بعد اقتحام مجموعات انتحارية عمق حلب الغربية، دخلت فصائل المعارضة السورية في حرب شوارع مع قوات الرئيس بشار الأسد والميليشيات الموالية لها، تركزت على محاور حي حلب الجديدة ومحيطها والأطراف الجنوبية لمشروع "3 آلاف شقة" في حي الحمدانية، ومحيط أكاديمية الأسد العسكرية.

ونجحت فصائل المعارضة في التصدي لهجوم معاكس شنته قوات الأسد تكبدت فيه خسائر فادحة، بحسب مصادر ميدانية، أفادت أيضاً بمقتل القائد العسكري لـ"جيش الإسلام" في الشمال السوري أحمد سندة في غارة استهدفته على جبهة منيان بريف حلب الغربي، التي استعادها النظام ليل الأحد- الاثنين.

Ad

ومع انهيار دفاعات ميليشيات النظام الأولى، نقلت المعارضة المعارك إلى داخل حلب الغربية، في تحرك نوعي مكنها من السيطرة على معظم مناطق الطرفية في محيط حي حلب الجديدة و"3 آلاف شقة" في حي الحمدانية.

ودخلت المعارك فعلياً إلى قلب الحيين الاستراتيجيين، واللذين تتوزع فيهما الدفاعات الأهم عن "الأكاديمية العسكرية" في إطار المرحلة الثانية، التي أعلنتها كتائب "جيش الفتح" و"فتح حلب" و"جيش إدلب الحر" وفصائل أخرى.

أهمية الحمدانية

وإذا نجحت المعارضة في السيطرة على الأكاديمية العسكرية فسيكون من السهل عليها مواصلة تقدمها نحو حي الحمدانية، الذي يمثل أهم قاعدة لقوات الأسد في حلب وأكثرها تسليحاً ويضم غرفة عمليات ميليشيات "حزب الله" اللبناني و"النجباء العراقية"، ومنها تنطلق هجمات النظام المدفعية على حلب الشرقية.

كما أن الحي هو آخر معاقل النظام وباستعادته تكون المعارضة قد تمكنت من الوصول إلى منطقة صلاح الدين، وبالتالي ستنجح في كسر الحصار عن حلب.

هجوم روسي

في هذه الأثناء، نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية أمس، مقالاً بعنوان "عاصفة تتجمع: الهجوم الروسي الموسع الوشيك على حلب درس لتبعات عدم التصدي للقوة العسكرية"، أشارت فيه إلى أنه "في الأسبوع الماضي أسقطت الطائرات الروسية والسورية منشورات على شرق حلب تحمل رسالة واضحة ومخيفة: "هذا أملكم الأخير... أنقذوا أنفسكم. إذا لم تغادروا هذه المناطق بصورة عاجلة ستتم إبادتكم".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "يبدو أن التهديد ليس مجرد كلمات جوفاء، فوفقاً لتحليل استخباراتي غربي حصلت عليه، فإن القوات الروسية ستشن هجوماً وشيكاً كاملاً وموسعاً في محالة لاستعادة السيطرة على كامل حلب"، مشيرةً إلى أن "هدف الرئيس فلايمير بوتين هو منح حليفه الأسد نصراً كاملاً في ثاني أكبر مدن سورية بحلول يناير 2017".

حماية «النصرة»

إلى ذلك، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "مسلحي المعارضة في حلب بالتواطؤ مع جرائم جبهة النصرة (فتح الشام) ما يجعلهم أهدافاً مشروعة"، مشيراً إلى أن "الغرب يحاول حماية إرهابيي الجبهة في الأحياء الشرقية لحلب، والهجوم الشديد الجاري في حلب لا يمكن السكوت عليه".

تعزيزات تركية

وعلى جبهة قريبة، أرسلت السلطات التركية تعزيزات عسكرية إلى وحداتها في منطقتي قرقميش وأوغوز إلي الحدوديتين مع سورية، في ولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد وسط إجراءات أمنية مشددة.

وأفادت صحيفة "ديلي صباح" التركية، أن التعزيزات أرسلت من اللواء 106 مدفعية، وسيارات مصفحة و8 دبابات ولوازم عسكرية، مشيرة إلى أن السيارات المصفحة ستُستخدم في عمليات التطهير التي تستهدف تنظيم "داعش" ضمن عملية "درع الفرات".

درعا وحماة

وفي درعا، تلقت المعارضة ممثلة في "لواء المهاجرين والأنصار" وجبهة "فتح الشام" و"جيش اليرموك" وجماعة "جند الملاحم" ضربةٌ موجعةٌ بخسارتها نحو 40 مقاتلاً على الأقل نكل بجثثهم جميعاً في كمينٍ محكم نفّذه النظام قرب إبطع أثناء محاولة أمس الأول، لاقتحام الكتيبة المهجورة شرقي طريق دمشق –درعا القديم.

وفي حماة، شن النظام عدداً كبيراً من الغارات على عدة مقرات للمعارضة وعشرات الآليات في طيبة الإمام وشمالها والمصاصنة واللحايا واللطامنة ومورك وجنوبها وكفر زيتا وجنى العلباوي وشمال غرب أثريا في ريف حماه الشمالين كما استهدف تجمعات وتحركات فصائل الراشدين 1ـ 4 ـ5 وخان العسل وأورم الصغرى ومدرسة الحكمة غرب وجنوب مدينة حلب.

صراع داخلي

وفي ريف دمشق، عقد القائد العام لـ"جيش الإسلام" عصام بويضاني (أبو همام) وعدد من مساعديه اجتماعاً مساء أمس الأول، في بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية، مع قادةٍ عسكريين من غرفة عمليات "جيش الفسطاط" و"فيلق الرحمن"، خلص إلى ضرورة التنسيق العاجل والمباشر لحل جميع المشاكل العالقة بين الأطراف المتناحرة في المنطقة وتوحيد فصائلها ووضع حد للصراع الداخلي.

نصف الروس يخشون حرباً عالمية بسبب سورية

أظهر استطلاع للرأي، نشرت نتائجه أمس، أن نحو نصف الروس يخشون من أن تؤدي حملة الرئيس فلاديمير بوتين في سورية إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.

وبحسب الاستطلاع، الذي أجراه مركز "ليفادا" المستقل الأسبوع الماضي، فإن 48 في المئة من الروس يخشون أن يؤدي "التوتر المتصاعد في العلاقات بين روسيا والغرب الى اندلاع حرب عالمية ثالثة".

ورأى 32 في المئة أن الضربات الجوية في سورية تؤثر سلباً في سمعة روسيا في العالم، بارتفاع عن نسبة 16في المئة في نوفمبر 2015. إلا أن 52 في المئة من الروس قالوا انهم يدعمون الضربات الجوية، بينما قال 26 في المئة إنهم يعارضونها.

وردا على سؤال عما اذا كان على روسيا ان تواصل "التدخل في ما يحدث في سورية" قال 49 في المئة نعم و28 في المئة قالوا لا.