزيد من التذمر والتحلطم الذي يدل على الإحباط وقلة الحيلة، وقال أحد الأعزاء "وسع صدرك بوعبدالله، لا تأخذ الأمور بجد سواء في الأمور الداخلية أو ما يحدث في المنطقة حولنا، استمتع بفنجان القهوة بعيدا عن الأوراق والقلم، فالأوضاع في المنطقة قد رسمت أهدافها بالمسطرة والفرجار.

ولن تتوقف الحروب حتى تحقق أهدافها التي أشعلت من أجلها، وهي أكبر من أن ندركها أو نبدي الرأي فيها، أما أعداد القتلى والجرحى والمهجرين والمشردين فذلك آخر اهتماماتهم، أما الشؤون الداخلية وبالأخص أعضاء مجالس الأمة فقد عرفناهم على مدى عقود من السنين، فماذا ترتجي منهم فلن يسعى أي منهم إلى تغيير هذه الأوضاع التي تخدم مصالحهم وتحقق أهدافهم الخاصة، وسيبذلون أقصى جهدهم لبقائها واستمرارها.

أما حالة الركود بل التخلف والعودة إلى الخلف فنحن نعايشها بشكل يومي ونعرفها منذ سنين، ولن تتغير إلا إلى الأسوأ، أما الناخبون فهم إما متكسبون أو متحزبون أو من الأغلبية الصامتة يعني قوم مكاري".

ومع كل احترامي وتقديري لكل من شارك معي في الحوار والطرح الراقي إلا أن هناك تساؤلات هي: ألا يستحق منا هذا الوطن المشاركة ولو بكلمة؟ لماذا هذه السلبية المطلقة؟ ولماذا نساعد في زيادة أعداد الأغلبية الصامتة ونترك "القرعة ترعى"؟ ألا يحرك وجدانكم منظر المرضى، وقد تم صفهم في ممرات المستشفيات، وقد علقت على أسرتهم أجهزة التغذية؟

ألا تشعر بالألم عندما ترى بعض المدارس الابتدائية أو رياض الأطفال وقد أصابها القدم وأصبحت آيلة للسقوط في هذا البلد الذي أنعم الله عليه بعطائه، فأصبح حكرا على فئة معينة؟ ألا تشعر بالأسى وأنت تسير في شوارع جار عليها الزمن، فغدت وكأنها ثوب متسول امتلأ بالترقيع؟ ألا يحزّ في النفس تلك المشاريع التي تأتي بعد إنجازها- إن أنجزت- عرجاء؟ ألم تدمع عيونكم عندما لم نشاهد "علم الكويت مرفوعا" في حين كانت رايات بلاد الدنيا كلها ترفرف في السماء في أكبر تجمع رياضي في العالم، ولم يرف لذلك جفن؟ هذا غيض من فيض، أبعد ذلك كله نصم الآذان ونغمض العيون ونكمم الأفواه؟

والآن وبعد عودة فرسان المقاطعة للترشح لنا تساؤل أيضاً: ألا يستحق هذا الشعب الكريم الذي حملكم من قبل إلى تلك الكراسي الخضراء الوثيرة كلمة اعتذار، ناهيك عن المبادئ التي تم دوسها؟

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

عتب

إلى الصديق الفاضل الأستاذ صالح القلاب الذي يتحفنا دائما بمقالاته الرائعة، وفي تاريخ 24/ 10/ 2016 نشر في هذه الجريدة الغراء مقالا بعنوان "الزمن الرديء" تحدث فيه عن تلك الحقبة من التاريخ التي سادت فيها الخلافات بين الدول العربية إلى الحد الذي احتكم فيه إلى القوة العسكرية.

تحدث الأستاذ الفاضل عن عدد من الأحداث السلبية، ولكني لاحظت أن معاليه قد تجاوز أهم تلك الأحداث في تلك المرحلة السوداوية التي لا تزيد عليها سوداوية إلا ما نعيشه الآن، نرى معاليه قد تجاوز أحداث الغزو الغادر الذي قام به النظام العراقي السابق لدولة الكويت الحبيبة، فقتل وأسر ودمر وحرق، وقاست الكويت وأهلها أحداثا مرعبة، فهل سقط حادث الغزو من المقال "سهواً أم قصداً"؟ وفي كلتا الحالتين فالعتب قائم، مع التأكيد أننا لا نشك أن للكويت مكانة خاصة في وجدان أستاذي الفاضل الذي كنت أسعد دائما بصحبته في منزلي في مدينة عمان في الأردن الشقيق.

back to top