عقدت المرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض هيلاري كلينتون مهرجانا انتخابيا جديدا في فلوريدا، الولاية الأساسية التي تتسم بأهمية خاصة في السباق الرئاسي، والتي تبدد فيها تقدمها على الجمهوري دونالد ترامب في استطلاعات الرأي الأخيرة.

وتسعى كلينتون إلى تخطي صدمة إعلان مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) إعادة تحريك قضية بريدها الخاص، في وقت يضيق الفارق بينها وبين خصمها الجمهوري دونالد ترامب قبل نحو أسبوع من الانتخابات الرئاسية.

Ad

وقالت كلينتون، خلال محطة في فورت لودرديل، "يجب ألا نسمح لصخب العالم السياسي بأن يشتت انتباهنا، علينا أن نبقي على تركيزنا"، في إشارة إلى إعلان مدير "إف بي آي" جيمس كومي الجمعة عن معلومات جديدة تتطلب إعادة فتح التحقيق في قضية بريدها الإلكتروني.

وأضافت كلينتون، في محطة أخرى في ويلتون مانورز، "حين تسقطون أرضا، المهم هو ان تنهضوا مجددا".

ولم يكشف كومي أي تفاصيل حول هذا التطور الجديد، مكتفيا بالقول إنه لا يعرف بعد إن كان سيحمل عناصر جديدة ذات أهمية. وأوردت الصحافة الأميركية أنه عثر مؤخرا على آلاف الرسائل الإلكترونية من وزارة الداخلية على كمبيوتر محمول يعود لأنتوني وينر، زوج هوما عابدين السابق المعاونة المقربة من كلينتون.

ويخضع وينر، الذي انفصلت عنه عابدين في أغسطس، لتحقيق لإرساله رسائل نصية ذات مضمون جنسي إلى فتاة عمرها 15 سنة، وقد عثر على هذه الرسائل الالكترونية في سياق التحقيق.

استطلاعات

وأظهر استطلاع مشترك بين "آي بي سي نيوز" و"واشنطن بوست" أمس أن كلينتون متقدمة بنسبة 46 في المئة مقابل 45 في المئة، متخطية فارق النقطتين الذي كانت عليه السبت.

أما في استطلاع لـ"سي إن إن" يظهر متوسط نتائج الاستطلاعات الوطنية الخمسة تقدمت كلينتون بنسبة 47 في المئة مقابل 42 في المئة لترامب. ووفقا لاستطلاع شبكة "آي بي سي نيوز" الاخبارية، و"واشنطن بوست" يعتقد أكثر من ستة ناخبين من أصل عشرة أن تحقيقات "إف بي آي" حول رسائل كلينتون لن تؤثر على نتائج الانتخابات مقابل 3 من أصل 10 يعتقدون أن له تأثيرا.

وأظهر استطلاع "آي بي د- تي آي بي بي" حول الانتخابات بشكل عام حصول كلينتون على 45 في المئة وترامب 44 في المئة، في حين حصل مرشح الحزب الليبرتاري الأميركي، غاري جونسون على 4 في المئة، ومرشحة حزب الخضر جيل ستاين على 2 في المئة.

ويظهر استطلاع آخر أجرته الجهتان حول المنافسة بين كلينتون وترامب تقدم هيلاري بنقطتين، حيث حصلت على 45 في المئة، مقابل 43 في المئة لترامب، أما استطلاع "راسمين" فيشير إلى تقدم كلينتون بثلاث نقاط، حيث حازت 45 في المئة وترامب 42 في المئة وجونسون 5 في المئة وستاين 2 في المئة من الأصوات. في هذه الأجواء المتوترة، وجه معسكر كلينتون انتقادات لاذعة إلى كومي، الذي كشف الرسائل منذ أسابيع وتكتم عليها، فيما سارع ترامب إلى استغلال هذه المسألة المستجدة.

وقال رئيس حملة كلينتون الانتخابية جون بوديستا، في حديث تلفزيوني، "إنه عمل غير مسبوق يتعارض مع سياسة وزارات العدل الديمقراطية والجمهورية على حد سواء"، مضيفا أن كومي "تجاهل رأي كبار المسؤولين في وزارة العدل".

وأوضح أن هذه الوزارة التي يتبع لها مكتب التحقيقات الفدرالي لها تقليد يقضي بـ"عدم التدخل في أي انتخابات قبل 11 يوما من موعد اجرائها".

ريد

في سياق متصل، كتب رئيس الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد لمدير "إف بي آي"، وهو جمهوري عينه الرئيس باراك أوباما عام 2013، مبديا مخاوفه من معاملة تقوم على الكيل بمكيالين تهدف على ما يبدو إلى مساعدة حزب ضد آخر.

ولفت ريد إلى أن القانون "يحظر على مسؤولي إف بي آي استخدام سلطتهم الرسمية للتأثير على الانتخابات. وبتحركاتك المنحازة حزبيا، قد تكون خرقت القانون".

المخابرات الروسية

في موضع آخر، طالب ريد "إف بي آي" بالكشف عما لديه من معلومات تثبت ارتباط ترامب بالسلطات الروسية.

وكتب ريد، في رسالة مفتوحة لكومي، "تبين لي من خلال الحوارات التي تدور بيني وبين المسؤولين في الأجهزة المعنية بشؤون الأمن القومي الأميركي، أنه تتوفر لديكم معلومات خطيرة تكشف عن علاقات وثيقة تربط ترامب بالمستشارين الروس الذين يقودونه، وبالسلطات الروسية التي يمتدحها في جميع المحافل بما يخدم مصالح أجنبية معادية للولايات المتحدة".

ترامب

من جهته، ركز ترامب خطاباته خلال مهرجاناته الانتخابية أمس الأول، في نيفادا وكولورادو ونيومكسيكو، على موضوع رسائل كلينتون التي وصفها بأنها قنبلة. وقال في لاس فيغاس: "إن فساد هيلاري يقوض المبادئ التي قامت عليها بلادنا"، متهما منافسته باتباع سلوك إجرامي متعمد، مضيفا: "نحن الآن نتصدر العديد من استطلاعات الرأي التي جرى الكثير منها قبل اعلان التحقيق الجنائي الجمعة"، مؤكدا "سوف ننتصر".

وأوضحت مديرة حملته كيليان كونواي في حديث تلفزيوني أنه لو لم يعلن كومي عن التطور الجديد، لكان اتهم أيضا ربما بالتدخل في الانتخابات.

وعقدت كلينتون أمس تجمعات انتخابية في أوهايو، لاسيما في كليفلاند وسينسيناتي، فيما جاب خصمها الجمهوري ولاية ميشيغان.